الصفحة الإسلامية

عاشوراء زمان (2)/ الشيخ إحسان الفضلي

3288 2015-10-17

الشيخ غحسان الفضلي   في أواسط الثمانيات من القرن الماضي أبان الحرب، شدد البعث كثيرا ضد المجالس الحسينية وسعى لمنعها، واطلق حملة اغتيالات للخطباء، مرة عبر حادث سيارة والكثير عبر دعوتهم لمديرية الامن وتقديم السم لهم بالعصير. ومع هذا التشدد أصبحت المجالس الحسينية التي تقام تعد بالاصابع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مجلس آل بحر العلوم في منزل السيد غياث بحر العلوم وكان يعد من اكبر المجالس حينها، ولا زلت أتذكر الحضور المكثف لرجال الامن في الباب ينظرون ويتابعون كل حركة وسكنه ويهددون ويتوعدون أصحاب المجلس.   في تلك الايام الشديدة اصبح أولياء الأمور بين نارين:  نار انهم يريدون لابناءهم ان ينهلوا من الفيض الحسيني، ونار الخوف عليهم من الهلاك على يد ازلام السلطة الصدامية. ويتسائل في نفسه: ايمنع ولده من الذهاب للمأتم ومواساة الزهراء عليها السلام وماذا يقول للزهراء ع غدا؟ ام يمنعه من الهلاك على يد طغاة مالهم رحمة؟ ايسمح له ان يلبس السواد او لا؟ اخشى على ولدي ان يندفع فيصرخ يا حسين ويتيه في دوامة المعتقلات؟ حيرة كانت تمر بهم في كل يوم وساعة. وكان اغلبية العوائل تستمع عبر شريط مسجل لمجلس عزاء في بيتها، ومع قلت الاشرطة ومنع بيعها وتداولها واعتقال من يجدون في منزله مجموعة منها، فكان التخفي في تداول اشرطة التسجيل، وكان اكثر مجلس عزاء تداولا للخطيب السيد جابر اغائي وهو يقرأ: زينب لفت يم حسين لاجن كَابعه بالهم. ما اريد قوله: مرت علينا سنين وايام لم يكن لنا من الشعائر الحسينية غير العَبرة والدمعة نواسي بها وتتجذر في اعماقنا، ومنعنا كل شيء آخر، ولكن تلك الدمعة كانت وما زالت وستبقى ولادة حفظت وادامت العشق الحسيني وما نشهده اليوم دليل صارخ. وبعض اخوتنا من المثقفين حينما ينظّرون إلينا ان الحسين عليه السلام لا يريد الدمعة والعَبرة بل يريد كذا وكذا نقول لهم تلك الدمعة التي لا يمتلك احد ان يمنعها مهما طغى وتجبّر وتضحيات خدام الحسين عليه السلام لها الفضل الكبير في ديمومة العشق الحسيني.  اما تنظيراتكم مع الاعتزاز بها واحترام مطلقيها فانها لم تكن حاضرة معنا في الشدة ولم تلد شيئا. فهنيئا لمن يعيش هذا العصر الذهبي ورحم الله الذين فارقونا وهم يحلمون بمثل هذه الأيام وكانت حسرة في قلوبهم، وجزى الله خيرا خدام الحسين عليه السلام الذين ضحوا ويضحون وسيبقون يقدمون الاضاحي في طريق الحسين عليه السلام. اخوكم  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك