أهمية هذه الغزوة:
لهذه الغزوة مكانة رفيعة ومتميزة في تاريخ الإسلام إذا ما قيست بغيرها من الغزوات، فقد وَسَمَت المجاهدين الذين اشتركوا فيها بوسام متميز من التقدير و الاحترام، و سجل التاريخ بطولاتهم في صفحات مشرقة بحيث صار المجاهد البدري يُعرف بطلاً مقداماً يتمنى المسلمون أن لو كانوا مكانه، فكان يكفي المسلم قدراً آنذاك أن يقال عنه انه بدري .
أما السبب في أهمية هذه الغزوة فيعود إلى حجم الانتصارات التي حققها المسلمون في هذه الغزوة بقيادة النبي محمد (ص) من جانب، و إلى التأثيرات الإيجابية التي خلّفتها هذه الغزوة في نفوس المسلمين من جانب آخر، إذ رفعت من معنوياتهم و زادت في إيمانهم، و هزَّت كيان العدو و ضعضعت عزيمته، كما و غيّرت وجهة نظر الأعداء إذ صاروا بعدها ينظرون إلى المسلمين أنهم قدرة لا يستهان بها .
وجه التسمية:
أما سبب تسمية هذه الغزوة ببدر فيعود إلى أن الكثير من الغزوات و الحروب سميت بأسماء الأمكنة و البقاع التي دارت عليها المعارك و الحروب، و من هذه الغزوات غزوة بدر التي سميت باسم مكان المعركة إذ أن المعركة وقعت على ارض بدر، و بدر اسم لوادٍ يقع بين مكة المكرمة و المدينة المنورة، و هو أحد أسواق العرب و أحد مراكز تجمعهم للتبادل التجاري و المفاخرة، و كان العرب يقصدونه كل عام .
عدد المشاركين في هذه الغزوة :
أما عدد المشاركين في هذه الغزوة من المسلمين و المشركين فيقدرون بـ (1313) مقاتلا، (1000) منهم من المشركين و (313) منهم من المسلمين، أما المسلمون فكان (82) منهم من المهاجرين و (230) منهم من الأنصار، و أما الأنصار فكان (170) منهم من قبيلة الخزرج و (61) منهم من قبيلة الأوس .
تاريخ وقوع هذه الغزوة :
أما تاريخ وقوع هذه الغزوة فقد كان صباح يوم (17) شهر رمضان المبارك سنة (2) هجرية، حيث بدأ القتال بين المسلمين و الكفار بعد زحف الكفار نحو مواقع المسلمين، و استمر القتال حتى ظهر ذلك اليوم، و عنده كتب الله النصر للمسلمين بعد أن سقط من الكفار (70) قتيلاً و أُسر منهم (70)، و انجلت الغبرة بهزيمة الأعداء و فرارهم .
بعد ذلك أمر النبي (ص) بدفن الشهداء و مواراة القتلى من الأعداء، ثم صلى بالمسلمين صلاة العصر، ثم توجه المسلمون إلى المدينة المنورة و هم فرحون مستبشرون بما كتب الله لهم من النصر و بما رزقهم من الأموال و الغنائم ـ التي كانوا في اشد الحاجة إليها ـ و بما صحبوا معهم من الأسرى .
أسباب وقوع هذه الغزوة :
أما أسباب اندلاع القتال في غزوة بدر فتعود إلى أن قريشاً كانت تعامل المسلمين بقسوة و وحشية منعدمة النظير مما حدا بالمسلمين إلى الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، لكن قريشاً لم تكُف اليد عن إيذاء المسلمين بل لجأت إلى مصادرة أموالهم و نهب ممتلكاته، و استمرت في مواقفها التعسفية هذه تجاه المسلمين حتى اُخبر النبي (ص) بان القافلة التجارية الكبرى لقريش المحملة بمختلف البضائع و الأموال , و التي تقدر قيمتها بخمسين ألف دينار و المحملة على ألف بعير سوف تمرّ بالقرب من المدينة و هي في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام، عندها قرر النبي (ص) أن يقابلهم بالمثل و يسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين و ذلك عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم و مصادرتها .
لكن أبو سفيان الذي كان يترأس القافلة التجارية لما عرف نية المسلمين غيّر طريقه و أرسل إلى قريش من يخبرهم بذلك و طلب منهم المدد و العون، فهرعت قريش لنصرته و الدفاع عن أموالهم بكامل العدة و العتاد الحربي و كان عددهم من (900) إلى (1000) مقاتل .
و هكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة و نجا بنفسه و الأموال التي كانت معه، لكن مقاتلو قريش عزموا على قتال المسلمين، فكانت النتيجة انهم خرجوا منها بالعار و الخزي و الهزيمة و الخسائر الجسيمة، و هكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم .
.........
https://telegram.me/buratha