الصفحة الإسلامية

عيد الغدير تقدّم حضاري وإنساني

1978 23:30:42 2015-10-01

بسمه تعالى:(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

يقول الإمام الباقر عليه السلام:(آخر فريضة أنزلها الله الولاية:اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)[تفسير العياشي].

جعل المولى عز وجل، إتمام نعمه، ونزول عطاياه، مرتبطة بطاعته، وطاعة رسوله، وأولي الأمر الذين فرض طاعتهم، وهم الأئمة الاثنا عشر المعصومين، هذا ما نعتقده نحن الشيعة الإمامية ـ(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ـ أولهم الإمام عليّ، وآخرهم المهدي المنتظر صلوات ربي وسلامه عليهم، وحادثة الغدير، أول أعلان رسمي بتنصيب الخليفة من بعد النبي ـ (ما اتاكم الرسول فخذوه) ـ وهو الإمام عليّ عليه السلام، الذي أكمل البارئ به الدين، وأتم النعمة، فأصبح قبول الولاية، والإقرار بالإمامة، علّة لإتمام النعم، ونزول جميع عطايا الرّب.

هذه العلّة كررها القرآن في بعض الآيات، منها الآية:(ولو أنّهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم)، وذكرتها فاطمة عليها السلام في كلام لها، عندما دخلت عليها نساء المهاجرين والأنصار، يعدنها في مرضها الذي توفيت فيه، فقالت لهنّ بعد كلام طويل:(ويحهم أنّى زعزعوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة والدلالة، ولأوردهم منهلاً نميراً، صافياً، روياً، ونصح لهم سراً وإعلاناً، ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب، ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض)[الاحتجاج للطبرسي].

كذلك أحتج سلمان الفارسي على القوم، عندما تركوا أمير المؤمنين عليه السلام وأختاروا غيره، في خطبة قال فيها:( ألا أيها الناس، أسمعوا عني حديثي، ثم أعقلوه عني، ألا وإنّي أُوتيت علماً كثيراً، أما والله لتركبن طبقاً عن طبق، حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، أما والذي نفس سلمان بيده: لو ولّيتموها عليّاً لأكلتم من فوقكم، ومن تحت اقدامكم، ولو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم، ولما عال( أفتقر) ولي الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم فولّيتموها غيره،)[الاحتجاج للطبرسي].

ماذا يعني عيد الغدير؟ يعني: تنصيب عليّ ّحاكماً بعد النبّي، وماذا يرمز عليّ عليه السلام؟ يرمز إلى:( ألا وإن إمامكم قد أكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه)، وإلى:(لعل هناك يالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبّع)،وإلى:(والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت)، وإلى:(أوصى عليه السلام بأعطاء مقدار من الحليب، الذي كان يتناوله كدواء إلى قاتله أبن ملجم، وأن لا يُبخس حقهُ في المأكل والمشرب، والمكان والملبس المناسب، بل كان يطالبهم بالعفو عنه، فقال لهم: إن أعف فالعفو لي قربة، وهو لكم حسنة فاعفوا، ألا تحبّون أن يغفر الله لكم)[نهج البلاغة].

أقول: أخلاق الإمام عليّ عليه السلام، تقدّم أنساني راقي لم يحن وقته بعد! والإقرار بولايته وإتبّاعه، العلّة الكاملة في أتمام النعمة الرّبانية، وهل يعني أكتمال واتمام النّعم؟ إلاّ التقدم الحضاري المتطور!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك