وجه قطاع من الصحافيين والمراسلين والكتاب والمصورين والفنانين الإيرانيين رسالة شكر موقعة إلى الشعب العراقي، على خلفية كرم الضيافة المقدم في أيام إحياء مراسم اربعينية الامام الحسين {ع}.
ووقع المئات من الصحافيين الإيرانيين على رسالة الشكر الموقعة، والتواقيع ما زالت تتزايد.
وجاء في نص الرسالة:
الى الشعب العراقي الطيب..
سلام الله على خاتم النبيّين وعلى اهل بيته الطاهرين مصباح هداية البشرية وسفينة النجاة على مدى التاريخ، عليكم سلام الله وملائكته المقربين.
لقد غبطناكم للوهلة الاولى عندما رأينا لافتات مواكبم كتب عليها "خدمة زوار الحسين {ع} شرف لنا"، لم نستطع تمالك دموعنا عندما رأينا سيدة طاعنة بالسن تقدم التمور التي اشترته بمدخراتها على مدي عام لزوار اباعبدالله الحسين {ع} برجاء ودموع خالصة، عندما شاهدنا فتياتكم الصغيرات وهنّ يقدمنّ الماء للسائرين، تذكرنا صبيات غافلة ابي عبدالله الحسين {ع} العطشى، حيث أجج هذا المشهد مشاعرنا.
ولقد دعينا لكم بالخير عندما كنا نشعر بالتعب اثناء المسيرة وكان العراقيون يتجهون نحونا ويتوسلون بنا لتدليك اقدامنا التعبة من كثرة المشي. وكانت موائدكم ممدودة قبل أذان الظهر، وعند غروب الشمس يقطع شبانكم الطريق علينا يمنعوننا من المضي بالمسيرة، حتى نأكل من مائدة عشائهم. وعندما يؤذن لصلاة الظهر كان الجميع يقيم صلاة الجماعة امام المواكب وكانت صفوف الجماعة ترى من بعيد.
لن ننسى غيرتكم الإسلامية والعربية التي لن ترضى لسيداتنا او بناتنا ان تستريح خارج سرادق المواكب الدافئة او بيوتكم المتواضعة المملوءة بالحنان، حيث كانت فتياتكم تستقبل عوائلنا ويقمن بغسل عباءات سيداتنا المتربة حتى الفجر، وكيّهن وتقديمهن بكل احترام، وقد هالنا هذا الكرم العجيب.
اعزاؤنا العراقيون.. اخواتنا واخواننا الكرماء..
كان لزاما علينا أن نكرر ما قيل عنكم:
انتمُ الشُّرفاء... انتم الكُرَماء
خدمة للحُسين... تبذلون العطاء
شاكرين لكم... كل هذا السَّخاء
ومنذ فترة وعندما تذكر مراسم اربعينية الامام الحسين {ع}، وهي تتردد على مسامعنا "هلا بيكم يازواري هلا بيكم" الخالصة والمتوسلة ونتذكر كرم ضيافتكم ونغبطكم. لقد شكل كرمكم التاريخي دافعا لنا نحن الايرانيين بجانب الملايين من دول المنطقة وشبه القارة الهندية واوروبا وافريقيا، لزيارة الامام الحسين {ع} دون وجل.
والواقع أن هذه الملحمة لم تسطر وأن هذا الملتقى التاريخي ماكان له أن ينجح لولا كرمكم الاسطوري والمساندة الشعبية والحكومية ووقفة الجيش والحشد الشعبي في تأمين الزيارة وتوفير الامكانيات.
ندرك تماما أن الكثير من ابنائكم الغيارى هذا العام واستجابة لفتوى المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني، يشعرون بالحسرة لعدم توفيقهم لخدمة زوار الحسين {ع} بعد ما لبوا النداء وهرعوا في لباس الجيش والشرطة والحشد الشعبي الى مقارعة التكفيريين المدعومين اميركيا، ونحن بدورنا نقول لهم إن مواجهة التكفيريين وتأمين العتبات المقدسة أديا الى أن يقوم الملايين باداء مراسم الزيارة بكل طمأنينة، وبدورنا نقبل هذا السواعد الباسلة ونسأل الله النصر والرفعة الدائمة لهم.
بالواقع فان خطانا مغمورة بالسعادة عندما تطأ مسيرة زيارة الامام الحسين {ع} وكان قبلنا وسوف يقوم بعدنا، من يطأ هذا المسار، ونحن لا فضل لنا عليكم عندما سلكنا هذا الطريق، بل الفضل لكم ولطيبكم الذي شكل حافزا لنا ولعوائلنا للقدوم. وبختام هذا الملتقى العظيم نحن كصحافيين وكتاب وفنانين ووثائقيين ونشطاء الشبكات الافتراضية واعلاميين في ايران نتقدم بالشكر اصالة عن انفسنا ونيابة عن إبائنا وامهاتنا وزوجاتنا واطفالنا الذين شاركوا بهذه المراسم، وحتى في السنوات السابقة، لكرمكم وحسن ضيافتكم من البداية حتى النهاية ونسألكم الدعاء عند زيارة الائمة الاطهار وبدورنا سنقوم بالدعاء لكم عند حرم الامام علي بن موسى الرضا {عليه الاف التحية والثناء}.
وحري بنا أن نقول لكم نحن الزوار الايرانيين نروي عن الادارة الشعبية الهائلة لاكبر تجمع بشري في العالم ويسودنا الاعتقاد المحكم بان العراقيين سيتخطون مصائبهم القائمة، ومن المؤكد سيجتازونها بكل قوة.
من جهتنا لا يتسنى لنا إلا اشراككم بثواب زيارة كربلاء المقدسة وندعو الله أن يجاوركم بسيد شباب آهل الجنة وأن يجعل ثوابكم على السيدة فاطمة الزهراء {ع} المظلومة والدة سيدنا الإمام الحسين {ع}.
واعلموا أن هذه الحشود المليونية تمثل اكبر رسالة ودليل على أن الآمة الإسلامية على أهبة الاستعداد لظهور أمام العصر والزمان الامام الحجة {عجل الله تعالى فرجه}.
وبالختام نتقدم بالشكر الجزيل للعراقيين لتغاضيهم عن سلوك "البعض" من شبابنا "غير الناضجين" في معبر الزرباطية وللحكومة العراقية التي رغم الضغوطات الاقتصادية اعفت الكثير من زوار الامام الحسين {ع} من تأشيرة الدخول بهدف تسريع وتيرة الاجراءات الادارية لزوار سبط النبي {ص}.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
https://telegram.me/buratha