قال الرئيس الامريكي باراك اوباما في براغ ان بلاده ستقود مشروعا دوليا للحد من انتشار الاسلحة النووية. وأشار الى انه سيدعو كافة الدول التي تمتلك السلاح النووي حاليا الى الاتفاقية التي يتوقع التوصل اليها مع روسيا لتخفيض الترسانة النووية بنهاية 2009.
وقال ان المباحثات الامريكية الروسية التي وضعت اسسها خلال لقاءه بالرئيس الروسي ديميتري مديفيديف في لندن الاسبوع الماضي تتوافق مع رؤيته من اجل عالم "خال من الاسلحة النووية". واكد اوباما في خطاب القاه الاحد امام حشد كبير قدر بثلاثين الف شخص انه عازم على التوصل لاتفاقية دولية تمنع اجراء اية تجارب للقنبلة النووية وذلك بعد مرور خمسة عقود من المباحثات حول هذا الشان دون التوصل لاية نتائج. واشار اوباما الى ان الحرب الباردة تركت ارثا خطيرا تمثل في الاف الرؤوس النووية، وبرغم انتهاء هذه الحرب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق فان الترسانة النووية لا تزال قائمة، وان اطرافا دولية اضافية تحصل على هذه الاسلحة. وقال اوباما ان "الولايات المتحدة بوصفها القوة النووية الوحيدة في العالم التي سبق لها وان استخدمت سلاحا نوويا، تقع على عاتقها مسؤولية اخلاقية للعمل" من اجل جعل العالم خاليا من السلاح النووي. وقال ان الارهابيين بما فيهم القاعدة يسعون لسرقة او شراء قنبلة نووية، مشيرا الى ان انفجار قنبلة نووية في اي مدينة عالمية سيخلف مئات الالاف من القتلى، وستكون له عواقب على الصعيد العالمي. ووعد الرئيس الامريكي بان تقود بلاده الجهود الدولية لتقليص الاعتماد على السلاح النووي في الامن القومي، الا انه اشار الى ان امريكا لن تعمل منفردة، ولكنها تستيطيع ان تقود هذه الجهود. كما اوباما مقترحا لانشاء بنك دولي للمواد التي تحتاجها التقنية النووية السلمية بحيث تكون متوافرة لكافة الدول التي ترغب في الاستخدام السلمي لهذه الطاقة. ودعا اوباما الى محاربة ما اسماه بالسوق السوداء للمواد التي تستخدم في السلاح النووي، مشيرا الى ضرورة حظر انتاج المواد الانشطارية لغايات عسكرية. وفي الشأن الايراني، عرض اوباما ما اسماه بالخيار الواضح امام ايران، مشيرا الى ان سيدخل في حوار معها قائم على الاحترام المتبادل. فقد اكد ان لايران الحق في الحصول على القدرة النووية السلمية، واعتبر ان البرنامج الايراني النووي والصاروخي يمثل تهديدا. وقال "سندعم حصول ايران على القدرة النووية السلمية الخاضعة للرقابة". وفي تعليق له على اطلاق كوريا الشمالية الاحد صاروخا ذاتي الدفع حمل قمرا صناعيا للاتصالات، قال اوباما ان بيونج يانج خرقت القانون الدولي . وقال ان المجتمع الدولي يجب ان يقف بصلابة لضمان التزام كوريا الشمالية بالقانون الدولي. وفي الشان الاقتصادي، قال اوباما ان الوقت حان لتغيير النظام المالي العالمي لتلافي سوء التصرف وضمان عدم تكرار الازمة المالية. وقال ان هناك حاجة لتقديم العون للدول الاكثر فقرا، مشيرا الى ان قمة العشرين ستقدم تريليون دولار ستكون مخصصة بشكل كبير للمتضررين بالازمة المالية والذين لم يكن لهم يد فيها. وقال ان امريكا مستعدة للقيام بدور الريادة في مجالات تغيير استخدام الطاقة وانهاء الاعتماد على الوقود الاحفوري وزيادة الاعتماد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وابدى اوباما دعمه لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي الذي لا تزال بعض دوله تعارض هذا الانضمام. وقال اوباما في خطاب امام قادة الاتحاد في براغ ان انضمام تركيا الى الكتلة الاوروبية "سيرسل اشارة مهمة" الى العالم الاسلامي ووسيلة "لربط" هذا البلد "بقوة" الى المجموعة الاوروبية. وفي المقابل جدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاحد في مقابلة مع قناة "تي اف 1" موقفه الرافض لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
https://telegram.me/buratha