الصفحة الإسلامية

«الإمام الخامنئي» في نداء إلى حجاج بيت الله الحرام: الإسلام الذي يشعل نيران التفرقة بين المسلمين ويتحد مع أمريكا ضد الشعوب ليس بإسلام ويجب أن يكافحه كل مسلم صادق

2511 07:21:56 2014-10-04

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران «الإمام السيد علي الخامنئي» أن "الإسلام الذي يشعل نيران التفرقة بين المسلمين، ويضعُ الثقة بأعداء الله بدلا من الثقة بالوعد الإلهي، ويشن الحرب على الأخوة المسلمين بدلاً من مكافحة الصهيونية والإستكبار ويتحد مع أمريكا المستكبرة ضد شعبه أو الشعوب الأخرى ليس بإسلام، إنه نفاق خطر مُهلك يجب أن يكافحه كل مسلم صادق".

فقد  وجه قائد الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية «الإمام السيد علي الخامنئي» نداء إلى حجاج بيت الله الحرام أكد فيه أن مسألة اتحاد المسلمين وحل العقد المفرقة بين أجزاء الأمة الإسلامية هي من أهم الموضوعات ولها الأولوية في يومنا الراهن.

فيما قال إن "الإسلام الأصيل هو إسلام النقاء والمعنوية، إسلام التقوى والسيادة الشعبية، إسلام أشداء على الكفار رحماء بينهم. وإن الإسلام الأمريكي هو أن تقمّص العمالة للأجانب ومعاداة الأمة الإسلامية بزي الإسلام!!".

وأكد الإمام الخامنئي أن "الإسلام الذي يشعل نيران التفرقة بين المسلمين، ويضعُ الثقة بأعداء الله بدلا من الثقة بالوعد الإلهي، ويشن الحرب على الأخوة المسلمين بدلاً من مكافحة الصهيونية والإستكبار ويتحد مع أمريكا المستكبرة ضد شعبه أو الشعوب الأخرى ليس بإسلام، إنه نفاق خطر مُهلك يجب أن يكافحه كل مسلم صادق".

وأضاف "إن نظرة مقرونة بالبصيرة وعمق التفكيرتوضّح هذه القضايا والموضوعات الهامة في واقع العالم الإسلامي لكل باحث عن الحق، وتحدّد الواجبات والتكاليف الراهنة بلا غموض".

ولفت "إن في الحج ومناسكه وشعائره فرصة مغتنمة لإكتساب هذه البصيرة، ومن المؤمل أن تحظُوا أنتم أيها الحجاج السعداء بهذه الموهبة الإلهية بصورة كاملة".

وجاء في نداء الإمام الخامنئي الى حجاج بيت الله الحرام في موسم 1435 هجرية:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

تحية شوق وسلام تكريم لكم أيها السعداء الذين لبيتم دعوة القرآن الكريم وسارعتم لضيافة بيت الله الحرام.

أول الحديث هو ان تقدروا هذه النعمة الكبرى حق قدرها، وأن تجهدوا للاقتراب من أهداف هذه الفرضة الفريدة بالتأمل في أبعادها الفردية والاجتماعية والروحية والعالمية، وأن تتضرعوا الى المضيّف الرحيم القدير أن يعينكم على ذلك.

وأنا معكم – قلبا ولسانا – أسال الربّ الغفور والمنّان أن يتمّ نعمته عليكم، وأن يمنّ عليكم بأداء حجّ كامل كما منّ عليكم بالتوفيق الرحال الى حجّ بيته الكريم، وأن يتقبل منكم بكرمه ويعيدكم غانمين سالمين الى دياركم إن شاء الله تعالى.

في الفرصة المغتنمة لهذه المناسك الغنيّة الفريدة، إضافة الى التطهير والبناء المعنوي والروحي الذي هو اسمى وأعمق معطيات الحج، فإنّ الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي والنظرة الرفيعة الشاملة لما هو أهم وأرقى في سلّم أولويات الموضوعات ذات الصلة بالأمة الإسلامية هو في صدر واجبات الحجاج وآدابهم.

إن مسألة اتحاد المسلمين وحلّ العقد المفرّقة بين أجزاء الأمة الإسلامية من جملة هذه الموضوعات الهامة ذات الأولوية في يومنا الراهن.

الحج مظهر الوحدة والتلاحم وساحة الإخاء والتعاضد. وعلى الجميع أن يتلقوا درس التركيز على المشتركات وإزالة الخلافات. فالسياسات الإستعمارية وضعت بيدها الآثمة منذ القدم مهمة التفرقة في قائمة أعمالها لتحقق مقاصدها الخبيثة. وبعد أن تبين للشعوب الإسلامية اليوم بوضوح عِداء جبهة الإستكبار والصهيونية بفضل الصحوة الإسلامية واتخذت منها الموقف اللازم، قد ازدادات سياسة التفرقة بين المسلمين شدّة وعنفا. إن العدو المخادع بإشعاله نيران الحروب الأهلية بين المسلمين يستهدف جرّ مقاومتهم ومجاهدتهم الى الإنحراف، كي يبقى العدوّ الصهيوني وعملاء الإستكبار وهم الأعداء الحقيقيون في هامش من الأمن، وأنّ تجهيز المجاميع الإرهابية والتكفيرية وأمثالها في بلدان منطقة غرب آسيا يأتي في سايق هذه السياسة الغادرة.

إنّ هذا لهو تحذير لنا جميعاً أن نضع اليوم مسألة اتحاد المسلمين في رأس قائمة واجباتنا الوطنية والدولية.

قضية فلسطين هي الموضوع المهم الآخر إذ بعد مرور 65 عاما على إقامة الكيان الصهيوني الغاصب والمنعطفات المختلفة التي مرّت على هذه القضية الهامة والحساسة، وخاصة الحوادث الدامية في السنوات الأخيرة، فإن حقيقتين قد اتضحتا للجميع.

الأولى: أن الكيان الصهيوني وحماته المجرمين لا يعرفون حداً لفظاظتهم وقسوتهم ووحشيتهم وسحقهم لكل المعايير الإنسانية والأخلاقية. يبيحون لأنفسهم كل جريمة وإبادة جماعية وتدمير وقتلٍ للأطفال والنساء والأبرياء العزل، بل كل اعتداء وظلم بمقدورهم ارتكابه، ثم هم يفخرون بما ارتكبوه. والمشاهد المبكية في حرب الخمسين يوماً على غزّة هي آخر نموذج من هذه الجرائم التاريخية التي تكررت طبعا في نصف القرن الأخير مراراً.

الحقيقة الثانية هي إن هذه المجازر والمآسي لم تستطع أن تحقق هدف قادة الكيان الغاصب وحماته. وخلافاً لما كان يجول في ذهن لاعبي الساحة السياسية الخبثاء من آمال حمقاء بشأن سطوة النظام الصهيوني ومنعته فإن هذا الكيان يقترب يوماً بعد يوم من الإضمحلال والفناء. إن مقاومة غزّة المحاصرة والوحيدة لمدة 50 يوما أمام كل ما أجلبه الكيان الصهيوني من قوّة الى الساحة، وما حدث في النهاية من فشل وتراجع لهذا الكيان واستسلامه أمام شروط المقاومة، لهو مشهد واشح لهذا الضعف والهزال والانهيار.

إنّ هذا يعني أنّ الشعب الفلسطيني يجب أن يزداد فيه الأمل أكثر من أي وقت مضى، وأن يزيد المناضلون من الجهاد وحماس من سعيهم وعزمهم وهمّتهم، وأن تتابع الضفة الغربية مسيرة العزّ الدائمة بقوة وصلابة أكثر، وأن تطالب الشعوب المسلمة حكوماتها اتخاذ مواقف مساندة حقيقية وجادّة من قضية فلسطين، وأن تقطع الدول الإسلامية بصدق خطوات على هذا الطريق.

الموضوع الثالث المهم وذو الأولولية، هو ما ينبغي للناشطين المخلصين في العالم الإسلامي أن يفرقوا بنظرة واعية بين الإسلام المحمدي الأصيل والإسلام الأمريكي، وأن يحذروا ويحذروا من الخلط بين هذا وذاك. لقد إهتم إمامنا الراحل لأول مرّة بالتمييز بين المقولتين. وأدخل ذلك في القاموس السياسي للعالم الإسلامي.

فالإسلام الأصيل هو إسلام النقاء والمعنوية، إسلام التقوى والسيادة الشعبية، إسلام أشداء على الكفار رحماء بينهم. وإن الإسلام الأمريكي هو أن تقمّص العمالة للأجانب ومعاداة الأمة الإسلامية بزي الإسلام!!.

إن الإسلام الذي يشعل نيران التفرقة بين المسلمين، ويضعُ الثقة بأعداء الله بدلا من الثقة بالوعد الإلهي، ويشن الحرب على الأخوة المسلمين بدلاً من مكافحة الصهيونية والإستكبار ويتحد مع أمريكا المستكبرة ضد شعبه أو الشعوب الأخرى ليس بإسلام، إنه نفاق خطر مُهلك يجب أن يكافحه كل مسلم صادق.

إن نظرة مقرونة بالبصيرة وعمق التفكيرتوضّح هذه القضايا والموضوعات الهامة في واقع العالم الإسلامي لكل باحث عن الحق، وتحدّد الواجبات والتكاليف الراهنة بلا غموض.

إن في الحج ومناسكه وشعائره فرصة مغتنمة لإكتساب هذه البصيرة، ومن المؤمل أن تحظُوا أنتم أيها الحجاج السعداء بهذه الموهبة الإلهية بصورة كاملة.

أستودعكم الله العظيم جميعاً، وأساله تعالى لكم قبول الطاعات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيد علي خامنئي

5 ذي الحجة 1435 هجرية قمرية                                           

1/5/141004

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك