بقلم: منتظر الشيخ أحمد
البقيع حدث مُغيب، هذا العنوان كان أول صرخة بعد أكثر من ثمانين عام من تهديم المراقد الطاهرة في المدينة المنورة على يد السلفية التكفيرية مساندة بغطاء من النظام السياسي، صرخة انطلقت من العوامية لتدوي بها كل الأرض، إنه الحدث المغيب.
ولكن هذا المهرجان الذي خرج إعلانه بعد قرابة القرن مَن هدم جنة البقيع، لم يتم بعد أن استدعت السلطات صاحب الدعوة آية الله الشيخ نمر باقر النمر (دامت بركاته وفك قيده) وأُجبر مكرهاً على إلغاء المهرجان بعد خذلان كبار الشخصيات العلمائية في منطقتنا له، ورفضهم فكرة إحياء ذكرى تهديم المراقد الطاهرة، أو اعتبارها مناسبة حزينة تستحق أن نظهر فيها حزننا، وغضبنا لما جرى ويجري في طيبة الطيبة.
لينطلق من بعدها (مهرجان البقيع قبباً ومنائر)، والذي تم إقامته بتصميم وعزيمة من هذا الفقيه الرباني الذي حفل تاريخه بالجهاد الرسالي من أجل إعلاء كلمة الله، واستمرت العوامية في احتضان هذه المناسبة حتى صار اليوم الثامن من شوال حدث عالمي يُعبر فيه محبي آل البيت عن غضبهم من هذه الجريمة النكراء في تهديم المراقد الطاهرة للآل محمد (عليهم السلام) ومحو معالم عاصمة الإسلام الأولى عبر تهديم كل ما هو مقدس ومخالف للفكر السلفي الجامد.
ذكرى الثامن من شوال ليست مناسبة للتعبير فقط عن استنكار المسلمين لهذه الجريمة، إنما هي مناسبة لتسليط الضوء على الاحتلال الوهابي السلفي لأقدس بقعتين يتفق تحت حيطانها وسقفها كل المسلمين في العالم، لا أن تستفرد وتستملك طائفة عليها دون الأخريات، وتأتي باقي الطوائف لتزور وكأنها الضيف الثقيل على تلك الطائفة.
نعم نحن نذهب لمكة والمدينة ونشعر بثقل وجودنا على قلوب تلك الوجوه التي تتحكم بكل مفاصل الحرمين الشريفين، ونستقبل كل الإهانات من قبلهم وأمام مرأى ومسمع وحماية رسمية، ثم تأتي الدولة وتنفي ...
27/5/140804
https://telegram.me/buratha