الصفحة الإسلامية

كيف صمم الإمام الخميني مفهوما جديدا للوحدة الإسلامية؟!

1997 12:35:04 2015-01-12

قاسم العجرش

أدرك الإمام الخميني (قدس سره) لحظة دعوته إلى اعتبار الفترة الممتدة من 12 إلى 17 ربيع الأول أسبوعاً للوحدة الإسلامية،  كان يبني مفهوما جديدا في الأمة، يعتمد على تحويل الإختلاف الى مصدر للوحدة الإسلامية..

فالأمة أختلفت على أشياء كثيرة، بعضها حول الفروع، وبعضها الآخر حول الصول، وغيرها على السيرة..وكان تاريخ ميلاد رسولنا ألكرم من النوع الأخير.

الإختلاف على السيرة له ابعاد ميدانية وإنعكاسات إجتماعية خطيرة، ففي وقت كان يحتفل فيه السُنة في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، بمولد الرسول صلواته تعالى عليه وعلى آله، كان الشيعة يتأخرون عنهم بضعة أيام ليحتفلوا، وكانت هذه الأيام الخمسة مصدرا لصناعة إختلاف مجتمعي كبير، في أمة مختلفة على أشياء كثيرة!

الإختلاف صناعة، نتاجها التفرقة المذهبية في الأمة الإسلامية، والإقتتال أو النزاع المذهبي، وهو صنعة يجيدها كثير من الأشرار..

لكن الوحدة عقيدة لا يجيده إلا الأخيار المؤمنين بها، والفرق كبير جدا بين الصناعة والعقيدة، وندرك أهمية عقيدة الوحدة، في ظل حضور قوي للغة الإختلاف، السائدة في ساحتنا الإسلامية، وفي ظل الإنشطار الأميبي، والأنتشار الكثيف لعقيدة التكفير في مجتمعاتنا.

لقد حوّل الإمام الخميني(قد سره)، وهو الحامل للواء عقيدة الوحدة، المستقاة أصلا من عقيدة التوحيد، الخلاف الحاصل بين السنّة والشيعة، حول تاريخ ولادة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) إلى أسبوع للوحدة، بحيث يبدأ هذا الأسبوع بتاريخ ولادة النبي بحسب اعتقاد السنة، وينتهي بالتاريخ الذي يحتفل فيه الشيعة بولادته.

لقد كان الإمام الخميني ماهرا بإنتاج ما يريد من ما يعتقد، وهكذا جعل الإمام من هذا الخلاف، مناسبة لإعادة إسقاط مفهوم الوحدة في وعينا الجماعي، وكانت مهارته نابعة من إدراكه بأن عدو الإسلام، لا ينظر إلى الفرد إنطلاقاً من هويته المذهبية، بل يستهدفه لأنه مسلم، ولذا يتعين ترويج مفهوم مؤداه: أن ما يفرق المذاهب الإسلامية؛ أقل بكثير مما يجمعها.

المشكلة التي أدرك ابعادها الإمام الراحل، هي أن الخلاف تحول الى إختلاف بسبب إرادة من خارج الأمة، أستغلت التطرف داخل الأمة، فغذته ونفخت فيه، وهيأت له السبل ليكبر ويتضخم، على يد التكفيريين المنتمين لأهل السنة، وبعض الجهلة الشتامين من الشيعة، مع العرض أن هؤلاء لا يقاسون عددا وتأثيرا بأولئك..!.. لكن عموما فإن المتطرفين في الأمة يشكلون أقلية، بيد أن الأجواء مهيأة لهم من قبل الإستخبارات العالمية لإثارة الفتنة!

إن التدين ليس في إطلاق اللحى، بل هو سلوك يقوم أساساً على مبدأ الوحدة، والسعي لتقليص الهوة، التي تفصل بين نظرية الوحدة الإسلامية، والواقع المعاش حالياً.

كلام قبل السلام: هذا هو الهدف الذي سعى اليه الإمام الخميني، والذي يجب أن نتمسك به بأسنانا، لأنه لا مناص لنا إلا بالوحدة، إذا أردنا أن يبقى الإسلام حيا!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك