أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن دولاً أعضاء بالحلف قررت إرسال نحو خمسة آلاف جندي إضافي لتعزيز قوات الحلف العاملة في أفغانستان.ولم تكشف مصادر الحلف عن عدد الجنود الذي قررت كل دولة إرساله إلى أفغانستان، أو الجدول الزمني لوصول تلك التعزيزات، والتي يأتي الكشف عنها بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة عزمها إرسال 30 ألف جندي أمريكي إلى الدولة الآسيوية، التي تشهد هجمات متزايدة من جانب مسلحي حركة طالبان.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد أعلن في وقت سابق الثلاثاء، وبعد ترقب طويل، عن إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان في إطار إستراتيجية جديدة لكبح الزخم الذي اكتسبته مليشيات طالبان، على أن يبدأ انسحاب تلك القوات من هناك في منتصف 2011.وحسم أوباما التكهنات الرائجة بشأن عدد القوات الإضافية التي سترسلها إدارته للمساعدة في استتباب استقرار أفغانستان، قائلاً إن نشر تلك القوات يجب أن يتسم بالسرعة على أن يبدأ ً في مطلع 2010.
وحدد الرئيس الأمريكي في كلمة بأكاديمية "ويست بوينت" العسكرية في نيويورك الثلاثاء ملامح إستراتيجيته الجديدة، وربط نجاحها بتعاون الجانب الباكستاني، والأهداف الثلاث هي:
- حرمان تنظيم القاعدة من الملاذ الآمن.
- عكس الزخم الذي اكتسبته حركة طالبان المتشددة وتحجيمها بإفقادها القدرة على الإطاحة بحكومة أفغانستان.
- تعزيز قوات الأمن الأفغانية والحكومة.
وقال في كلمته: ليس هناك خطراً وشيكاً للإطاحة بالحكومة (الأفغانية) لكن طالبان اكتسبت زخماً.. والقاعدة لم تعاود الظهور بذات الكم العددي قبيل 11/9، إلا أنهم مازالوا يحتفظون بملاذهم الآمن على طول الحدود."
وجزم بأن الالتزام الأمريكي ليس بلا نهاية مضيفاً: "يجب أن يكون واضحاً بأن الأفغان سيتولون مسؤولية أمنهم.. فأمريكا ليست مهتمة بخوض حرب بلا نهاية في أفغانستان."
ورفض المقاربة بين الحرب الأمريكية في أفغانستان وحرب فيتنام التي قسمت الشعب الأمريكي إبان فترة الستينيات والسبعينيات: "على نقيض فيتنام.. يشاركنا تحالف واسع من 43 دولة يقر بشرعية عملنا، ونحن لا نواجه حركة تمرد شعبي واسعة النطاق، والأهم من ذلك، الشعب الأمريكي تعرض لهجوم شرس انطلاقاً من أفغانستان، ويبقى هدفاً لهؤلاء المتطرفين الذين يخططون على طول حدودها."
وقال أوباما لحشد من الطلاب العسكريين في "ويست بوينت" إن إستراتيجية الجديدة في أفغانستان تمخضت بعد مشاورات مستفيضة مع طاقمه من مسؤولي الأمن القومي، وأضاف: " بصفتي القائد الأعلى للجيش قررت أنه لأجل مصلحتنا الوطنية الحيوية أن أرسل قوات أمريكية إضافية قوامها 30 ألف جندي إلى أفغانستان، وبعد 18 شهرا ستبدأ قواتنا في العودة للوطن.ويذكر أنه ثاني قرار للرئيس الأمريكي منذ توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني، لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان.
وسترفع القوة الإضافية قوام الجيش الأمريكي هناك إلى قرابة 100 ألف جندي، يدعمهم أكثر من 40 الف جندي من حلف شمال الأطلس "ناتو."وشدد أوباما، الذي اتهمه الجمهوريون بـ"الخوف" من اتخاذ قرار بشأن أفغانستان، على سرعة إرسال القوة الإضافية لاجتثاث طالبان.
وفاجأ الجدول الزمني المعجل البنتاغون الذين كانوا يتوقع فترة من 12 إلى 18 شهراً لنشر القوات من أجل تعزيز القوات الأمريكية المتواجدة في منطقة الحرب.وقال مسؤول من البنتاغون إنه وفي سياق الإستراتيجية الجديدة ، فأن أوباما "يحاول القيام بذلك بشكل أسرع" من الإطار الزمني المبدئي، وهو 12 شهراً، الذي طلبه الجنرال ستانلى ماكريستال ، قائد القوات الأميركية في أفغانستان.
https://telegram.me/buratha