اقامت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة صباح السبت (11 شعبان 1436هـ) الموافق لـ( 30 آيار 2015م) وعلى قاعة خاتم الاوصياء في الصحن الحسيني الشريف مؤتمرها الخاص بمعتمدي المرجعية الدينية العليا في عموم البلاد والذي تقيمه بمناسبة ذكرى مرور سنة على صدور فتوى (الجهاد الكفائي) للدفاع عن أرض العراق ومقدساته، بحضور السيد محمد حسين العميدي مسؤول معتمدي مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف).
استهل المؤتمر بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم لتأتي كلمةٌ ألقاها السيد (افضل الشامي) نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدّسة الذي رحب من خلالها بالجمع المؤمن وهم يحتفون بمرور سنة على الفتوى،شاكرا المشاركين في المؤتمر ،متمنيا ان يكون حضوراً موفقا وتحقيق الهدف المنشود.
فيما جاءت كلمة (السيد محمد حسين العميدي)، بين فيها: اليوم نجتمع لنعيد ذكرى (فتوى الجهاد الكفائي) لنعطيها حقيقتها ،شاكرا العتبتين المقدستين لاستضافة المعتمدين للتركيز على اهمية الفتوى وأعطاها الاهمية الكبرى..مضيفا قبل يوم كان مؤتمرا اقامته العتبة العباسية المقدسة بنفس الخصوص وقبله في الكاظمية بمناسبة الذكرى المئوية للاحتلال الانكليزي وإطلاق فتوى المرجعية ،حيث عرضت العتبة الكاظمية وثائق وأرشيف خاص عمرها مئة عام تحاكي ذلك الزمن رغم لم يكن هناك تسجيل وإنما اقتصر الامر على ارشيف مقرئ،مؤكدا السيد العميدي ان المرحلة جديرة بالأرشفة والتوثيق وعلى الجميع ان يؤرخ لهذه الاحداث شعرا ومقالة وأدبا ،داعيا جميع الاقسام الاعلامية ان تجعل لها مهمة خاصة لحفظ الارشيف لان بعد مئة عام سيخرج وأجيال ستشاهده ،وهذا الارشيف ان يكون حسينيا لا يجير الى أي جهة ،مشيرا ان الاجيال القادمة ستفتخر بالبطولات عند مشاهدة الوثائق المصورة.
وجاءت كلمة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي وضح من خلالها تحديات الوضع الراهن في العراق والمنطقة والمخاطر الذي تشكله عصابات (داعش) فيها ،موضحا الدور المرسوم له في المنطقة والأداة وآلة لتنفيذ مخططاتها لتمزيق وتقسيم المنطقة الى دويلات متناحرة فيما بينها وبتدخل اطراف اقليمية ودولية في هذا المخطط هدفها تشويه صورة الاسلام في نظر العالم والغرب على وجه الخصوص لايجاد حالة من الكراهية والنفور ضد الاسلام.
مضيفا سماحته ان احدى الدراسات لجامعة الاديان ( ( KENTتوصلت الى نتيجة ان نمو الاسلام تراجع بمقدار 1،2 % منذ الاعلان عن (داعش) وذكرت ان النمو المتوقع لعدد المسلمين في اوربا يفترض ان يصل الى (58) مليون عام 2030 م الا انه نتيجة لتراجع ميول الاوربيين لاعتناق الاسلام سوف لن يتحقق ،وقال احد اساتذة الجامعة : ان الصورة الخشنة والنفسية المتوحشة التي رسمها (داعش) عن الاسلام يعد العامل الرئيسي في عدول الشعوب الاوربية عن اعتناق الاسلام وهذه هي نتيجة مخططات استخباراتية بريطانية وأمريكية اضافة الى ان هناك فضائيات عالمية (بي بي سي) وغيرها مكلفة بنقل الصور البشعة من جرائم (داعش) ويتوقع نتيجة ذلك ان يستمر التراجع في معدل اعتناق الاسلام، لذا يتطلب من الجميع وضع خطط بديلة الى جانب قوة التحمل والصبر والنفس الطويل وعدم التذمر او التكاسل والخمول.
وبين سماحته افرازات المعركة ضد عصابات (داعش) متناولا مسالة المهجرين وأغاثتهم ورعايتهم المعيشية والتعليمية والنفسية ورعاية المقاتلين وتوجيههم التوجيه الصحيح ورعاية عوائل الشهداء والجرحى، مطالبا المعتمدين التواصل معهم وتوظيف خطب الجمعة والجماعة لذلك ،مشيرا الى ضعف الاداء السياسي والخدمي لدوائر الدولة الذي يولد الاحباط النفسي وعدم ثقة الناس بالطبقة السياسية والإدارية في البلاد.
واكد الشيخ الكربلائي على مقومات ادامة زخم فتوى الجهاد وكيفية تولد القناعة لدى الناس بمخاطر عصابات (داعش) وكشف مخططات التي تسعى لتمزيق العراق واضعافه اجملها في - التعبئة العقائدية من خلال التواصل مع المقاتلين ميدانيا- ومتابعة خطب الجمعة وتوعية المواطنين بها – والتواصل مع عوائل المقاتلين ومحاولة سد حاجاتهم.
منوها الى اهمية توعية المقاتلين بان الانتصار العسكري وحده لا يكفي فالهدف هو الحفاظ عليه مع الالتزام بالمبادئ وتقوية الجبهة الداخلية لانها هي التي تمد المقاتلين بالأشخاص والمعنويات ،فيما طالب سماحته المعتمدين بالانفتاح على الطوائف والأديان والقوميات الاخرى،لان البعض يحاول جعل الفتوى ذات طابع طائفي .
يذكر ان صدور فتوى المرجعية الدينية العليا بالجهاد الكفائي جاءت بعد سقوط الموصل وتكريت بيد عصابات (داعش) الارهابية وكان هنالك استشعار من المرجعية الدينية العليا بتهديد أمن وحياة المواطنين ومقدسات المسلمين في العراق فأفتى لذلك المرجع الديني الاعلى (آية الله العظمى السيد علي السيستاني) بالجهاد الكفائي ووجوب الدفاع عن العراق وشعبه واعتبر ان من يقتل دفاعا عن العراق شهيدا من الدرجة الاولى.
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
https://telegram.me/buratha