كشفت وزارة الداخلية السعودية تفاصيل الهجوم الارهابي الذي استهدف حسينية "الحيدرية تقام فيها شعائر حسينية في مدينة سيهات في محافظة القطيف، معلنة عن مقتل منفذه واستشهاد 5 مواطنين بينهم امرأة وإصابة 9 آخرين.
وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية إنه عند حوالي الساعة السابعة من مساء أمس (الجمعة) تم رصد شخص يحمل سلاحًا من نوع رشاش بالقرب من مسجد في حي الكوثر بمدينة سيهات في محافظة القطيف وشروعه بإطلاق النار عشوائيًا على المارة في محيط المسجد.
وأضاف أن دورية أمن كانت في الموقع بادرت للتعامل معه بما يقتضيه الموقف، حيث تم تبادل إطلاق النار معه ما أدى إلى مقتله، لافتا إلى أنه نتج عن إطلاق الجاني النار استشهاد خمسة مواطنين من المارة – بينهم امرأة – وإصابة (9) آخرين، مؤكدا أن الحادث لا يزال قيد المتابعة الأمنية.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "الشرق" السعودية آخر تغريدة للشهيدة بثينة العباد (22 عامًا) التي قضت في الحادثة (طالبة سنة خامسة طب وجراحة في جامعة الدمام)، كتبت فيها "الابتلاء الحميد أن تموت في يوم الجمعة على منسك عظيم وفي أطهر بقاع الأرض، ويطهر دماك المطر وميت الهدم شهيد، هنيئًا بما كسبت أيديكم".
وحسب مصادر في سيهات، استشهدت العباد مساء أمس وهي في طريقها لأحد البيوت حيث يوجد فيها بث مباشر للشيخ الخويلدي إحياء لـعاشوراء.
وأضافت الصحيفة، أن بثينة طالبة اجتماعية درجة أولى، هادئة، ومتعاونة مع كل أفراد دفعتها، دون استثناء، وتعمل جاهدة في التطوع لعمل ملخصات للدفعة، والمشاريع الطبية المجتمعية التثقيفية، كما تصفها إحدى زميلاتها.
وقالت "الشرق": "كانت الشهيدة تساعد زميلاتها في الدفعة، وكانت ترسم في مخيلتها طموحات وأحلام المعطف الأبيض، لم تبخل كذلك في مساعدة طالبات الدفعة الأخرى، الأصغر منها سنًا".
وما إن أُعلن اسم الشهيدة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى أطلقت زميلاتها ومحبوها من الأهل "هاشتاغ" حمل عنوان "الشهيدة_بثينة_العباد"، نعاها فيه زملاؤها ومعلموها والوطن والطب، واصفين إياها بالطالبة الطموحة التي غلب طموحها شهادة الطب، واختارها الله لتحظى بشهادة الآخرة، مستذكرين أجمل اللحظات التي قضوها معها.
في المقابل، تبنى "داعش" التكفيري الاعتداء الاجرامي، ونشر صورة منفذ العملية، مشيرًا إلى أنه يُدعى "شجاع الدوسري".
وليس بعيدًا، كثّف أهالي القطيف مشاركاتهم في الشعائر الحسينية ردًا على التهديدات الإرهابية التي سبقت ذكرى عاشوراء.
وشهدت مدن وقرى المحافظة مراسم رفع الراية الحسينية مع بدء شهر محرم الحرام وإحياءً لطقوس ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع).
ورُفعت الرايات وقُرعت الطبول وسط حضور الرجال والأطفال فيما خُصص مكان للنساء، فيما أكد المتطوعون أن هذه الريات تعبر عن العهد والولاء والتضحية وراية الدم الذي ينتصر على السيف.
وتوافد لمدينة صفوى ما يقارب الـ 2000 شاب وشابة ليشهدوا مراسم رفع الراية في ساحة هيئة عاشوراء الحسين (ع).
وفي القديح، شارك المواطنون في افتتاح فعالية خاصة شهدت عرض مجسمات تمثل المقدسات والرموز العاشورائية.
علماء المنطقة أكدوا من جهتهم أن عاشوراء هذا العام ستكون انتصارًا على كل محاولات إطفاء شعلة الإمام الحسين (ع).
بدوره، لفت الشيخ محمد آل عمير الى أن الشعائر والمشاعر التي توارثتها الأجيال هي من أسرار استمرار النهج الحسيني ويجب المحافظة عليها، مشدّدًا على أن الدور اليوم هو تكثيف الحضور في الشعائر رغم التحديات المتصلة بالتكفيريين مشيرا إلى الحاجة إلى الوعي لحماية المواطنين.
من ناحيته، أكد الشيخ مهدي العوازم الاستمرار بإحياء الشعائر والمجالس، مشيرًا إلى أن التهديدات والشائعات لن تؤثر في الحضور، بينما اعتبر الشيخ فيصل العوامي أن مواصلة الوقوف مع النهضة الحسينية مهما كانت ردود الأفعال المعاكسة والتحديات هو ما كان ضمان إستمرار النهج الحسيني عبر التاريخ، ودعا إلى أن يكون الرد على التهديدات هو تكثيف الحضور والمشاركة.
وفي هذا الإطار، شكر الشيخ عبد الكريم الحبيل الحضور الذي كان كثيفا في الإحياء، رغم التهديد، معتبرا أنه موقف انتصار لأبناء هذه البلاد، مطالبًا المعزين بالتجاوب مع اللجان التي تنظم وتحمي الشعائر الحسينية.
...................
https://telegram.me/buratha