تهافت آلاف الزائرين لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) من أغلب المحافظات العراقية فضلاً عن زائرين أجانب من خارج العراق، وسط استنفارٍ كامل للأقسام الخدمية في العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية من أجل تذليل كافة المعوّقات والصعوبات وتوفير أجواء مناسبة للزيارة والدعاء، بدءً من النقل بواسطة العجلات المريحة المبرّدة من القطوعات الخارجية وصولاً الى صحنَي المرقدَيْن الشريفين.
ان دل هذا التوافد على شيء انما يدل انه مهما استعرت نيرانُ حرارة الشمس واشتدّت حرقتها وازداد أوارها قابلتها حرقةُ قلوب العاشقين التي لم تخب يوماً ولم تبرد مهما تقادمت عليها الأزمنة والدهور، ونعني بهم عشّاق المولى سيد الشهداء(عليه السلام) فما إن تتيبَّس الشفاه عطشاً حتى تستولي على الأفئدة النقية صور ظمأ الحسين(عليه السلام) وآله وأصحابه في رمضاء كربلاء وعلى وجه الخصوص رضيعه، ومهما ازدادت قسوة الهجير مرّت بالذاكرة المؤمنة مشاهد أرض الطفوف وآل الله يتوسّدونها في ذلك اليوم العصبصب.
لذا نشاهد اليوم حشود الزائرين المحبّين بالرغم من تحذيرات الأنواء الجوية من ارتفاعٍ قياسيّ لدرجات الحرارة التي قاربت الـ(50) درجة مئوية كان أكثر منها حرارة اللقاء والوقوف على أعتاب مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) وهم يتوافدون زرافاتٍ ووحداناً نحو كعبة الأحرار وقبلة الثائرين ولسان حالهم ومقالهم (نفسي لنفسك الوقا ).
فعن صفوان الجمال قال: قال لي أبو عبدالله الصادق(عليه السلام) لمّا أتى الحيرة: (هل لك في قبر الحسين؟) قلت: وتزوره جعلت فداك ؟ قال : (وكيف لا أزوره والله يزوره كلّ ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمّد أفضل الأنبياء).. قلت: جعلت فداك، فنزوره كلّ جمعة ندرك زيارة الربّ، قال: (نعم يا صفوان، إلزم ذلك يكتب لك زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، وذلك تفضيل وذلك تفضيل).
وزيارته تعالى كنايةٌ عن إنزال رحماته الخاصّة عليه وعلى زائريه(صلوات الله عليه)، وهو قوله(عليه السلام) "وذلك تفضيل وذلك تفضيل" أي زيارةُ الربّ تفضيل، فمعنى الهبوط مجازي كما في قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) والمقصود هو (وجاءت رحمة ربّك).
متابعة / الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
https://telegram.me/buratha