أيام زمان، في الأربيعينيات من القرن الفائت؛ ذهب المجاهد الكبير آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي مع الخطيب الحسيني المعروف الشهيد عبدالزهره الكعبي إلى بغداد ليقنعا مدير الإذاعة أن يبث قراءة (مقتل الإمام الحسين عليه السلام) في يوم عاشوراء . وكانت مبادرة شجاعة منهما في ذلك الزمن (الستينات الميلادية) ولكنمها بالتوكل على الله تعالى وبراعتهما في النطق والإقناع استطاعا أن يقنعا ولو بصعوبة بالغة حتى أنهما لما خرجا من عنده لم يكونا على يقين بأنه سوف يفي بوعده ولكنه وفى وبتأييد من الله سبحانه وتعالى فكان للمرة الأولى يسمع الناس في العراق ودوّل الخليج (مقتل الإمام الحسين عليه السلام) يقرؤه الشيخ عبدالزهره الكعبي من إذاعة بغداد وكان ذلك في الساعة العاشرة صباح يوم عاشوراء ولا يخفى ما كان لهذه الخطوة من آثار بناءة عظيمة على الكيان الشيعي في المنطقة وأداء حكيم لتبليغ معالم الحق والمظلومية الحسينية إلا أن الأعجب من هذا العجيب هو تكرار بث المقتل عصر ذلك اليوم أيضاً !
ولكن لا تعجب فإن للحسين عليه السلام نفوذ الى القلوب وإنما أنا وأنت وسائل قد تتهيأ لذلك بلطف الله وفضله وتوفيقه فنؤجر بذلك وهنياً للمأجورين.
فذهب الشهيدان السيد حسن الشيرازي والشيخ عبدالزهره الكعبي ليستفسرا من مدير الإذاعة سبب تكرار البث علماً أنه كان مترددا في بثه للمرة الواحدة .
فأخبرهما قائلاً :
إنني تلقيت بعد الإنتهاء من البث مكالمة من أحد اٌمراء الجيش (وهو من أبناء السنة) طالبني ببثة مرة ثانية فقلت له :
سيدي لا يستحسن بث موضوع مرتين في الإذاعة وهو يستغرق ساعات وليس دقائق مضافاً انني أخشى من أبناء السنة معارضتهم للحديث عن الخصوصيات الشيعية ..
فرد علي بصرامة حتى خفتُ أن يقتحم الإذاعة بمدرعاته بعد ساعة فيرميني في سجن النهاية !
قال : أنا أقول لك وأنا من أبناء السنة .
قلت : حسناً سيدي ولكن أخبرني ماذا أتى بك إلى كلام الشيعة ؟
قال : إني لما رجعت إلى المنزل وجدت زوجتي جالسة عند المذياع وتبكي سألتها مِم بكاؤك ؟
أشارت إلى المذياع ففهمت منها أن استمع ولما استمعت الحديث جرت دموعي حزناً من غير إرادتي ودقائق حتى انتهى الحديث فلم أسمع القصة
كاملة اُريدك أن تعيد بثه لي وللملايين من أمثالي كي نعرف حقائق ما جرى على أهل البيت وأخفاها المعاندون أنا لستٌ شيعياً ولكني لن أتحمل
طمس الحقيقة .
https://telegram.me/buratha