رقم البيان : 165 / ح / 2009 التاريخ : 7/ 3 / 2009
مذكرة اعتقال سعودية بحق عالم دين شيعي رغم دعوات التهدئة
يبدو من سلوك الكيان السعودي الغائص في مستنقع الفوضى هذه الأيام , الإصرار على التحدي السافر للمواطنين الشيعة الذين خرجوا لتوهم من دوامة عنيفة من الإرهاب والاحتقان بفعل ممارساته والتي تجسدت باعتقالات واصبات وهتك للحرمات .
وبالرغم من أن شعب المنطقة الشرقية الذي حاول وبكل السبل المتاحة له أن يتجنب المواجهة مع الكيان السعودي , واستجابة العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية في القطيف والاحساء لنداء التهدئة والوصول إلى صيغة ترضي الطرفين وبالرغم من قبول الوفد الشيعي ببعض المطالب وعلى حساب الشارع المحتج الغاضب وكما طالب بها الكيان وعلية قومه , وقيام العديد من مراجع الشيعة العظام وشخصيات دينية معروفة بإصدار بيانات نددت بممارسات ما تسمى بـ (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) السعودية تجاه الزائرين الشيعة لقبر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأئمة البقيع , إلا أن أجهزة الكيان السعودي وكما يبدو ترفض رفضاً يكاد يكون قاطعاً إقرار التهدئة وجعل الباب مفتوحا على مصراعيه للتصعيد وتكريس سياسة الاضطهاد الطائفي والمذهبي .
ففي يوم الخميس 5 مارس 2009 أصدرت إمارة المنطقة الشرقية التي يمثلها حاكم المنطقة الشرقية (محمد بن فهد بن عبد العزيز) مذكرة اعتقال بحق عدد من المواطنين الشيعة المقيمين في مدينة الخبر شرقي البلاد بتهمة بناء مساجد غير مرخصة وإقامة صلاة الجماعة في المساجد الشيعية الثلاثة في المدينة وعرف من هؤلاء المواطنين :
1- سماحة السيد هاشم نجل الشخصية الدينية البارز السيد على ناصر السلمان بتهمة بناء مصلى وقف الخبر . 2- المواطن زهير حسن البو صالح بتهمة بناء مصلى الثقبة .
3- المواطن عبد الله المهنا عمدة الخبر الجنوبية الأسبق بتهمة بناء مصلى العزيزية . 4- المواطن أحمد الراشد ومواطن آخر من عائلة المكي .
كما أجبرت السلطات عددا آخر من المواطنين الشيعة على التوقيع على تعهدات تقضي بعدم إقامة صلاة الجماعة .
والجدير بالذكر أن سلطات الكيان السعودي كانت قد أغلقت المساجد الآنفة الذكر الأسبوع الماضي وملاحقة أئمتها والقائمين عليها وتهديدهم بالسجن وإجبارهم على التوقيع على تعهدات خطية بعدم فتحها أو الصلاة فيها , كما أن هذه المساجد الثلاثة سبق وان تم إغلاقها في يونيو من العام الماضي بعد اعتقال قصير لأئمة الجماعة والقائمين عليها ، كما أن هذه المساجد تقع في أحياء شيعية بمدينة الخبر ومدينة الثقبة وتم بناءها قبل أكثر من ثلاثين عاما.
إن هذه الممارسات العدائية في هذا الوقت الحساس تدلل على عدم جدية النظام في فتح صفحة جديدة مع الطائفة الشيعية قائمة على أساس مشاركة واقعية في المواطنة في البلاد , كما أنها تثبت عدم مصداقيته والنكث بوعوده وهذا ما يشكل هاجساً و تخوفا لدى شعب المنطقة الشرقية من عدم وفاء الكيان السعودي بالتزاماته في حماية الطائفة الشيعية وعدم تعرضها لانتهاكات خطيرة لحقوقها و حرياتها , ومن المحتمل أن تترجم إلى حملة واسعة وجديدة من الاعتقالات والمطاردات للمواطنين الشيعة في القطيف والأحساء .
وما يعزز هذا الاحتمال تصريح محمد بن نايف وكيل وزارة الداخلية لأعضاء الوفد الشيعي الذي التقى به في الرياض مؤخراً ((أن الإفراج عن المعتقلين الذين تم القبض عليهم إثر أحداث البقيع لا يعني أن السلطات الأمنية لن تقدم مجددا على اعتقالات أخرى في المنطقة)) و أضاف بن نايف ((أن تلك الاعتقالات القادمة تأتي في إطار إجراءات أمنية ستتخذها السلطات الحاكمة)) ، في الوقت الذي لم يعلق أحد من أعضاء الوفد بكلمة على هذه التصريحات المثيرة .
كما يخشى المواطنون الشيعة من أن تكون هناك مؤامرة تحاك ضدهم , ضمن أجندة خارجية , وخصوصا بالنظر إلى ما تمت ملاحظته في الأيام القليلة الماضية أثناء أحداث الحرم النبوي من الصمت الإعلامي على تلك الحوادث وكأن شيئاً لم يكن , وكذلك عزوف المنظمات الحقوقية الدولية وبالخصوص منظمتي هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية عن ذكرها فضلا عن استنكارها .
تثمن لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية مواقف مراجع الدين العظام والشخصيات الدينية والسياسية والفكرية الأخرى التي ناصرت الشعب المظلوم في المنطقة الشرقية في محنته من خلال بيانات الإدانة والاستنكار لسلوك وممارسات سلطات الكيان السعودي . وتدعوهم مرة أخرى بطرح قضية الشيعة في شبه الجزيرة العربية وتحميل مسئولي الكيان وسلطاته الأمنية مسؤولية الحفاظ على الأمن العام وعلى حياة المواطنين .
وتدعو اللجنة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية للضغط على حكومة الكيان السعودي للكف عن ممارساته السيئة التي عفا عليها الزمن والتي لن يحصد من ورائها سوى الخذلان وتوثيقها في السجل الأسود لمنتهكي حقوق الإنسان في العالم .
https://telegram.me/buratha