ضمن أعمال التوسعة التي تقوم بها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة للصحن الحسيني الشريف هو نقل برج الساعة القديمة في باب القبلة الذي يعد من أهم المعالم التاريخية للعتبة الحسينية والذي يعود تاريخها إلى أكثر من مئة عام لذا حرصت الأمانة العامة للعتبة المقدسة أن تحافظ على هذا المعلم التاريخي فقامت بنقل برج الساعة وتحويله ضمن التوسعة الجديدة وبنفس الهيكلية القديمة ولمعرفة هذا الموضوع التقى مراسل الموقع بالمهندس (سلام سعدون سلمان) من شركة أرض القدس الجهة المنفذة للمشروع فتحدث قائلاً : بعد أن تم الاتفاق من قسم الهندسية التابع للأمانه العامة للعتبة الحسينية المقدسة مع شركة أرض القدس الهندسية على تحويل الساعة القديمة من مكان الصحن القديم حوالي 12 متر إلى الأمام فوق باب القبلة وتم الاتفاق على أن يكون نقل الساعة بنفس الهيكليه القديمة ولكن تجرى عليها بعد التعديلات حتى تكون خفيفة الوزن فأنشئت الساعة من الهياكل الحديدية بنفس القياسات والبرج المربع بارتفاع 6 متر وبعرض 3 متر وقبة البرج الذهبية بارتفاع أربعة ونصف متر بعد اكتمال الهيكل الحديدي وبعد أخذ القياسات إلى معامل الكاشي الكربلائي المطعم بالذهب وبنفس الزخرفة للساعة القديمة وبعد ذلك يغلف بالكاشي الكربلائي على الهيكل الحديدي أما مدة البناء للهيكل استغرقت 45 يوماً.
مضيفاً “أما ارتفاع الساعة بشكل كامل عشرة ونصف متر تقسم إلى برج الساعة تكون به القبة 6 متر فقط التعديل على قطر القبة كان واحد ونصف سابقاً وأصبح اليوم 2 متر بطلب من الأمانة العامة وتم الاتفاق على الاستيراد من أفضل المناشئ العالمية وهي الألمانية.
موضحاً أن” من أسباب تحويل الساعة من المكان القديم في الصحن الحسيني إلى الأمام التوسعة الجديدة للصحن الشريف مما جعل عدم إمكانية رؤيتها في المكان السابق أما الآن يمكن رؤيتها عن بعد من جهة باب القبلة وبنفس التصميم للساعة القديمة” .
من جهته قال المؤرخ الأستاذ سعيد زميزم : إن الساعة لم تكن منصوبة في الحرم الحسيني في بداية القرن الرابع عشر أي في عام1309ه إلى أن قام بزيارة كربلاء المقدسة وتشرف بزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ناصر الدين شاه القاجاري أحد شاهات إيران وطلب منه عبد الصالح الكليدار سادن المرقد في تلك الفترة فقرر شراء ساعة ألمانية المنشأ بعد فترة وتم شحنها إلى كربلاء وتم نصبها في الصحن الشريف وجرى افتتاح واحتفال كبير حضره العلماء والمسؤولون والشعراء أما الساعة القديمة عمرها 125 سنة وبقيت شامخة إلا أنها تعرضت إلى العطل بمرور الزمن وفي عام 1386هـ قام عبد الصالح الكليدار بإبدالها بساعة جديدة أيضاً استوردها من ألمانيا وبقيت هذه الساعة إلى عام 1991 م حتى القصف الذي اجتاح مدينة كربلاء علماً أن هناك ساعة أخرى كانت على باب الرأس الشريف وبقيت إلى 1950م وتم رفعها إذ لم تتوفر مواد الصيانة وبعدعام 2003م اهتمت الإدارة الجديدة بتوسيع الصحن الحسيني وأجرت عمليات الصيانة والتجديد علماً أن هذه الساعة مرت بمراحل عديدة من حيث التصميم بالكاشي الكربلائي والمرمر والذهب.