اختتم لیلة أمس وبعد أربعة أیام من التباحث والتحاور الواسع، المؤتمرُ السادس للجمعیة العامة للمجمع العالمي لأهل البیت(ع).
وقد أصدر المشارکون في الحفل الختامي للمؤتمر السادس بیاناً أشاروا فیها إلی أهم موضاعت العالم الإسلامي.
وفیما یلي نص هذا البیان الهام:
البيان الختامي للمؤتمر السادس الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين لاسيما بقية الله في الأرضين.
نحمد الله تعالى على نعمته التي تمثلت بإقامة المؤتمر السادس للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) وملتقى تكريم الإمام السجاد (ع). عقد هذا المؤتمر بحضور ما يربو على 500 شخصية من 130 بلداً في العالم واستمر لمدة أربعة أيام اعتباراً من 24-27/5/ 1394 هجرية شمسية الموافق 29 شوال ـ 3 ذي القعدة هـجرية قمرية والمصادف 15-18 اغسطس 2015 في العاصمة طهران وذلك بالتزامن مع انطلاق عشرة الكرامة.
المؤتمر بدأ بتوجيه التحية للإمام الخميني (رحمة الله عليه) كما تشرف المؤتمرون بلقاء سماحة الإمام القائد (مد ظله العالي) للاستفاضة من توجيهاته السديدة وتجديد البيعة معه.
وفي نهاية اعمال هذا الاجتماع الدولي وبعد التشاور وتبادل الرؤى حول مختلف قضايا العالم الاسلامي أكد المشاركون على دعم الامة الاسلامية قاطبة ووحدة المسلمين ورص صفوفهم في العالم الاسلامي وأصدروا بياناً ركزوا فيه على ثلاثة محاور على النحو التالي.
أ : المواضيع الخاصة بأتباع أهل البيت (ع):
1ـ إن وحدة البيت الشيعي يجب أن تكون الموضوع الاساس بالنسبة لاتباع أهل البيت دون السماح بظهور حالات التطرف في الصف الشيعي وتبلور تيارات منحرفة تنسب نفسها إلى الشيعة وتبحث عن موطئ قدم لهاوالقيام بمحاربة العدو وتغلغله في صفوف أتباع أهل البيت (ع).
2ـ المساجد باعتبارها المتراس الاساس لتعريف الاسلام وثقافة اهل البيت يجب أن تتبوأ وتستعيد مكانتها المرموقة والهامة. كما ينبغي على اتباع أهل البيت أن يولوا الاهتمام بالمساجد بصفتها أهم ركن ديني وبإقامة صلاة الجمعة والجماعة وإحياء القرآن الكريم والسنة النبوية ونهج البلاغة وتعاليم أهل البيت (ع).
3ـ الدور الفريد لولاية الفقيه وزعامته والذي بدأ بثورة الإمام الخميني (رحمه الله)، واستمر بفضل الصمود البطولي والمواقف الحازمة لسماحة القائد المعظم، أدى إلى تعزيز قدرة وصلابة الشيعة في عالمنا اليوم.
4ـ يجب تعزيز الحوزات الدينية في جميع أنحاء العالم أكثر من ذي قبل باعتبارها أهم وأبرز مركز لصيانة الإسلام وتعاليمه المعطاءة. كما ينبغي على اتباع أهل البيت أن ينظروا إلى العلماء الأعلام بعين التبجيل والتكريم بوصفهم الحراس الرئيسيين للإسلام المحمدي الأصيل وأن يهتم الجميع بالاقتداء بالمرجعية والعلماء الأفاضل كفريضة أساسية لا تقبل الجدل والإنكار.
5ـ نتقدم بالشكر والتقدير لأبناء الشعب العراقي العظيم والمسؤولين في هذا البلد على إتّباعهم سماحة آية الله العظمى السسيستاني (مد ظله العالي) ودفاعهم البطولي وتضحياتهم المنقطعة النظير وهذا ما عهدناه من أبناء العراق منذ القدم من سخاء وشجاعة.
6ـ يجب أن تحظى الجامعات والمراكز العلمية باهتمام خاص كونها مركزاً لإعداد الكوادر الثقافية والعلمية والتنفيذية وأن لا يغفل أتباع أهل البيت عن هذه المراكز ويعملوا جاهدين على الحيلولة دون اصطباغها بالصبغة العلمانية ويبذلون ما بوسعهم من أجل أسلمة الجامعات والأوساط الأكاديمية.
7ـ ينبغي الاهتمام بتنمية وتعزيز ثقافة (الغدير) و(عاشوراء) و(أربعينية الإمام الحسين عليه السلام) و (المهدوية)، كونها تمثل الأركان والقيم الأساسية لمدرسة أهل البيت (ع). واليوم نرى أنّ مراسم الأربعينية وبعد الإطاحة بطاغوت العراق قد أصبحت بحمد الله رمزاً لقدرة الشيعة وعزتهم على المستوى العالمي وهذا ما يجب إغناؤه وترسيخه وتعزيزه.
8ـ ينبغي التدقيق وإمعان النظر في مفاهيم ومغزى الصحيفة السجادية باعتبارها زبور آل محمد وكذلك إيلاء الاهتمام بموضوع الدعاء بوصفه أهم وأبرز سبيل للتواصل بين العبد وربه.
9ـ إن إيفاد الدعاة الملمين باللغات ممن يجيد ثقافات الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم، يحظى بأهمية فائقة وعليه فإننا إذ نوصي بإتّباع هذا الأسلوب الدعوي الفاعل، نلفت انتباه الجميع إلى ضرورة استخدام السبل الحديثة والمتطورة السائدة في الأجواء الافتراضية واستحداث المراكز المعلوماتية وشبكات الإذاعة والتلفزيون ومواجهة الغزو الثقافي والحرب الإعلامية الغربية.
10ـ يجب الاهتمام بالأسرة كمحور أساس ومرفق تربوي وكذلك بالمرأة باعتبارها العنصر الرئيس لتربية الأبناء فكرياً ومعنوياً كما جاء على لسان الإمام الراحل ما معناه (وراء كل رجل عظيم امرأة) وهذا ما يدعونا لمضاعفة الجهود من أجل تحصين حياض الأسرة ضد الغزو الثقافي.
11ـ وبهدف التسامي بالوضع الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي لأتباع أهل البيت (ع)، يستحسن الاستفادة من كل الامكانيات المتاحة والقيام بتشكيل مرافق قانونية، سياسية، اجتماعية والدفاع عن حياض اتباع أهل البيت (ع) في العالم خاصة في المحافل الدولية.
12ـ توفير فرص العمل والارتقاء بالوضع المالي والاقتصادي وإصلاح الوضع المعيشي للشيعة وتأسيس صناديق القرض الحسن ومؤسسات التأهيل المهني والسعي لإزالة الحرمان عن أسر الأيتام والفقراء الشيعة وتأسيس جمعيات خيرية وإعانة المعوزين من قبل الأغنياء لأتباع أهل البيت (ع) والاقتداء بسيرة الإمام علي (ع) في هذا المجال بإمكانه أن يفتح الطريق واسعاً لتحقيق هذا الهدف.
ب: العالم الإسلامي:
13ـ أدان المشاركون في المؤتمر الوتيرة المتنامية لأنواع التطرف والعنف في العالم خاصة في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان والباكستان واليمن وشجبوا ممارسات وجرائم التكفيريين، مؤكدين الحفاظ على نهج الوسطية والعقلانية في العالم واستخدام الطرق والوسائل الرادعة، مطالبين الحكومات بدعم الحقوق والحريات الدينية والمذهبية للمسلمين وأتباع أهل البيت (ع).
14ـ أكد المشاركون على الدفاع عن المقاومة الإسلامية الباسلة للشعوب المظلومة في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين، مبدين دعمهم للكرامة الإنسانية والأخلاق والحريات.
15ـ أكد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة و روايات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) على وحدة الأمة الإسلامية والتي تشكّل تراثاً قيماً للإمام الراحل (رحمه الله) وسماحة الإمام القائد، وعليه ينبغي تكريسها كمبدأ أساسي للإسلام من قبل الجميع.
16ـ إنّ مقارعة الاستكبار ومحاربة الظلم وتحقيق العدالة، تعتبر تراثاً إسلامياً قيماً، ينبغي وضعها نصب الأعين من قبل أتباع أهل البيت (ع).
17ـ وإننا إذ نمدّ يد الصداقة لكافة المسلمين والبلدان الإسلامية في العالم، نحذر القيام بأي مسعىً طائفي وانفصالي مؤكدين الحفاظ على وحدة تراب البلدان الإسلامية.
ج: الأسرة الدولية:
18ـ إنّ نداء سماحة الإمام القائد (مد ظله) إلى الشباب والطلبة الجامعيين في إروبا وأمريكا ما هو إلا خارطة طريق ونظام خالد في التعامل مع أتباع سائر الأديان وهو بمثابة جدول أعمال دائم للتصدي لما يمارسه الاستكبار من افتعال للأجواء ومن هيمنة لوسائل الإعلام الأجنبية ونبذ للإسلام فوبيا وتضخيم لقدرات الاستكبار الغربي.
19ـ إننا إذ نسعى لإشاعة التعقل والمنطق والوسطية، نرفض كل أنواع العنف والتطرف مؤكدين على التعاون مع الأسرة الدولية وأتباع سائر الأديان.
وفي الختام وإذ نخلّد ذكرى الإمام الخميني الراحل (رحمه الله) والشهداء الأبرار في العالم الإسلامي، نسأل الباري تعالى موفور الرحمة والغفران لكل من وافته المنية من أعضاء المجمع وأتباع أهل البيت وباقي الأعزة سيما الأمين العام السابق للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) العلامة الكبير المرحوم آية الله الآصفي، راجين أن يمن عليه الباري بأسمى الدرجات ويسكنه فسيح جناته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعضاء الجمعیة العامة للمجمع العالمي لأهل البیت(ع)
ذوالقعدة 1436 ــ أغسطس 2015
.........................
https://telegram.me/buratha