اعلن نائب الرئيس الامريكي جو بايدن بعد اجتماعه بالرئيس اللبناني ميشال سليمان ان "مصير المساعدات الامريكية المقبلة للبنان يعتمد على السياسة التي ستعتمدها الحكومة اللبنانية التي ستنبثق عن الانتخابات النيابية التي تجرى في 7 يونيو/ حزيران المقبل". وكان نائب الرئيس الامريكي قد وصل ظهر يوم الجمعة الى بيروت وانتقل مباشرة الى القصر الرئاسي اللبناني.
وبعد الاجتماع عقد كل من سليمان وبايدن مؤتمرا صحفيا مشتركا قال فيه بايدن انه "سعيد بالعودة الى لبنان"، وان قدومه ليس صدفة لانه اراد ان "يعبر شخصيا عن الالتزام الامريكي بلبنان وهو التزام حقيقي بدعم العملية الديمقراطية". واضاف نائب الرئيس الامريكي بأن ادارة اوباما "ملتزمة بالسلام بمبدأ السلام الشامل"، معتبرا ان لبنان "عانى كثيرا"، داعيا اللبنانيين الى "الابتعاد عن المفسدين". كما اعتبر بايدن في كلامه ان "للبنان طاقات كبيرة"، مشيرا الى انه لا "يمكن ان يتخيل السلام في الشرق الاوسط دون لبنان مستقل يكون لبنان مدخلا للسلام". من جهته، قال سليمان ان بايدن "نقل له تحيات الرئيس الامريكي باراك اوباما وتأييده المستمر لسيادة لبنان ودعمه للمؤسسات الدستورية والمحكمة الدولية والتزامه تسليح الجيش للحفاظ على الامن ومواجهوة خطر الارهاب". واضاف الرئيس اللبناني انه "اطلع بايدن على التحضيرات للانتخابات النيابية التي ستعطي دفعا للمؤسسات وتطلق عجلة الاصلاح"، مضيفا بأنه اعرب لبايدن "عن تمسك لبنان بحقوق الانسان". كما اعلن سليمان بأنه اطلع "بايدن على الانتهاكات الاسرائيلية وشبكات التجسس"، مضيفا بأنه "تمنى عليه العمل على توفير الوسائل الكافية لمساعدة لبنان الى مواجهة الاخطار والقلق حيال المناورات الاسرائيلية". وختم سليمان بالفول انه شدد خلال لقائه بايدن "على رفض لبنان المطلق لاي شكل من اشكال توطين الفلسطينيين". وبعد لقائه سليمان اجتمع بايدن مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وافادت تقارير صحفية نقلا عن مصادر دبلوماسية بأن بايدن قال لبري بأن "ان الحكومة الامريكية ستتعاطى مع اي حكومة لبنانية مقبلة شرط احترام حقوق الانسان والقرارات الدولية". كما التقى بايدن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الحكومي في بيروت قبل ان يتوجه الى منزل النائب نايلة معوض ليلتقي بقادة سياسيين ينتمون الى ما يعرف بفريق الرابع عشر من مارس/ آذار الذين يتنافسون مع حزب الله وحلفائه خلال الانتخابات النيابية القادمة. وكان بايدن قد قال بعد لقائه السنيورة بأن " لبنان القوي يكون عبر مؤسسات قوية"، مشيرا الى أن لبنان يجب أن يكون إلى الطاولة في المنطقة وليس على الطاولة، وبالتالي يجب أن يكون لبنان بلدا قويا لكي يتمكن من لعب دوره". بايدن على أن إدارة أوباما "منفتحة على جميع الأطراف في المنطقة، وهي تعتمد على التواصل مع كل الجهات، ليس من منطلق الضعف أو بهدف عقد صفقات، بل من منطلق الثقة بما تريده". من جهته، نوّه السنيورة بالموقف الذي يعبر عنه أوباما في ما يتعلق بـ"الالتزام بضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وضرورة التقدم في عملية السلام على أساس حل الدولتين". واضاف رئيس الحكومة اللبنانية بأن لبنان "ملتزم بعملية السلام مع أخوانه العرب وهو متمسك بضرورة بضرورة تطبيق القرار الدولي 1701 والقرار الدولي 425، ورفض توطين الفلسطينيين". حزب الله ينتقد ولكن زيارة بايدن التي تأتي قبل اسبوعين فقط من توجه الناخبين اللبنانيين الى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات نيابية اثارت حفيظة حزب الله الذي اصدر بيانا قال فيه ان "الإهتمام الأمريكي العالي بلبنان يثير ريبة قوية حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراءه، خاصة وأنّه بات يشكل تدخلا صريحا وتفصيليا بالشأن اللبناني، وهو ما تترجمه الزيارات المتوالية لمسؤولين في الإدارة الأمريكية للبلد". كما انتقد انتقد النائب في حزب الله حسن فضل الله الجمعة زيارة بايدن الى لبنان قائلا انها بهدف "الاشراف على الحملة الانتخابية" لقوى 14 آذار. وكان فضل الله يشير الى الاغلبية النيابية المدعومة من الغرب التي ستتنافس مع قوى 8 آذار المدعومة من سوريا وابرز اركانها حزب الله في الانتخابات المقررة في السابع من يونيو/حزيران. واضاف فضل الله ان الزيارة تترافق مع "محاولة الادارة الامريكية فرض املاءاتها على الحكومة المقبلة من خلال وضع خطوط حمراء للبيان الوزاري". وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد زارت بيروت في الشهر الماضي ودعت اللبنانيين الى جعل الانتخابات المزمع اجراؤها في السابع من الشهر المقبل حرة وخالية من التدخلات الخارجية. ويقول المراسلون إنه من الممكن ان يحقق حزب الله وحلفاؤه تقدما على حساب الاغلبية في الانتخابات النيابية، ما يقلق واشنطن التي جعلت من دعم الجيش اللبناني اساسا للتعاون الثنائي منذ مجئ الحكومة اللبنانية الحالية الى الحكم عام 2005.
https://telegram.me/buratha