الخطبة الفدكية وهي الخطبة العصماء التي خطبتها السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبدت من خلالها اعتراضها على أبي بكر بن أبي قحافة، الذي انتزع فدكا منها، وقد طالبت من خلالها بحقها وصرّحت بأن فدك ملك لها، وقد روى هذه الخطبة الشريفة أعلام الرواة من العامّة والخاصة، وزيّنوا كتبهم بحلية نقلها.[١]
الخطبة الفدكية وهي الخطبة العصماء التي خطبتها السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبدت من خلالها اعتراضها على أبي بكر بن أبي قحافة، الذي انتزع فدكا منها، وقد طالبت من خلالها بحقها وصرّحت بأن فدك ملك لها، وقد روى هذه الخطبة الشريفة أعلام الرواة من العامّة والخاصة، وزيّنوا كتبهم بحلية نقلها.[١]
تاريخ فدك
فدَكُ قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة = 160 كيلو متر، فيها عين جارية ونخيل كثيرة.[٢] يقع على مقربة منها حصن يسمى «شمروخ» وهي الآن قرية كبيرة تسمى حائط ذات نخل كثير.[٣] وهي بالقرب من خيبر أيضا وكانت تعدّ مركزاً مهماً لليهود في أرض الحجاز بعد خيبر.[٤] قالوا: و لما بلغ أهل تيماء ما وطئ به رسول الله (ص) أهل «وادي القرى» صالحوه على الجزية. ولما فرغ من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك، فبعثوا الى رسول الله (ص)، فصالحوه على النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم فقبل ذلك منهم.[٥]
خصائص فدك ومكانتها
تميّزت فدك بكثرة نخيلها وعيون المياه فيها وكانت أرضاً غنية بعطائها حيث كانت تعدّ مركزاً مهماً في أرض الحجاز بعد خيبر.[٦] ونقل ابن أبي الحديد عن علي بن تقي أنه قال: كانت فدك جليلة جداً، وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة في القرن السابع الهجري.[٧] ولما أخرج عمر بن الخطاب اليهود من الجزيرة وأجلاهم من فدك عوّضهم عن النصف الذي كان لهم فبعث إليهم من يقوّم الأموال، فقَوّموا أرض فَدَك ونخلَها، فأخذها عمر، ودفع إليهم قيمةَ النصف الذي لهم، وكان مبلغ ذلك خمسين ألف درهم.[٨]
الرسول (ص) يهب فدكاً لفاطمة (ع)
اتفقت كلمة الباحثين من مؤرخين ومحدثين على أن الرسول الأكرم (ص) وهب فدكاً لابنته فاطمة (ع) وهذا ما أطبقت عليه الكتب التفسيرية والحديثية والكلامية وكتب اللغة، وقد بلغت الروايات هنا حداً لا تبقي مجالا للشك والريبة.[٩] وبالجملة كون فدك نحلة لفاطمة (ع) من أبيها بيّن الحال وواضح بلا إشكال.
دراسة موضع النزاع
لما توفي رسول الله (ص) وقع النزاع بين أبي بكر من جهة وبين فاطمة (ع) والعباس بن عبد المطلب (عم النبي (ص)) من جهة أخرى في ميراث النبي (ص)، فعن عائشة: إنّ فاطمة (ع) والعبّاس أتيا أبا بكر يطلبان ميراثهما من رسول الله (ص) وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر، فقال لهما أبو بكر: أما أنّي سمعت رسول الله (ص) يقول: «لا نورث، ما تركناه فهو صدقة».
وقد كشفت المصادر التاريخية والحديثة أن فاطمة (ع) حاججت أبا بكر مرتين كان العباس حاضرا في المرة الأولى منهما. وذهب باحثوا الشيعة وأعلامهم الى كونها ملكاً لفاطمة (ع) انتزعها الخليفة منها.[١٠] وذهب السيد جعفر الشهيدي الى ثبوت النزاع في فدك والخطبة الفدكية مستدلا على ذلك بأن بعض أعلام المعتزلة كابن أبي الحديد والنقيب البصري رووا الخطبة الفدكية وهم ليسوا بمتهمين بجعلها ووضعها إذ لا مصلحة لهم وراء ذلك.[١١]
وذهب دنيس الصوفي إلى القول بأنّه لا يصح من أبي بكر الاستدلال بحديث «نحن معاشر الأنبياء لا نورث...» [١٢] لتواتر الروايات التي تؤكد غضب فاطمة (ع) وهجرها لأبي بكر حتى أنها أمرت بان تدفن ليلا كي لا يحضر جنازتها الخليفة أبو بكر.[١٣]
ويضيف أيضاً: إن الأحاديث تؤكد دخول فاطمة (ع) في النزاع الذي حصل بعد رحيل النبي الأكرم (ص) وهذه الأحاديث مع ميلها وتحيزها – حسب قوله- الا انها لا تخلوا من الحقيقة، والدليل على ذلك أن أهل السنة لم يتمكنوا من تطهير تاريخهم مما يشينه. فلا ريب أن فاطمة (ع) نازعت أبا بكر واعترضت عليه لتصديه للخلافة وضبطه لأموال الرسول وقد ماتت وهي واجدة عليه، بل لا يبعد أن يكون إخفاء موتها مدة وإخفاء مراسم تشييعها ودفنها يعد وسيلة للغمز من الخليفة. ومن الواضح أن أهل السنة أهملوا هذه الكوة [النافذة] الصغيرة من حياة فاطمة (ع) أو التقليل من شأنها، وإنما ركز عليها الشيعة مؤكدين عليها كثيراً. [١٤]
انتقال فدك إلى بيت المال
لم تمض على رحيل النبي (ص) وحادثة السقيفة الا بضعة أيام حتى اعتبر أبو بكر فدكا ملكاً عاماً للمسلمين وأخرج عمّال فاطمة (ع) منها بالقوة، فجاءته فاطمة (ع) معترضة وهي تقول: «يا أبا بكر من يرثك إذا متّ؟».
قال : أهلي وولدي.
قالت : فما بالك ورثت رسول الله (ص) دوننا؟
فقال: يا بنت رسول الله (ص)، والله ما ورثت أباك ذهبا ولافضه ولا كذا ولا وكذا فقالت: سهمنا بخيبر، وصدقتنا فدك.
فقال: يا بنت الرسول (ص)، سمعت رسول الله (ص) يقول: «إنما هي طعمة اطعمنيها الله عزّ وجل حياتي، فإذا مت فهي بين المسلمين».
فقالت: قد أورثنيها أبي.
فقال : هاتي بيّنتك.
فجاءت بعليّ بن أبي طالب (ع) وأُم أيمن، فشهدا: أنّ فدكاً قد أورثها الرّسول لفاطمة (ع)، ولكنّ أبا بكر لم يعترف بهذه الشّهادة ، مدّعياً أنّ نصابها غير كامل، فطالب بامرأة أُخرى أو رجل آخر.[١٥] وبهذا انتقلت فدك الى بيت المال وان اصرت فاطمة (ع) على حقها وعدم اذعانها بما رواه أبو بكر عن أبيها.
حديث نحن معاشر الانبياء لا نورث
إنفرد – كما يقول علماء العامّة- أبو بكر بنقل هذا الحديث عن النبي (ص)[١٦] وقد ردت هذه الدعوى من قبل البعض وعلى رأسهم أهل البيت (ع) مشككين بصدور الحديث عن النبي (ص).[١٧] بل جاء عن عمر نفسه في كلام له مع العباس وعلي بن أبي طالب (ع) أنهما كانا يعتقدان بأن أبا بكر كاذبا عندما خاطبهما عمر بقوله: فرأيتماه – يعني أبا بكر- كاذباً آثماً غادراً خائناً.[١٨] ومن النافين لصدور الحديث عن النبي (ص) العباس وعلي (ع) وكذا بعض زوجات النبي (ص).[١٩]
وممن نقض كلام أبي بكر بعض مفسري العامّة كالفخر الرازي وجار الله الزمخشري والطبري والبيضاوي في تفسيرهم للآيات التي تتعرض لميراث الانبياء كداود وزكريا ويحيى وسليمان حيث أكدوا أن الآيات ناظرة الى الموروث المادي لا المعنوي.[٢٠]
نص الخطبة
روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه: أنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة(ع) فدكاً، وبلغها ذلك، لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله(ص)، حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، فجلست، ثم أنّت أنّةً أجهش لها القوم بالبكاء، فارتجّ المجلس، ثم أمهلت هنيئة، حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله(ص)، فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها، فقالت(ع):
الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدّم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جمّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتّصالها، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أمثالها، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمّن القلوب موصولها، وأنار في التفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كوّنها بقدرته، وذرأها بمشيّته، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرها، إلا تثبيتاً لحكمته، وتنبيهاً على طاعته، وإظهاراً لقدرته، وتعبّداً لبريته، وإعزازاً لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، وحياشة لهم إلى جنته.
وأشهد أنّ أبي محمداً(النبي الأمي)(ص) عبده ورسوله، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله، وسمّاه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علماً من الله تعالى بمآيل الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع الأمور.
ابتعثه الله إتماماً لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذاً لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقاً في أديانها، عُكّفاً على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبي محمد(ص) ظُلَمَها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلّى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم.
ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وإيثار، فمحمد(ص) من تَعَب هذه الدار في راحة، قد حُفّ بالملائكة الأبرار، ورضوان الرب الغفّار، ومجاورة الملك الجبّار، صلّى الله على أبي، نبيّه وأمينه على الوحي، وصفيّه في الذكر وخيرته من الخلق ورضيّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم التفتت(ع) إلى أهل المجلس وقالت:
أنتم عباد الله نصُبُ أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأمم، وزعيم حق له فيكم، وعهد قدّمه إليكم، وبقيّة استخلفها عليكم: كتاب الله الناطق والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بيّنة بصائره، منكشفة سرائره، منجلية ظواهره، مغتبطة به أشياعه، قائداً إلى الرضوان أتباعه، مؤدٍّ إلى النجاة استماعه، به تنال حجج الله المنوّرة، وعزائمه المفسّرة، ومحارمه المحذّرة، وبيّناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة.
فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملّة، وإمامتنا أماناً من الفرقة، والجهاد عزّاً للإسلام (وذلاً لأهل الكفر والنفاق)، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبرّ الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة، وترك السرقة إيجاباً للعفّة، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله في ما أمركم به وما نهاكم عنه، فإنه إنما يخشى الله من عباده العلماءُ.
ثم قالت:
أيها الناس، اعلموا أنّي فاطمة وأبي محمد(ص)، أقول عوداً وبدواً، ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تُعزوه وتعرفوه، تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمّي دون رجالكم، ولنعم المعزى إليه(ص)، فبلّغ الرسالة صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مدرجة المشركين، ضارباً ثَبَجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسر الأصنام، وينكث الهام، حتى انهزم الجمع وولّوا الدبر، حتى تفرّى الليل عن صبحه، وأسفر الحقّ عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وطاح وشيظ النفاق، وانحلّت عقد الكفر والشقاق، وفِهْتُم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص، وكنتم على شفا حفرة من النار، مِذْقَة الشارب ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القدّ، أذلة خاسئين صاغرين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمدٍ(ص) بعد اللّتيا والتي، وبعد أن مني ببهم الرجال وذئبان العرب ومردة أهل الكتاب، كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله، مجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله، سيداً في أولياء الله، مشمّراً ناصحاً، مجدّاً كادحاً، لا تأخذه في الله لومة لائم، وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكّفون الأخبار، وتنكصون عند النزال، وتفرّون من القتال.
فلما اختار الله لنبيّه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة (حسيكة) النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلّين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرّة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً، وأحمشكم فألفاكم غضاباً، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم.
هذا والعهد قريب والكلم رحيب، والجرح لمّا يندمل، والرسول لمّا يُقبر، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة، ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين، فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنّى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة، وأعلامه باهرة، وزواجره لايحة، وأوامره واضحة، (و) قد خلّفتموه وراء ظهوركم، أرغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلاً، ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها، ثم أخذتم تورون وقدتها وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسواً في ارتغاء، وتمشون لأهله وولده في الخمرة والضراء، ونصبر (ويصير) منكم على مثل حزّ المدى ووخز السنان في الحشا، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون؟!! أفلا تعلمون؟ بلى، قد تجلّى لكم كالشمس الضاحية أنّي ابنته. أيّها المسلمون، أأغلب على إرثي؟ يابن أبي قحافة، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً على الله ورسوله، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول:«وورث سليمانُ داودَ»، وقال في ما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا(ع) إذ قال: «فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب»، وقال (أيضاً): «وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله»، وقال: «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين»، وقال: «إن ترك خيراً الوصيةُ للوالدين والأقربين بالمعروف حقّاً على المتقين»، وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصّكم الله بآية (من القرآن) أخرج أبي محمداً(ص) منها؟ أم تقولون : إن أهل ملتين لا يتوارثان؟ أولست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحَكَم الله، والزعيم محمد(ص) والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم ما قلتم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقر، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم.
ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت(لهم):
يا معشر النقيبة وأعضاد الملّة وحضنة الإسلام، ما هذه الغميزة في حقي والسِّنةُ عن ظلامتي؟ أما كان رسول الله(ص) أبي يقول: «المرء يحفظ في ولده؟» سرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا إهالة، ولكم طاقة بما أحاول، وقوة على ما أطلب وأزاول، أتقولون مات محمد(ص)؟ فخطبٌ جليل، استوسع وهنه واستنهر فتقه، وانفتق رتقه، وأظلمت الأرض لغيبته، وكسفت الشمس والقمر، وانتثرت النجوم لمصيبته، وأكدت الآمال، وخشعت الجبال، وأضيع الحريم، وأزيلت الحرمة عند مماته، فتلك والله النازلة الكبرى، والمصيبة العظمى، لا مثلها نازلة، ولا بائقة عاجلة، أعلن بها كتاب الله جلّ ثناؤه، في أفنيتكم، في ممساكم ومصبحكم، يهتف في أفنيتكم هتافاً وصراخاً وتلاوة وألحاناً، ولقبله ما حلّ بأنبياء الله ورسله، حكم فصل وقضاء حتم: «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين».
إيهاً بني قيلة، أأهضم تراث أبي، وأنتم بمرأى مني ومسمع، ومنتدى ومجمع؟ تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدّة، والأداة والقوة، وعندكم السلاح والجُنّة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير والصلاح، والنخبة التي انتخبت، والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت.
قاتلتم العرب، وتحمّلتم الكدّ والتعب، وناطحتم الأمم، وكافحتم البهم، لا نبرح أو تبرحون، نأمركم فتأتمرون، حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام، ودرّ حلب الأيام، وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج والمرج، واستوسق نظام الدين، فأنّى حزتم بعد البيان؟ وأسررتم بعد الإعلان؟ ونكصتم بعد الإقدام؟ وأشركتم بعد الإيمان؟ بؤساً لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم، وهمّوا بإخراج الرسول، وهم بدأوكم أول مرة، أتخشونهم فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين.
ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم الذي تسوغتم، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإنّ الله لغني حميد.
ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة منّي بالخذلة (بالجذلة) التي خامرتكم، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنّها فيضة النفس ونفثة الغيظ، وخور القناة، وبثّة الصدر، وتقدمة الحجة، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف باقية العار، موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلّع على الأفئدة، فبعين الله ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنا عاملون، وانتظروا إنّا منتظرون.
فأجابها أبو بكر، وقال:
يا بنت رسول الله ! لقد كان أبوك(ص) بالمؤمنين عطوفاً كريماً، (و)رؤوفاً رحيماً، وعلى الكافرين عذاباً أليماً، وعقاباً عظيماً، إن عزوناه وجدناه أباك دون النساء، وأخا إلفك دون الأخلاّء، آثره على كل حميم وساعده في كل أمر جسيم، لا يحبّكم إلا سعيد، ولا يبغضكم إلا شقي بعيد، فأنتم عترة رسول الله(ص) الطيبون، والخِيَرةُ المنتجبون، على الخير أدلّتنا، وإلى الجنة مسالكنا، وأنت يا خيرة النساء، وابنة خير الأنبياء، صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودة عن حقك، ولا مصدودة عن صدقك، والله ما عدوت رأي رسول الله (ص) ولا عملت إلا بإذنه، والرائد لا يكذب أهله، وإنّي أشهد الله وكفى به شهيداً، أنّي سمعت رسول الله(ص) يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضة، ولا داراً ولا عقاراً، وإنّما نورّث الكتاب والحكمة والعلم والنبوّة، وما كان لنا من طعمة فلوليّ الأمر بعدنا يحكم فيه بحكمه، وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح، يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار، ويجادلون المردة الفجّار، وذلك بإجماع من المسلمين، لم أنفرد به وحدي، ولم أستبدّ بما كان الرأي عندي، وهذه حالي ومالي، هي لك (و) بين يديك، لا تُزوى عنك، ولا ندّخر دونك، وأنت سيدة أمّة أبيك، والشجرة الطيبة لبنيك، لا ندفع مالك من فضلك، ولا يوضع من فرعك وأصلك، حكمك نافذ في ما ملكت يداي، فهل ترين أن أخالف في ذلك أباك(ص) ؟!.
فقالت(ع):
سبحان الله، ما كان أبي رسول الله(ص) عن كتاب الله صادفاً ولا لأحكامه مخالفاً ! بل كان يتّبع أثره، ويقفو سوره، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالاً عليه بالزور، وهذا بعد وفاته شبيه بما بُغي له من الغوائل في حياته، هذا كتاب الله حكماً عدلاً، وناطقاً فصلاً يقول:«يرثني ويرث من آل يعقوب»، ويقول: «وورث سليمان داود»، فبيّن الله عز وجل في ما وزع من الأقساط، وشرع من الفرائض والميراث، وأباح من حظ الذكران والإناث، ما أزاح به علّة المبطلين، وأزال التظنّي والشبهات في الغابرين، كلاّ، بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون.
فقال أبو بكر:
صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته، أنت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجة، ولا أبعد صوابك، ولا أنكر خطابك، هؤلاء المسلمون بيني وبينك، قلّدوني ما تقلّدت، وباتّفاق منهم أخذت ما أخذت، غير مكابر ولا مستبدّ ولا مستأثر، وهم بذلك شهود.
فالتفتت فاطمة(ع) إلى الناس وقالت:
معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل القبيح الخاسر، أفلا تتدبّرون القرآن أم على قلوبهم أقفالها؟ كلاّ، بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم، فأخذ بسمعكم وأبصاركم، ولبئس ما تأوّلتم، وساء ما به أشرتم، وشرّ ما منه اغتصبتم! لتجدنّ والله محمله ثقيلاً، وغبّه وبيلاً، إذا كشف لكم الغطاء، وبان ما وراءه (من البأساء) والضراء، وبدا لكم من ربّكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون.
ثم عطفت على قبر النبي(ص) وقالت:
قد كان بعدك أنباء وهنبثـة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
وكلّ أهـل لـه قربى ومنزلة عند الإلـه على الأدنين مقترب
أبدت رجال لنا نجوى صدورهم لما أمضيت وحالت دونك الترب
تجهّمتنا رجال واستخـفّ بنـا لما فقـدت وكل الإرث مغتصب
وكنت بدراً ونوراً يستضاء بـه عليك ينزل من ذي العزة الكتب
وكان جبريل بالآيات يونسنـا فقد فقـدت وكل الخير محتجب
فليت قبلك كان الموت صادفنا لما مضيت وحالت دونك الكثب
إناّ رزينا بما يُرزى ذوو شجـن من البريـة لا عجـم ولا عرب.
خصائص الخطبة
توفرت الخطبة على أسمى درجات البلاغة والفصاحة وفنون الأدب. بل ذهب البعض إلى القول بأنها كانت أضخم رصيد لفهم شخصيتّها (ع) على الصّعيد الواقعي والمنطقي، وكذا معرفة أبعاد شخصيتها الفذّة ومدى هظمها لمنهج السّماء المبارك، واستيعاب معالمه الرئيسة. وهناك من وصفها بالخطبة الثورية التي سعت لزعزت النظام السياسي الجديد.[٢١]
أسانيد الخطبة الفدكية
أقدم مصدر نقل لنا الخطبة الفدكيّة هو كتاب بلاغات النساء لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر المعروف با ابن طيفور، حيث وقعت الخطبة في التسلسل رقم 2 من الكتاب وبعد نقله لكلام عائشة بنت أبي بكر.
ونقل العلامة المجلسي الخطبة في الجزء الثامن من بحار الأنوار مع شرح لمفرداتها وبيان لمضامينها[٢٢] ونقلها أيضا – كما عن السيد جعفر شهيدي- ابن أبي الحديد والنقيب البصري وهما من أعلام المتعزلة وليسوا بمتهمين بجعلها ووضعها إذ لا مصلحة لهم وراء ذلك، مما يعد مؤشراً جيداً على صحة صدورها من الزهراء (ع).[٢٣]
الحوار بين علي (ع) وفاطمة (ع) بعد الخطبة
نقل صاحب البحار وابن شهر آشوب في المناقب أنه لما رجعت عليها السلام - واستقرت بها الدار، قالت: يا ابن أبي طالب (ع) اشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الظنين، ونقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل، ... فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة، وعدت راغمة، أضرعت خدك يوم أضعت حدك، افترست الذئاب وافترشت التراب، ما كففت قائلا، ولا أغنيت طائلا، ولا خيار لي، ليتني مت قبل هينتي، ودون زلتي، عذيري الله منه عاديا، ومنك حاميا، ويلاي في كل شارق وغارب، مات العمد، ووهت العضد، شكواي إلى أبي، وعدواي إلى ربّي. فقال لها أمير المؤمنين (ع): لا ويل لك بل الويل لشانئك، ثم نهنهي عن وجدك يابنة الصفوة، وبقية النبوة، فما ونيت عن ديني، ولا أخطأت مقدوري.[٢٤][٢٥]
موقف أهل السنة
حاول الباحثون من أهل السنة الدفاع عن الخليفة الأول مدعين بأنه لم يقصد الإساءة الى فاطمة (ع)، بل كان – حسب زعمهم- على استعداد لتسليم فدك الى فاطمة (ع) شريطة أن تأتي بمن يشهد لها بذلك.
ويعتقدون أيضا بأن أبا بكر حكم في القضية بحسب الظاهر كحاكم ومدافع عن حريم الإسلام وشريعته وإنّ ما وقع من قبيل التعارض بين أمر انتزاعي أصولي وبين أمر واقعي خارجي.[٢٦]
ومن الوجوه التي دافع بها أهل السنة عن موقف الخليفة أنه لو كانت فدك من الميراث لكان لزوجات النبي (ص) نصيب فيها، والحال أن أبا بكر لم يسهم لأحد من زوجات النبي (ص) حتى إبنته عائشة منها. ونسبوا الى النبي (ص) أنه قال: «لا نورث ما تركنا فهو صدقة»[٢٧] وقد انفرد أبو بكر بنقل هذا الحديث ولم ينقله غيره من الصحابة[٢٨]
كذلك حاول بعضهم الدفاع عن انتزاع فدك وذلك بوضعها تحت مقولة اجتهاد الخليفة وأن ذلك من صلاحيات الخليفة. وهذا ما يرفضه علماء الشيعة لتفرّد الخليفة الأول بهذا الغصب هذا فضلا عن كل البذل أنواع البذل والعطاء الذي كان يمارس لترسيخ قواعد حكومته، يضاف إلى ذلك أن إغضاب فاطمة (ع) من الكبائر التي ينبغي الاجتناب عنها، فقد جاء في النبوي الشريف «فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني، ومن أغضبني فقد أغضب الله».[٢٩]
إعادة فدك إلى ورثة فاطمة
في سنة 210 هجرية ردّ المأمون فدكاً إلى الفاطميين، وكتب بذلك إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة:
«أما بعد: قد كان رسول الله (ص) أعطى فاطمة بنت رسول الله (ص) فدكا، وتصدق بها عليها، وكان ذلك أمراً ظاهراً معروفاً لا اختلاف فيه... فردّها على ورثة فاطمة بنت رسول الله (ص) بحدودها وجميع حقوقها المنسوبة إليها، وما فيها من الرقيق والغلات وغير ذلك، وتسليمها إلى محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، للقيام بأمرها لأهلها.»[٣٠]
مصادر مقترحة
1. فدك في التاريخ : السيد محمد باقر الصدر ( ط .مؤسسة الإمام الحسن ، قم - ايران )
2. رسالة فدك، للسيّد عليّ بن دلدار، عليّ الرضوي، النصير آبادي، المتوفّى سنة 1259 هـ.
3. هدي الملّة إلى أنّ فدك من النحلة، للسيّد حسن بن الحاج آقا مير الموسوي الحائري، ألّفه سنة 1352هـ.
الهوامش
1.فتوح البلدان، ج۱، ص35؛ المغانم المطالب، ص 312؛ عمدة الأخبار، ص394؛ وفاء الوفاء، ج3، ص999؛ معجم البلدان ج4، ص238.
2.معجم البلدان، ج4، ص238؛ مراصد الاطلاع، ج3، ص1020؛ لسان العرب، ابن منظور، ج10، ص437.
3.معجم معالم الحجاز: (الحائط)، ج2، صص 206_205 و(فدك)، ج7، ص23.
4.مراصد الإطلاع، فدك.
5.محمد بن جرير الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص302و303؛ فتوح البلدان، أبو الحسن البلاذري، ص42؛ السقيفة وفدك، أبو بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري، ص97.
6.لسانالعرب، ابن منظور، ج10، ص437؛ معجم البلدان، ج4، ص238.
7.شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج16، ص236.
8.السقيفة و فدك، أبو بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري، ص98.
9.السيد جعفر شهيدي، زندگاني [حياة] فاطمة الـ زهراء، ص97 و114.
10.Vecci Vaglieri L. "Fatima." Encyclopedia of Islam, Leiden, Vol. 2, The Netherlands: Brill, ISSN ۱5۷۳-۳۹۱۲, Page 844-850
11. السيد جعفر شهيدي، زندكاني [حياة] فاطمة الـ زهراء ، ص 19.
12. Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p. 97, 99
13. Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p.126
14. Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p.206
15.فتوح البلدان، أبو الحسن البلاذري، ص36؛ أنساب الأشراف، ص519.
16.تاريخ الخلفاء (السيوطي)، ص86؛ الصواعق المحرقة (ابن حجر)، ص19؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد شافعي، ج۱6، ص227 وص 245.
17.طبقات ابن سعد، ج2، ص315؛ مسند فاطمة (السيوطي)، ص۳۳(طبعة الكتب الثقافية)؛ كنز العمال، ج5، ص365.
18.صحيح مسلم (الجهاد و السير)، ج5، ص151_153.
19.انساب الأشراف، ج۱، ص520؛ فتوح البلدان، ج1، ص347.
20.تفسير الجامع لأحكام القرآن(قرطبي)، ج11، ص78؛ تفسير كبير، ج24، ص186؛ تفسير الكشاف الزمخشري، ج4، ص91 (طبعة دار الكتاب العربي، لبنان)؛ ربيع الأبرار الزمخشري، باب 29؛ أنوار التنزيل، ج2، ص309؛ تفسير الطبري، ج8، ص308.
21.سيد جعفر شهيدي، زندگاني [حياة] فاطمة الـ زهراء عليها السلام، ص 122.
22.مجلسي،بحار الأنوار، ج 8، ص 114.
23.السيد جعفر شهيدي، زندگاني [حياة] فاطمة الـ زهراء عليها السلام ، ص 19.
24.ابن شهر آشوب، مناقب، ج2، ص 208.
25.المجلسي، بحار الأنوار، ج 43، ص 148.
26.أبو بكر الرفيعي، بذرهاي اختلاف، ترجمة: محمد فاروقي، ص 151.
27.مسند احمد ج 2 ص 462؛ صحيح مسلم، كتاب الجهاد حديث 49.
28.تاريخ الخلفاء (السيوطي)، ص86؛ الصواعق المحرقة (ابن حجر)، ص19؛شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد شافعي، ج16، صص 227 و 245.
29.هادي عالم زاده، أبو بكر، دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج5، ص232.
30.فتوح البلدان، أبو الحسن البلاذري، ص 37.
..........
27/5/150325
https://telegram.me/buratha