فقد شهدت العتبة العباسية المقدسة في مدينة كربلاء إعلاناً لحالة الحداد وتوشّحت أروقتها بالسواد إحياءً لذكرى وفاة السيدة الطاهرة أم البنين(عليها السلام)، إضافة لإعدادها برنامجاً عزائيّاً خاصّاً يتضمّن العديد من الفقرات العزائية، منها إقامتها لمجالس العزاء والرثاء والمحاضرات الدينية التي تبيّن مكانة السيدة الجليلة أم البنين(ع) عند أئمة أهل البيت(عليهم السلام).كما ستُقيم العتبة العباسية المقدسة احتفاءً بهذه المناسبة مسابقةَ الجود العالمية للقصيدة العامودية بحقّ أبي الفضل العباس(عليه السلام)، إضافة لإصدارها عدداً خاصّاً من مجلة "صدى أمّ البنين (عليها السلام)" يضمّ العديد من البحوث والدراسات الخاصة بها (ع).
يُذكر أنّ الإمام عليّاً(عليه السلام) قال لأخيه عقيل بن أبي طالب (رضوان الله عليه) وكان عالماً بأنساب العرب: «إخطب لي امرأة قد ولدتها الفحول من العرب، لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً». فقال له: «أين أنت من أمّ البنين الكلابية؟، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها».
فهي فاطمة بنت حزام بنت خالد بن ربيعة الكلابية العامرية، من بيت عريق في العروبة والشجاعة، وليس في العرب أشجع من آبائها وذات أصل كريم، -على تعبير عقيل بن أبي طالب (رض)-. وأمّها ثمامة بنت سهل بن عامر، تنازلت وطالبت عدم ندائها باسمها (فاطمة) مخافة أن يتذكّر أبناء السيدة الزهراء(عليها السلام) أمّهم فيتجدّد حزنهم ويعود عليهم مصابهم، فكان أمير المؤمنين الإمام علي(ع) يناديها بكنيتها (أمّ البنين).
وتوفت السيدة أمّ البنين(ع) في (13 من جمادى الآخرة يوم الجمعة عام 64) بعد إستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) -على ما تذهب إليه بعض الروايات- حزناً وكمداً عليه وعلى أهل بيته وأصحابه، ومكان دفنها في المدينة المنورة (البقيع).
ولها من الأولاد من صلب أمير المؤمنين (ع) أربعة هم: حامل لواء الإمام الحسين، العباس بن علي(عليهما السلام) ويُكنّى بـ"أبي الفضل" ويُلقّب بـ"قمر بني هاشم" وهو أكبر أولادها. والسيد عبدالله والسيد جعفر والسيد عثمان(سلام الله عليهم أجمعين) وقد استُشهدوا جميعاً في نصرة أخيهم الإمام الحسين(ع) في كربلاء يوم عاشوراء.
ولم يذكر المؤرخون دور أمّ البنين وعملها بعد واقعة كربلاء، نعم إنّما ذُكر بكاؤها وندبتها في البقيع.
https://telegram.me/buratha