فقال أبو عبدالله (عليه السلام) , ادعوا لي موسى , فدعي فقال له: يا بني , إن أباحنيفة يذكر أنك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلم تنههم؟
فقال: نعم يا أبه إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إليّ منهم , يقول الله عز وجل: ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ).
قال: فضمه أبو عبدالله (عليه السلام) إلى نفسه , ثم قال: يا بـــنيّ بأبي أنت وأُمي ,يا مـــــستودع الأســـــــرار.
----------------------------------------
حلم الامام الكاظم عليه السلام
----------------------------------------
ومن آيات حِلمه ( ع ) أنه اجتاز على جماعة من أعدائه ، كان فيهم ابن هَيّاج ، فأمر بعض أتباعه أن يتعلق بِلِجَام بَغْلَة الإمام (ع ) ، ويَدّعي أنها لَه ، ففعل ذلك ، وعرف الإمام ( ) غايته ، فنزل عن البَغلة وأعطاها له .
وقد أعطى الإمام ( ع ) بذلك مَثَلاً أعلى للحلم وسِعَة النفس .
وكان ( ع ) يوصي أبناءه بالتَحَلّي بهذه الصفة الكريمة ، فقد قال ( ع ) لهم :
( يَا بني ، أوصيكم بوصية مَن حَفظَها انتَفَع بها ، إذا أتاكم آتٍ ، فأسمع أحدَكم في الأذن اليُمنى مَكروهاً ، ثم تَحوَّل إلى اليسرى فاعتذَرَ لَكم وقال : إِني لم أَقُلْ شيئاً ، فَاقبلُوا عُذرَه) .
________________________
-علم الامام الكاظم عليه السلام
قال ابو حنيفه للامام الكاظم عليه السلام :
ممن المعصيه؟
الامام:ياشيخ لا تخلو من ثلاث
1-من الله وليس من العبد شئ ---->فاذا كان كذلك فليس لله ان يعاقب العبد على امر لم يفعله
2-من العبد ومن الله معا --->ولكن الله اقوى الشريكين اذقوته اكبرمن قوة العبد فليس للشريك الاكبر ان يعاقب الشريك الاصغر بذنبه مع ان حصته اكبر وتاثيره اقوى
3-من العبد وليس من الله شئ ---> فان شاء عفى وان شاء عاقب (وهذا الخيار الصحيح)
فقال ابو حنيفه : اصبت فقام متعجبا من هذا الجواب العظيم الذي لايقبل النقاش ابدا
______________________
من كرم الكاظم (عليه السلام)
جاء في كتاب البحار أن الإمام الكاظم (عليه السلام)
كان إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير،
نعم هكذا كان يتعامل مع مناوئيه ومبغضيه، وكانت هذه الصرر مملوءة دنانير، فبعضها يصل إلى ثلاثمائة دينار بحيث ضرب المثل في صرر الإمام الكاظم (عليه السلام)
إذ كانت تغني كل من كان يحصل على واحدة منها ببركة الإمام. وأخذ الأمراء وكبار الدولة والأجناد يهنئونه ويحملون إليه الهدايا والتحف وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل للإمام من الهدايا والأموال، فدخل في آخر الناس رجل كبير السن
فقال له: يا ابن بنت رسول الله إني رجل لا مال عندي ولكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدي في جدك الحسين بن علي (عليه السلام):
عجبت لمصقول علاك فرنده*** يوم الهياج وقد علاك غبار
ولأسهم نفذتك دون حرائر*** يدعون جدك والدموع غزار
الا تغضغضت السهام وعاقها*** عن جسمك الإجلال والإكبار
فقال الإمام: قبلت هديتك،
ثم قال له: أيها الشيخ اقبض جميع هذا المال الذي ورد إلي من الأمراء والأجناد فهو هبة مني لك.
لقد اشتهر باب الحوائج موسى بن جعفر (عليه السلام) بكثرة الكرامات وخوارق العادات، يقول حماد بن عيسى:
دخلت على أبي الحسن بالبصرة فقلت له: جعلت فداك ادع الله تعالى أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة، قال: فرفع يده ثم قال: اللهم صل على محمد وآل محمد وارزق حماد بن عيسى دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة، قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أعيش أكثر من ذلك.
وفعلا فقد أتم الخمسين ومات بعد أن رزقه الله تعالى دارا وزوجة وولدا وخادما.
--------------------------------
كان الإمام ( ع ) بارّاً بالمسلمين محسناً إليهم ، فما قصده أحد في حاجة إلاّ قام بقضائها ، فلا ينصرف منه إلاّ وهو ناعم الفكر مثلوج القلب ، وكان ( ع ) يرى أن إدخال الغبطة على الناس وقضاء حوائجهم من أهم أفعال الخير ، فلذا لم يتوان قط في إجابة المضطر ، ورفع الظلم عن المظلوم ، وقد أباح لعلي بن يقطين الدخول في حكومة هارون ، وجعل كفّارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان مبرّراً له ، وقد فزع إليه جماعة من المنكوبين فكشف آلامهم وملأ قلوبهم رجاءً ورحمة .
ومن هؤلاء الذين أغاثهم الإمام ( ع ) شخص من أهالي الري كانت عليه أموال طائلة لحكومة الري فلم يتمكّن من أدائها ، وخاف على نعمته أن تسلب منه ، فأخذ يطيل الفكر فيما يعمل ، فسأل عن حاكم الري ، فأخبر أنّه من الشيعة ، فطوى نيّته على السفر إلى الإمام ليستجير به ، فسافر إلى المدينة فلمّا انتهى إليها تشرّف بمقابلة الإمام ( ع ) فشكى إليه حاله ، فزوده ( ع ) برسالة إلى والي الري جاء فيها بعد البسملة : ( اعلم أنّ لله تحت عرشه ظلاً لا يسكنه إلاّ من أسدى إلى أخيه معروفاً ، أو نفّس عنه كربة ، أو أدخل على قلبه سروراً ، وهذا أخوك والسلام ) .
وأخذ الرسالة ، وبعد أدائه لفريضة الحج ، اتّجه إلى وطنه ، فلمّا وصل ، مضى إلى الحاكم ليلاً ، فطرق عليه باب بيته فخرج غلامه ، فقال له : من أنت ؟
قال : رسول الصابر موسى .
فهرع إلى مولاه فأخبره بذلك ، فخرج حافي القدمين مستقبلاً له ، فعانقه وقبّل ما بين عينيه ، وجعل يكرّر ذلك ، ويسأله بلهفة عن حال الإمام ( ع ) ، ثمّ إنّه ناوله رسالة الإمام فقبّلها وقام لها تكريماً ، فلمّا قرأها أحضر أمواله وثيابه فقاسمه في جميعها ، وأعطاه قيمة ما لا يقبل القسمة ،
وهو يقول له : يا أخي هل سررتك ؟
فقال له : أي والله وزدت على ذلك .
ثمّ استدعى السجل فشطب على جميع الديون التي عليه ، وأعطاه براءة منها ، وخرج الرجل وقد طار قلبه فرحاً وسروراً (كان ذلك بسبب الامام)، ورأى أن يجازيه على إحسانه ومعروفه ، فيمضي إلى بيت الله الحرام فيدعو له ، ويخبر الإمام ( ع ) بما أسداه إليه من البر والمعروف ، ولمّا أقبل موسم الحج مضى إليه ثمّ اتّجه إلى يثرب فواجه الإمام ( ع ) وأخبره بحديثه ،فسرّ ( ع ) بذلك سروراً بالغاً ،(قضاء حوائج الناس تسر الائمه)
فقال له الرجل : يا مولاي : هل سرّك ذلك ؟
فقال الإمام ( ع ) : ( إي والله ! لقد سرّني ، وسرّ جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولقد سرّ الله تعالى ) ، وقد دلّ ذلك على اهتمامه البالغ بشؤون المسلمين ، ورغبته الملحّة في قضاء حوائج الناس .
----------------------------------
وهو اوصل الناس لاهله ورحمه وبقية الناس فكان يتفقد فقراء المدينه في الليل فيحمل اليهم الزنبيل فيه الاطعمه المختلفه فيوصله اليهم وهم لا يعلمون انه امامهم الكاظم عليه السلام
_______________________
كأنه المسيح ابن مريم
(يسعى لقضاءحوائج الناس)
مر الإمام الكاظم (عليه السلام) بامرأة تبكي وحولها أطفالها يبكون أيضا، فقال لها: ما بك؟.
المرأة: يا عبد الله إن لي صبيانا أيتاما فكانت لي بقرة معيشتي ومعيشة صبياني كان منها فقد ماتت وبقيت منقطعة بي وبولدي ولا حيلة لنا...
الإمام: هل تريدين أن أحييها لك؟.
المرأة: نعم، ولكنها كانت تتصور أن هذا الرجل يستهزأ بها لأنها لم تعرفه.
فتنحى الإمام ناحية فصلى ركعتين ثم رفع يديه وحرك شفتيه ثم قام فمر بالبقرة وضربا برجله، فاستوت البقرة على الأرض قائمة أحياها الله تعالى بواسطة دعاء الإمام.
فلما نظرت المرأة والناس ذلك صاحوا: إنه عيسى ابن مريم.... إنه المسيح...
ومضى الإمام لسبيله لا يعتني بأقوالهم(لانه يريد بذلك القربى الى الله)
-------------------------------------------------
رعاية الامام لاولياءه
علي بن يقطين هو احد وزراء هارون العباسي ولكنه كان محبا للائمه عليهم السلام يكتم مذهبه عن هارون وبلاطه
عن عبدالله بن إدريس عن ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام إلى علي بن يقطين ثيابا فاخرة أكرمه بها ومن جملتها دراعة منسوجة بالذهب سوداء من لباس الخلفاءفأنفذها علي بن يقطين لموسى الكاظم فردها وكتب إليه: احتفظ عليها ولا تخرجها عن يديك فسيكون لك بها شأن تحتاج معه إليها، فارتاب علي بن يقطين لردها عليه ولم يدر ما سبب كلامه ذلك ثم إنه احتفظ بالدراعة وجعلها في سفط وختم عليها فلما كان بعد مدة يسيرة تغير علي بن يقطين على بعض غلمانه ممن كان يختص بأموره ويطلع عليها فصرفه عن خدمته وطرده لأمر أوجب ذلك منه فسعى الغلام بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقال له: إن علي بن يقطين يقول بإمامة موسى الكاظم وأنه يحمل إليه في كل سنة زكاة ماله والهدايا والتحف وقد حمل إليه في هذه السنة ذلك وصحبته الدراعة السوداء التي أكرمته بها يا أمير المؤمنين في وقت كذا فاستشاط الرشيد لذلك غيظا وقال: لأكشفن عن ذلكفإن كان الأمر على ما ذكرت أزهقت روحه وذلك من بعض جزائه فأنفذ في الوقت والحين من أحضر علي بن يقطين فلما مثل بين يديه قال: ما فعلت بالدراعة السوداء التي كسوتها واختصصتك بها من مدة من بين سائر خواصي؟ قال: هي عندي يا أمير المؤمنين في سفط فيه طيب مختوم عليها، فقال: أحضرها الساعة قال: نعم يا أمير المؤمنين السمع والطاعة واستدعى بعض خدمه فقال: امض وخذ مفتاح البيت الفلاني من داري وافتح الصندوق الفلاني وائتني بالسفط الذي فيه على حالته بختمه فلم يلبث الخادم إلا قليلاحتى عاد وصحبته بالسفط مختوما فوضع بين يدي الرشيد فأمر بفك ختمه ففك وفتح السفط وإذا بالدراعة فيه مطوية على حالها لم تلبس ولم تدنس ولم يصبها شىء من الأشياء فقال لعلي بن يقطين: ردها إلى مكانها وخذها وانصرف راشدا فلن نصدق بعدها عليك ساعيا وأمر أن يتبع بجائزة سنية وتقدم بأن يضرب الساعي ألف سوط فضرب فلما بلغوا به الخمسمائة سوط مات تحت الضرب قبل الألف
_____________________________________
كتب علي بن يقطين يوما رساله الى الامام الكاظم عليه السلام يساله عن الوضوء ان اصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فان رايت ان تكتب لي بخطك مايكون عملي عليهفكتب ابو الحسن الكاظم عليه السلام اليه كيفية الوضوء على طريقة اهل السنه فامره ان يمسح كل راسه ويغسل رجليه فتعجب علي بن يقطين من ذلك وهو يعلم ان شيعة اهل البيت ينكرون هذه الكيفيه ولكن قال في نفسه لعل هناك سببا جعل الامام يكتب لي هذا فاخذ علي بن يقطين يتوضا يوميا بهذه الكيفيه المعمول بها عند السنه وفي تلك الايام حاول المتزلفين والمرتزقه ان يثيروا الرشيد ضد ابن يقطين فقالوا لهارون ان علي بن يقطين رافضي مخالف على طريقة الشيعه فقال هارون قد كثر عندي في علي بن يقطين على انه رافضي ولكني لا ارى في خدمته لي تقصيرا ومع هذا فسوف امتحنه من حيث لا يشعرلأتاكد هل هو رافضي ام لا فقالوا له ان الرافضه الشيعه تخالف الجماعه في الوضوء فلا يغسلون رؤوسهم وارجلهم فامتحنه في هذه لانه امر ظاهر لايمكنه ان يخفيه فوافق هارون على ذلك ولما حان وقت الصلاه وقف هارون الرشيد من وراء حائط ينظر الى علي بن يقطين كيف يتوضا فتوضا علي على طريقة اهل السنه كما امره الامام فلما راه فعلذلك تقدم اليه هارون وقال له كذب ياعلي من زعم انك رافضي وصلحت حال علي عند الرشيد اكثر كما وبخ هارون اولئك المرتزقه على اكاذيبهم
ثم جاءه كتاب من الامام الكاظم عليه السلام فيه مايلي
من الان ياعلي فتوضا كما امر الله واغسل وجهك مره فريضه واخرى اسباغا واغسل يديك من المرفقين كذلك وامسح مقدم راسك وظاهر قدميك بفضل نداوة وضوئك فقد زال ماكان يخاف عليك
_______________________
عدم الركون الى الظالمين
عمل الامام الكاظم عليه السلام على اشاعة مفهوم عدم الركون الى الظالمين لان الطاغوت لا يكون كذلك الا بعد ان يرى اتباعا له ولا يستفحل امره الا اذا وجد من يطيعهفاذا جردناه من الطاعه والاتباع يسقط في لحظات يسيره فحذر من التعامل مع هارون
- جاء رجل الى الامام عليه السلام وقال له لقد استاجرهارون بعض جمالي لقوافل الحج فهل في امواله شئ من الحرام ؟
فقال لاتؤجره جمالك فانك تحبه ؟
فقال الرجل لا ابدا لااحبه
فقال الامام عليه السلام الاترجو في نفسك ان يعيش هارون حتى ترجع اليك جمالك ويعطيك اجرتك؟
قال نعم
قال فانت اذن معهم ومنهم
وبهذاالشكل كان الامام يحذر الناس من التعاون مع بني العباس الظلام
-------------------------
-جاء رجل الى الامام عليه السلام وقال له اني رجل خياط اخيط ثيابا لهؤلاء العباسيين فهل تراني من اعوان الظلمه ؟
فقال الامام عليه السلام ان الذي يبيعك الخيوط والابر من اعوان الظلمه واما انت فمنالظلمة انفسهم
فالخياط ياخذ اجرته ليعيش من اموالهم - لكن الذي يبيع الخيوط لخياط البلاط العباسي من الظلمه او اعوانهم فلولا خيوطه ماستطاع الخياط الخياطه لهم
__________________________________________
-شجاعة الامام الكاظم عليه السلام
عندما ادخل الامام على هارون قال له هارون الرشيد:ماهذه الدار ؟فقال الامام عليه السلام هذه دار الفاسقين (ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق ...)
فقال هارون : فدار من هي ؟
هي لشيعتنا فتره ولغيرهم فتنه
هارون:فما بال صاحب الدار لاياخذها ؟
الامام:عليه السلام اخذت منه عامره ولا ياخذها الامعموره
هارون : فاين شيعتك؟
الامام عليه السلام ؟لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب
والمشركين منفكين حتى تاتيهم البينه ...
هارون:فنحن كفار
الامام عليه السلام :لا ولكن كما قال تعالى (الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار)
فغضب هارون وتعجب من جراة الامام وشجاعته عليه السلام
________________________________________
ويحكى ان الرشيد سال الامام الكاظم عليه السلام يوما
الرشيد :كيف قلتم نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه واله وانتم بنو علي وانما ينسب الرجل الى جده لابيه دون جده لامه؟ فكيف يقال لكم اولاد رسول الله وانتم اولاد علي بن ابي طالب ؟
الامام عليه السلام :لان الله تعالى سمانا اولاد رسول الله في كتابه
هارون:واين هذا ؟
الامام عليه السلام :قال الله تعالى (ومن ذريته داوود وسليمان وايوب وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى ) وليس لعيسى اب وانما الحق بذرية الانبياء من قبل امه مريم وكذلك الحقنا بذرية النبي صلى الله عليه واله من قبل امنا فاطمةوقال تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندعو ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم )ولم يدع النبي عند مباهله النصارى غير علي وفاطمة والحسن والحسين وهم الابناء.
__________________________________________
-عبادة الامام عليه السلام
يقول هشام بن احمر كنت اسير مع الامام ابي الحسن الكاظم عليه السلاموهو على دابتهاذ ثنى رجله عن دابته وسجد على الارض فطال السجود ثم قام وركب فسالته عن ذلك فقال انني ذكرت نعمة انعم الله بها علي فاحببت ان اشكر ربي
-----------------
كان ابو الحسن موسى الكاظم عليه السلام اعبد اهل زمانه فانه كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع الشمس ويسجد لله تعالى فلا يرفع راسه حتى يقرب وقت الزوال (وقت الظهر) وكان يدعو كثيرا فيقول (اللهم اني اسالك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب ) ويكرر ذلك وكان يبكي من خشية الله حتى تبتل لحيته بالدموع
---------------------------------------
كان اذا قرا القران يحزن ويبكي السامعون بتلاوته وكان اهل المدينه يسمونه زين المجتهدين
----------------------------------
دخل رجل على وزيرهارون الرشيد الفضل بن الربيع وهوجالس على سطح
فقال لي اشرف على هذا البيت وانظر ماترى ؟
فقلت ثوبا مطروحا
فقال انظر حسنا فتاملت جيدا فقلت رجل ساجد
فقال لي تعرفه ؟ هو موسى بن جعفر اتفقده الليل والنهار فلم اجده في وقت من الاوقات الاعلى هذه الحاله انه يصلي الفجر فيعقب الى ان تطلع الشمس ثم يسجد سجده فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس انه يصلي الصلوات الخمس كلها بوضوء واحد
وكان يعمل في ارض له عليه السلام والعرق يسيل منه فقال له رجل جعلت فداك اين الرجال ؟ فقال عليه السلام قد عمل باليد من هو خير مني في ارضه ومن ابي
قلت ومن هو ؟
قال عليه السلام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وامير المؤمنين وابائي كلهم كانوا قد عملوا بايديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والاوصياء والصالحين وهكذا نتعلم من الامام ان العمل عباده والانفاق في الليل عباده والذكر عباده
__________________________________________
لايعتني بقواطع الطريق الى الله
قال العامري : إن هارون أنفذ إلى موسى بن جعفر جارية خصيفة ، لها جمال ووضاءةلتخدمه في السجن ظانا بانه سيفتتن بها،
فقال الامام قل له : { بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ }
لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها ،
قال : فاستطار هارون غضباً وقال : إرجع إليه وقل له : ليس برضاك حبسناك ولا برضاك أخذناك ، واترك الجارية عنده وانصرف ، قال : فمضى ورجع ، ثم قام هارون عن مجلسه وأنفذ الخادم إليه ليستفحص عن حالها فرآها ساجدة لربها لا ترفع رأسها تقول : قدوس سبحانك سبحانك .
فقال هارون : سحرها والله موسى بن جعفر بسحره ، عليّ بها ، فأتي بها وهي ترعد شاخصة نحو السماء بصرها فقال : ما شأنك ؟ قالت : شأني الشأن البديع ، إنّي كنت عنده واقفة وهو قائم يصلي ليله ونهاره ، فلما انصرف عن صلاته بوجهه وهو يسبح الله ويقدّسه قلت : يا سيدي هل لك حاجة أعطيكها ؟ قال : وما حاجتي إليك ؟ قلت : إني أدخلت عليك لحوائجك قال : فما بال هؤلاء ؟ قالت : فالتفت فإذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري ، ولا أولها من آخرها ، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج ، وعليها وصفاء ووصائف لم أرَ مثل وجوههم حسناً ، ولا مثل لباسهم لباساً ، عليهم الحرير الأخضر ، والأكاليل والدرّ والياقوت ، وفي أيديهم الأباريق والمناديل ومن كل الطعام ،فخررت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم فرأيت نفسي حيث كنت .
قال : فقال هارون : يا خبيثة لعلك سجدت فنمت فرأيت هذا في
منامك ؟
قالت : لا والله يا سيدي إلاّ قبل سجودي رأيت فسجدت من أجل ذلك ، فقال هارون:إقبض هذه الخبيثة إليك ، فلا يسمع هذا منها أحد ،
فأقبلت في الصلاة ، فإذا قيل لها في ذلك قالت : هكذا رأيت العبد الصالح (ع) ، فسئلت عن قولها قالت : إني لما عاينت من الأمر نادتني الجواري يا فلانة ابعدي عن العبد الصالح ، حتى ندخل عليه فنحن له دونك ،(حوريات الجنه) فما زالت كذلك حتى ماتت ، وذلك قبل موت الامام موسى الكاظم علية السلام بأيام يسيرة .
-----------------------------------
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha