متابعة : سامي جواد كاظم
أكد علماء الأزهر الشريف، ورجال الفكر والسياسة علي أن الأزهر يتعرض اليوم لعدوان أمريكي/ وهابي/ سعودي، بالمال والفكر والسياسة يستهدف هوية الأزهر ودوره ورسالته العالمية، وأن ذلك يأتي في وقت تشتد فيه الضغوط والتحديات علي الأمة وقضاياها الرئيسية، الأمر الذي يفرض علي الأزهر كمؤسسة دعوية كبرى أن تطور من منهج عملها وآلياته بما يناسب المرحلة وبما يتفق وتاريخ وقيمة الأزهر الشريف.
جاء ذلك في الندوة الهامة التي عقدها مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة أمس وتحدث فيها نخبة من علماء الأزهر وقادة الفكر والعمل السياسي في مصر والوطن العربي في مقدمتهم فضيلة الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر وحملت عنوان: (الأزهر ومعاركنا الجديدة)، وخلصت الندوة إلي جملة من التوصيات والنتائج الهامة كان أبرزها:
أولاً: أكد العلماء والخبراء علي أن الأزهر منذ أنشأته الدولة الفاطمية (عام ) وحتى اليوم وهو يقوم بأدوار عدة تجاه القضايا والتحديات التي تواجه الأمة فمن الدور الديني الدعوي القائم علي إحترام المرجعية الإسلامية إلي الدور السياسي الداعم لقوى الجهاد والمقاومة في مواجهة تلك التحديات، إلي الدور الاجتماعي/ الإنساني الذي يربط الدين بالدنيا في أبسط وأدق معانيها، هذه الأدوار ظلت ملازمة للأزهر الشريف إلي أن صدر قانون تطوير الأزهر رقم 103 لسنة 1961 في العهد الناصري، فتراجعت هذه الأدوار خطوات للوراء، رغم الهدف النبيل لدعاة التطوير الاان التطبيق شابته الاخطاء وبعد هذة الفترة ارتبط الأزهر بمسار السياسات الرسمية التي جعلته مقوداً لا قائداً، وكانت قمة تراجعاته في العهدين الساداتي والعهد الراهن، والذي تغولت فيه الدولة علي الدور الرسالي للأزهر، وقزمته إلي حد كبير.
ثانياً: أشار العلماء في أبحاثهم المقدمة للندوة (5أبحاث) إلي أهمية استعادة دور الأزهر الشريف في مجالات عدة أبرزها (1) مجال التقريب بين المذاهب، (2) مجال دعم المقاومة العربية والإسلامية في مواجهة العدوان الأمريكي/ الصهيوني المستمر علي الأمة، (3) مجال مواجهة فكر التكفير والغلو الذي تقوده الوهابية السعودية وتخرب به كافة قضايا السياسة والدين في عالمنا الإسلامي استناداً إلي قوة ونفوذ المال النفطي، (4) مجال تجديد الخطاب الديني والدعوي بما يتناسب مع عظمة الإسلام ووسطيته من ناحية ومع التطورات العلمية والعالمية من ناحية ثانية.
وأكد العلماء في مناقشاتهم لهذه الأبحاث علي أن الأزهر تاريخياً كان له فضل السبق في المجالات الأربعة السابقة، وكانت له معاركه ومساهماته المشهودة فمن إنشاءه لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية في نهاية الأربعينات بمشاركة وفاعلية الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر الشريف،وقتها، إلي فتوى الشيخ محمود شلتوت بجواز التعبد علي مذهب الشيعة الإثني عشرية واعتبارهم المذهب الخامس المعتمد من مذاهب المسلمين ورفضه القاطع لتكفيرهم أو تبديعهم كما يفعل السفهاء من علماء النفط وتلاميذهم في بلادنا اليوم، بالإضافة للأدوار المشهودة للأزهر الشريف في مقاومة الاحتلال الأجنبي ليس فحسب بالفتوى بل بالدور السياسي المباشر في قيادة الجهاد منذ عمر مكرم ومحمد كريم وسليمان الحلبي وصولاً إلي دوره المناهض للتطبيع مع العدو الصهيوني بعد توقيع اتفاقات كامب ديفيد، إلي فتاويه وأدواره الهامة ضد (الوهابية التكفيرية) التي تركز في فتاويها وكتبها علي تكفيركافة المذاهب الاسلامية بما فيهم الأشاعرة الذين هم مدرسة الأزهر وعلماؤه الكبار، كل هذه المجالات والأدوار نحتاجها اليوم في ظل وجود فتن مذهبية تعم الأمة، واحتلالات أجنبية تغتصب حقوقها، وأفكار تكفيرية تهدد أصل الدين ووحدة الأمة ذاتها.
ثالثاً: طالب العلماء والخبراء بأهمية أن يعاد لمنصب شيخ الأزهر، ولعلمائه استقلاليتهم عن الدولة وألا يكونوا تابعين لها كما هو حاصل اليوم لأن هذه التبعية (المالية والوظيفية) تفقد الأزهر دوره المطلوب وتجعله مجرد تابع لهوى الحكام، ومصالحهم وهو ما يتناقض مع الدور التاريخي الذي لعبه الأزهر، وتحتاجه الأمة اليوم أشد الاحتياج، وترنوا إليه الشعوب الإسلامية المحتلة خاصة (في العراق ـ فلسطين ـ أقغانستان ـ السودان وغيرها) تطلب منه التحرك وترك هذا الجمود الذي يعيش فيه رغماً عن إرادته.
شارك في أبحاث ومناقشات الندوة كلاً من (فضيلة الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف ـ فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق ـ الشيخ د. جواد رياض من علماء الأزهر ـ الشيخ د. منصور مندور من علماء الأزهر ـ الدكتور عبد الجليل الأسيوطي كلية الدعوة بالأزهر ـ د. أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر الشريف ـ د. عبد الكريم العلوجي المفكر والسياسي العراقي المعروف ـ أ. فاروق العشري أمين التثقيف بالحزب الناصري ـ د. عبد الصمد الشرقاوي مفكر قومي ـ د. أمين الكاشف أستاذ التاريخ الإسلامي جامعة القاهرة ـ أ. ياسر أنور الباحث والشاعر الإسلامي ـ د. عواطف أبو شادي الأستاذة بالجامعة الأمريكية ـ د. رحاب عبد السلام كلية البنات جامعة الأزهر) ولفيف من الإعلاميين والسياسيين وأدار الحوار د. رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة، هذا وقد قامت فضائيات (النيل للأخبار ـ الرافدين ـ المحور) والعديد من الصحف المصرية والعربية بتغطية فاعليات الندوة والتي ستنشر لاحقاً في كتاب واسع الانتشار.
https://telegram.me/buratha