بسم الله الرحمن الرحيم
كان البقيع الغرقد مزارات تعلوها قباب شامخة في السماء بشموخ أصحابها، وبناء هذه القباب كان تعبيراً صادقاً من المسلمين عن محبتهم وتقديسهم لآل النبي وتقديراً لفضلهم وإكراماً لمثواهم، وكانت القباب علامات بها يهتدي المسلمون إلى أضرحة القديسين من أئمة أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة:الإمام الحسن المجتبى (ع ) سبط الرسول وريحانته من الدنيا، والإمام على بن الحسين (ع ) زين العابدين، والإمام محمد بن على باقر علوم النبيين، والإمام جعفر بن محمد الصادق المصدق، وبقية السلالة الطاهرة والصحابة المنتجبين.وكانت هذه الأضرحة مدخلاُ للتعرف على منهج وسيرت من تضمنتهم من أهل بيت النبي ( ع ) وكانوا هم السبيل إلى الله بهم يُعبد وبهم يُطاع، فكان البقيع مهوىً لأفئدة المسلمين، يتقاطرون عليه من كل حدب وصوب لا ينقطعون عنه طوال عامهم يجذبهم الحنين والشوق والولاء لزيارة آل بيت النبي،وكانوا يتسابقون ويتزاحمون على زيارة النبي وأهل بيته بعد أدائهم حجهم وقضاء تفثهم يتزودون من معين الأسرة النبوية، تغمرهم حرارة الإيمان وتظللهم ملائكة الرحمن.
وبعد أن احتلت دولة الوهابية البغيضة مدينة الرسول صلى الله عليه وآلة، وأحكمت قبضتها عليها، فجرت حقدها الذي ورثته من أكلة أكباد الأزكياء وسلالتها الدموية سعياً منها لإكمال ما بدأ به أبو سفيان وآل أبي سفيان من دفن سيرة الرسول الأكرم ومعالم الدين الحنيف الذي ما فتئ ـ الوهابيون الظلاميون بظلمة الشيطان ـ يبذلون منتهى جهدهم لتشويهه وطمس أثاره، بممارساتهم الوحشية وبهدمهم قبور الدعاة ـ من أئمة أهل البيت ـ إلي الدين ومحو أثارهم بتدمير قببهم وأضرحتهم، وكل صرح شامخ يحكي مفاخرهم وأمجادهم و مظلوميتهم، ففي اليوم الثامن من شوال من سنة 1344 هـ ، تجرأت أياد ـ غادرة آثمة ـ على الله ورسوله وآل بيت الرسول، فصيرت البقيع قاعاً صفصفاً ـ تُدمى القلوب لمنظره ـ سُوت فيه القبور الطاهرة بالتراب مدفوعة بحقدها الدفين الذي ورثته من أسلافها حتى أنك لا تميز قبورهم (ع ) عن غيرها إلا بكثرة جلاوزة الشيطان ووعاظه الذين يمنعون الزائرين ويؤذوهم ويمعنوا في إذلالهم بالشتم وبالبطش.
وأمام هذا المشهد المفجع الذي تفطرت له قلوبنا وما آل إليه حال قبور أئمة البقيع ( ع ) يحملنا جميعاً ـ كل من موقعه وإمكاناته ـ مسؤولية السعي الحثيث لإعادة بناءه بأفضل مما كان، وكل يوم يمر والبقيع بهذا الحال يحملنا مسؤولية إضافية لا تنتهي إلا ببناء قبور أئمة البقيع (ع) وتشييد أضرحتهم وتعمير مزاراتهم.
ومن منطلق هذه المسؤولية ندعو كافة المسلمين المحبين لآل بيت النبي كل من موقعه ـ علماء وسياسيين ووجهاء وجماهير ـ للسعي المتواصل لإعادة بناء البقيع بأقصى جهدهم وبكل إمكاناتهم "وما ذلك على الله بعزيز" .
وهده جملة من المقترحات التي تسهم في إعادة بناء البقيع بعون من الله وبأيدي المومنين:
1. مخاطبة المسئولين في الدولة السعودية ومناقشتهم والضغط عليهم لإعادة بناء البقيع.
2. مخاطبة المرجعيات الإسلامية (الشيعة والسنية) في العالم ودعوتهم للتحرك لإعادة بناء البقيع.
3. عقد المؤتمرات لتباحث ووضع الخطط بآليات ضاغطة تسهم في إعادة بناء البقيع.
4. تنفيذ الاعتصامات أمام السفارات السعودية وتسيير المظاهرات المنددة بجريمة هدم البقيع.
5. مبادرة كل جهة ترى في نفسها الكفاءة إلى إنتاج أفلام وثائقي يحكي تاريخ البقيع وماساته، أو أي عمل تلفزيوني بلغة الكاميرا.
6. تكثيف البرامج (فعاليات، حوارات، محاضرات، أفلام الوثائقية) المتعلقة بتاريخ البقيع وماساته في الفضائيات ومواقع الانترنت والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإعلام.
7. إقامة المحافل والمهرجانات في أيام ذكرى هدم البقيع في المساجد والحسينيات والساحات والمراكز والمعاهد والجامعات الإسلامية.
8. لصق البوسترات (اللافتات) المعبرة عن مأساة هدم البقيع.
9. تسيير مواكب العزاء في ذكرى هدم البقيع.
الجزيرة العربية – هيئة آل البيت
https://telegram.me/buratha