الصفحة الإسلامية

مصاب الزهراء عليها السلام والمنبر الحسيني

1455 01:57:57 2014-03-30

خضير العواد

لم ولن تشهد البشرية قاطبةً منذ أن خلق الله آدم عليه السلام الى قيام الساعة ثورة كالثورة الفاطمية التي غرست مشاعل الهداية في أرض المدينة وعلى سطور كتب التاريخ والسيرة ، هذه الثورة التي أظهرت وأثبتت عدم مشروعية كل من تقمص الخلافة بأدلة لا يمكن لأي إنسان دحضها أو تغافلها ، هذه الثورة التي قادتها سيدة نساء العالمين وحيدة فريدة أمام عتاة العرب لتصحح الإنحراف الكبير والخطير الذي إبتدءوه في سقيفة بني ساعدة عن الإسلام الحق قال الله سبحانه وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، فأخرستهم وأذهلتهم وجعلتهم في حيرة من أمرهم لما تملك من مقام قدسي عظيم الشأن كل ما يظهره هذا المقام من مواقف يرتبط مباشرة بالساحة القدسية الإلهية قال رسول الله (صلى الله عليه وأله وسلم ) ( أن ألله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضا فاطمة ) بالإضافة الى الأدلة القرأنية الواضحة الجليلة التي أثبتت بها عدم مشروعية حكمهم ، فبالرغم مما تملكه الصديقة الكبرى(ع) من مقامات عظيمة وآدلة نورانية واضحة ولكن الأمة وفي مقدمتها من تسلط على الحكم تغافل عن كل هذا بل تناساه ، فقامت الزهراء عليها السلام بتقديم كل ما تملك من أجل تصحيح الإنحراف وإرجاع الأمة الى طريق الله القويم وهو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، فضحت بالمحسن عليه السلام الذي سقط خلال مواجهة القوم الذين يريدون الإعتداء على ساحة الولاية المقدسة بل أعطت ضلوعها رخيصة من أجل قيام الولاية ، وعندما شاهدت الأمة في سبات عميق حاولت إيقاظها بصوت بكاءها الحزين وحتى هذا البكاء أرتعدت السلطات منه خوفاً وفزعاً لما يمثل من تهديد ونذير لهم ، فنفوها الى خارج المدينة وبعيداً عن الناس ولكنها سلام الله عليها لم تترك وسيلة إلا واستعملتها من أجل إظهار ولاية أمير المؤمنين عليه السلم حتى تشييعها أرادته أن يكون سراً لا علناً وقبرها مخفيا ويصبح مكانه سراً من أسرار الكون ؟؟؟ ، لتجعل من هذه التساءلات علامات إستفهام في جبين الأمة تسحبها الى الساحة المقدسة للولاية وهو طريق الله القويم الذي أختاره الله لعباده ، فتخليد هذه الذكرى الأليمة للثورة الفاطمية والمصاب الجلل لسيدة نساء العالمين عليها السلام من أهم العوامل التي دعمت إستمرار بقاء الرسالة المحمدية السمحاء في قلوب المؤمنين ، فقيام الموالين بتعظيم الفاطميات في كل عام شيء عظيم لإظهار المظلومية الكبرى في الإسلام وتناول المنبر الحسيني لهذه المظلومية خلال أيام الفاطمية شيء مهم لتذكير الأمة بهذا الإعتداء الأثم على بيت الوحي وقتل الصديقة الكبرى عليها السلام الذي قال في حقها سيد الكائنات (فاطمة أم أبيها ) وبهذا المصاب الجلل الذي أحزن قلب الرسول (ص) وأغضب العلي القدير ، والأكثر أهمية عندما يتم ربط هذه المصيبة العظيمة بالولاية الكبرى ، لأن ذكر المصاب بدون ربطه بالولاية الكبرى يعني تفريغ الثورة الفاطمية من أهدافها وغاياتها التي قامت من أجلها سيدة النساء عليها السلام وهي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، لأن كل حركة وكلمة وموقف قامت به الصديقة الكبرى كانت من أجل الولاية وهي دين الله القويم الذي لا عوجاج فيه ، فأستغلال أيام الفاطميات في توضيح هذا الأمر المهم (الولاية) من أهم الأهداف التي واجهت السيدة فاطمة عليها السلام من أجلها السلطة ، حتى نحي الفاطميات بالطريقة الفاطمية الحقة التي أرادت أن تبطل مشروعية كل من تقمص الخلافة و توقظ الأمة من الإنحراف الكبير عن طريق الله القويم من خلال إبعاد ولي الله الأكبر الإمام علي عليه السلام عن ولايته وخلافته التي نصبه الله بها .
خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك