استبعد وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد افيجدور ليبرمان اي انسحاب إسرائيلي من هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. واكد زعيم حزب "اسرائيل بيتنا"، اليميني المتطرف، في مقابلة مع صحيفة هآرتس "إن الحكومة الجديدة لم تتخذ قرارا بشأن المفاوضات مع سورية ولن تقبل بانسحاب من هضبة الجولان".
وأكدت المتحدثة باسم ليبرمان أنه تلقى اتصالاً هاتفياً في وقت مبكر الخميس من نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون. واضافت ارينا اتينجير أن الاتصال تم في "جو جيد" وأن الطرفين اتفقا على اللقاء في أقرب فرصة ممكنة. في هذه الاثناء قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني إن إسرائيل لم تعد شريكاً في عملية السلام. وجاءت تصريحات ليفني تعليقاً على تصريحات لليبرمان قال فيها إن التنازلات الإسرائيلية لن تجلب إلا المزيد من الحروب. وأضافت ليفني "ما حدث بالأمس أن الحكومة الإسرائيلية اعلنت أن إسرائيل ليست معنية وليست شريكة". وشدد ليبرمان، المعروف بتصريحاته المعادية للعرب قبل دخوله الحكومة، على ان "السلام لن يتحقق الا في مقابل السلام". وقال ليبرمان إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة غير ملتزمة بأي تفاهمات مسبقة أعطيت لسورية بخصوص الجولان من قبل الحكومة السابقة لأن مثل هذه التفاهمات لم تطرح لتصويت في مجلس الوزراء. من جانبه قال المتحدث باسم الإدارة الإسرائيلية الجديدة مارك ريجيف إن الحكومة "ملتزمة بالسلام مع جيراننا العرب ومع الفلسطينيين على وجه الخصوص". وأضاف ريجيف "إذا كانت القيادة الفلسطينية جادة، فإن من الممكن إحراز تقدم". وقال رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتانياهو في وقت سابق إنه سيعمل على تحقيق اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيينن لكنه رفض القبول بالمطلب الفلسطيني بانشاء دولة مستقلة على أراض احتلتها إسرائيل. وتعد التصريحات التي أدلى بها ليبرمان منذ توليه حقيبة الخارجية عدولا عن مبدأ "الارض مقابل السلام" الذي شكل اساسا للمفاوضات بين اسرائيل وجيرانها العرب منذ مؤتمر مدريد العام 1991. وقال الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين عشية عرض بنيامين نتانياهو تشكيلة حكومته "ليس لدينا شريك حقيقي في عملية السلام". من جانبه وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات ليبرمان بأنها "إهانة للقوى العالمية التي تعمل من أجل السلام"، مضيفاً "لقد اغلق (ليبرمان) الباب في وجه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي". وكانت سورية واسرائيل قد انخرطتا في جولة مباحثات غير مباشرة بواسطة تركيا في العام الماضي،لكن المحادثات توقفت في نهاية ديسمبر/كانون الثاني مع شن اسرائيل هجومها على قطاع غزة. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت اخيرا ان اسرائيل وسوريه كانتا قريبتين جدا من اتفاق قبل تعليق هذه المحادثات. واحتلت اسرائيل هضبة الجولان السورية الاستراتيجية في حرب يونيه/ حزيران 1967 وأعلنت ضمها في عام 1981 الامر الذي لم يعترف به المجتمع الدولي. وتطالب سوريه باسترداد الهضبة التي تطل على شمال اسرائيل كاملة، ويقيم نحو 20 الف مستوطن اسرائيلي في هضبة الجولان.
https://telegram.me/buratha