الصفحة الإسلامية

شيعة الجزائر.. أقلية تعيش بصمت وسط التجاهل الرسمي

1978 13:21:35 2015-11-12

في آخر تقرير لها حول الحرية الدينية، أغفلت الخارجية الأمريكية عن ذكر الجماعات الدينية الإسلامية بالجزائر، ومنها المجموعات الشيعية، وقد اكتفى التقرير بالحديث عن الحالة المسيحية واليهودية من حيث العدد والصعوبات البيروقراطية في ممارسة نشاطاتهم وشعائرهم. تعود الجذور التاريخية لوجود الشيعة في الجزائر – حسب بعض البحوث التاريخية- إلى فترة قيام الدولة الشيعية في شمال إفريقيا على يد عبيد الله الشيعي الذي جند من الشمال القسنطيني نحو 4 آلاف من أتباعه إلى مصر حيث قاموا ببناء جامع الأزهر، وتجزم دراسات حول الصوفيين الشيعة أن جذور التشيع كانت قبل قيام الدولة الفاطمية.  وبعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979، بدأت ملامح المشهد السياسي في الوطن العربي عموما والجزائر خصوصا تأخذ شكلا جديدا، متأثرة بالفكر الثوري، مما جعل التيار الديني في الجزائر يقتنع بقيام الإسلام السياسي ووصوله إلى السلطة وأصبحت هذه الثورة بمثابة قدوة ونموذج ناجح. انطلاقا من كل هذا، سعت CNN بالعربية للاتصال بمجموعة من المنتسبين لهذا المذهب بالجزائر لملامسة أوضاعهم عن قرب والحصول على شهادات حية، لأول مرة، عن حياتهم، التي تتصف بالسرية والكتمان، وكذا محاولة معرفة عددهم بالتقريب. وفي الموضوع، قال الصادق سوالمية، أحد أتباع هذا المذهب، في هذا الصدد “من يسأل عن عدد الشيعة في الجزائر عليه أولا إعطاءهم الحق في الوجود والاجتماع ليدرك كم عددهم”. وأرجع سوالمية، وهو أحد ابرز وجوه الشيعة في الجزائر، سبب تخفيهم إلى “أن شعوبنا عبر 14 قرنا تربّت على الفكر الواحد والمذهب الواحد وعدم التسامح، فالعرب تعودت على قتل المعارض ورفضه”. وأضاف أن “عقلية الرفض والتحجر تجعل الشيعي لدى الكثير من الناس في صورة الشيطان ولذلك يتحاشى الكثير منا إعلان وجوده “. أما عن أماكن العبادة وممارسة الطقوس الخاصة بالشيعة في الجزائر –يقول- سوالمية “مذهبنا ليس هندوسيًا حتى تكون له أماكن خاصة، فنحن نصلي في المسجد ونحج إلى بيت الله الحرام ونصوم رمضان، أما بخصوص الحسينيات ومكان التجمعات للقيام بها، فالحق فيها لازال ممنوعا”. الحديث عن الشيعة لم يمنع محدثنا عن إشهار سهامه ضد سفارة السعودية في الجزائر ودورها المسكوت عنه في نشر المذهب الوهابي الذي “فاق كل الحدود” حتى وصلت كتب ابن تيمية المجانية إلى المداشر قبل أن يصلها الكهرباء بعشرات السنين على حد تعبيره. مهما يكن، لا يمكن إنكار وجود الشيعة خاصة بالمدن الكبرى كالعاصمة، ووهران، وقسنطينة وغيرها، بيد أن أتباع المذهب الشيعي يجدون صعوبة في الإقرار به، والإعلان عنه في خضم مجتمع سني، وترفض هذه المجموعات الشيعية الظهور لأنها مهددة من طرف الوهابيين المتعصبين، فلهذا يتخفون وراء التصوف لأن التصوف أقرب منهجا وسلوكا من التشيع حسب تعبيرعبد القادر بوخيرة . وبالعودة إلى تقرير الخارجية الأمريكية حول الحرية الدينية في الجزائر، يرجح أستاذ علم الاجتماع الديني بجامعة مستغانم مصطفى راجعي إغفال التقرير الأمريكي للحالة الشيعية بان ” ليس للسفارة الأمريكية في الجزائر اتصالات مع المتحولين إلى الحالة الشيعية في الجزائر”، منتقدا بذلك الخارجية الأمريكية، فـ”رغم ما لديها من وسائل تعجز عن كتابة تقارير تمتاز بالشمولية و الدقة”.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك