بمناسبة ذكرى ميلاد سبط النبي الأكبر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بيَّن الأستاذ في حوزة قم العلمية (وسط إيران) «حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محسن غرويان» أبعاد صلح الإمام الحسن (ع) وقال: "من خلال مراجعة الكتب التاريخية والإطلاع على ما جاء فيها يمكن اعتبار الجهل وفقدان البصيرة بين الناس وعدم استعدادهم للثورة ضد معاوية أسباباً لصلح الإمام الحسن(ع)".
وأشار الشيخ غرويان إلى دور الإمام الحسن (ع) في التمهيد لثورة عاشوراء، وقال: "بجهود الإمام الحسن(ع) وفكره الثاقب تمكَّن من إيجاد أرضية لثورة الناس، وهذه الثورة وقعت بقيادة الإمام الحسين(ع) ضد بني أمية"؛ مضيفاً: "وبالرغم من أنَّ الناس قد تركت الإمام الحسين(ع) وحيداً كما تركت أخاه الإمام الحسن(ع) من قبل، إلا أنَّ إرسالهم الرسائل للإمام الحسين(ع) وشعورهم بالحاجة للإمام المعصوم دليل على أنَّ وعي الناس كان أكثر في زمانه بالمقارنة مع زمان الإمام الحسن(ع)".
واستطرد الأستاذ في حوزة قم العلمية في حديثه لافتاً إلى كلمة قائد الثورة الإسلامية في إيران «الإمام السيد علي الخامنئي» التي اعتبر فيها صلح الإمام الحسن(ع) أعظم صلح بطولي في التاريخ، وقال: "لقد ألَّف قائد الثورة كتاباً في أيام شبابه عن صلح الإمام الحسن(ع) شرح فيه مسألة صلح الإمام الحسن(ع) وآثار هذا الصلح على ثورة عاشوراء شرحاً وافياً".
وأضاف الشيخ غرويان: إنَّ كلام القائد حول صلح الإمام الحسن(ع) يحمل رسالتين، الأولى: "يجب تشخيص الزمان المناسب في القضايا السياسية والاجتماعية، وبما أنَّ الإمام الحسن(ع) قد شخَّص الزمان لجأ إلى خيار الصلح وترك خيار الحرب"، والرسالة الثانية: "إنَّ البطولة في هذا الصلح، معناها وجوب التمسك بالعزَّة وعدم التراجع عن الخطوط الحمراء".
وفي ختام حديثه صرَّح قائلاً: "يجب علينا أن نعتبر بسيرة الإمام الحسن(ع)، وأن يتحرك فريقنا المفاوض في مسألة الطاقة النووية مع الدول 5+1 خلف خطى قائد الثورة الإسلامية، وأن يأخذ بنظر الاعتبار توجيهاته المستنبطة بلا شك من سيرة أهل البيت(عليهم السلام)، وأن يتابع هذا الفريق المفاوضات مع الحفاظ على العزَّة والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني وعدم عبور الخطوط الحمراء".
..................
1/5/140715
https://telegram.me/buratha