مع بداية شهر محرم الحرام وصولا الى أربعينية الإمام الحسين (ع) تبدأ حركة مجالس العزاء الحسيني الخاصة بالرجال والنساء على حد سواء، وفي تلك المنابر يسعى القارئ إلى شرح واقعة الطف بأسلوب شعري شجي يثير الحزن في نفوس الحاضرين.
المجالس الحسينية هذا العام اختلفت منذ اللحظة الأولى لإطلالة شهر محرم بعد القرار الذي اتخذه معظم شعراء المنابر وقراءها في تحويلها إلى ساحات للتحشيد ضد الهجمات الإرهابية التي طالت البلاد منذ عدة أشهر.
وقال الشاعر الحسيني حسن الكربلائي، إن "الإرهاب يهدف في هذه المرة إنهاء الشعائر الحسينية من خلال القضاء على الشيعة في العراق وتهديم المقدسات كما فعلوا في سوريا"، مبينا "رغم تلبية الآلاف لنداء المرجعية العليا الخاص بالجهاد الكفائي والذهاب إلى ساحات القتال ومواجهة الإرهابيين إلا إننا كقراء نعتلي المنابر ونقرأ القصائد الحسينية وجدنا بان من صميم واجبنا أن نوجه الناس من خلال تلك المنابر".
وأضاف، ان "البكاء والنحيب وحده لا يفي بالغرض فثورة الإمام الحسين (ع) لا تهدف إلى إثارة الحزن في نفوس الناس فقط ولكنها دروس وعبر للتضحية والشهادة الحقة ولا بد من استغلالها بشكل يخدم الناس بشكل إيجابي للتصدي للهجمات الإرهابية".
في ذات الوقت، قالت إحدى القارئات الحسينيات إنها وزميلاتها قمن بتغيير دفة الحديث في هذا العام والتأكيد على حماية المقدسات والتمسك بمبادئ آل البيت والتشديد على الالتزام بالأهداف الرئيسية التي جاء من أجلها الحسين (ع) إلى مدينة كربلاء واستشهد فيها وترك المظاهر التي لا تمت بصلة إلى الشعائر الحسينية".
وشددت القارئة أم حسن على "قيامها بواجبها تجاه النساء من خلال توجيههن لترك المظاهر الاجتماعية التي يفسرها البعيد على إنها رياء لا علاقة له بواقع الثورة الحسينية بعد انعكاس بعض المظاهر السلبية التي تقوم بها بعض النساء من خلال استخدام المجالس الحسينية للتبرج وتبادل الأحاديث الجانبية وترك الأهداف الرئيسية".
وشهدت كربلاء المقدسة خلال شهر محرم توافد ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه، حيث أحيوا ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وأخيه العباس (عليهما السلام)، والتي حلت في اليوم العاشر من محرم الحرام.
............
21/5/141109
https://telegram.me/buratha