(رويترز) - أثار إعدام السعودية للقيادي الشيعي البارز الشيخ نمر النمر احتجاجات في أنحاء العالم ضد أسرة آل سعود الحاكمة وهدد بمزيد من التصعيد في موجة الصراع الطائفي في الشرق الأوسط.
ووصف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان إعدام النمر يوم السبت بأنه "خطأ فادح"واعتبره حزب الله اللبناني "اغتيالا" في الوقت الذي خرج فيه الشيعة إلى الشوارع من طهران إلى كشمير للاحتجاج على الإعدام.
وأعدمت السعودية 47 شخصا بينهم النمر الذي تتهمه حكومة الرياض بإذكاء العنف ضد الشرطة. ويقول أنصاره إنه كان معارضا سلميا دعا لمنح الأقلية الشيعية في المملكة مزيدا من الحقوق.
وتظاهر عشرات من الشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية أمام منزل النمر في القطيف وردد المحتجون "يسقط آل سعود" بينما تجمع عشرات في مملكة البحرين التي يحكمها السنة أيضا والمتحالفة مع السعودية.
وفي إيران المنافس الإقليمي للسعودية ظهر رجال دين ومسؤولون في وسائل الإعلام في تغطية مستمرة لرثاء النمر والتبشير بسقوط حكم آل سعود.
وحذر زعماء شيعة بالعراق والكويت ولبنان واليمن من تداعيات عملية الاعدام في إشارة إلى أن الصراعات الطائفية قد تزداد اشتعالا.
ومع إعلان التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن نهاية الهدنة في القتال ضد جماعة الحوثيين قالت الجماعة إن محاكمة النمر كانت "صورية".
وفي الهند تظاهر مئات الشيعة في ولاية كشمير الشمالية ذات الأغلبية المسلمة وقال أحد منظمي الاحتجاج إن الاتهامات ضد النمر "لا أساس لها".
* اتهامات بالإرهاب
وأعدم ثلاثة شيعة آخرون إلى جانب النمر لكن العدد الأكبر ممن نفذت بحقهم الأحكام يوم السبت كانوا ممن يعتقد أنهم جهاديون على صلة بتنظيم القاعدة الذي يعتبر الشيعة مرتدين ولطالما استهدفهم في هجمات.
واتهمت جماعات شيعية في المنطقة السعودية باستخدام الإرهاب ذريعة لإعدام النمر وهو رجل دين شيعي دعا لاحتجاجات سلمية في خطب بثت عبر الإنترنت.
وتقول حكومة السعودية إن النمر أمر أنصاره بمهاجمة الشرطة وإنه يقف وراء سلسلة من عمليات إطلاق النار وإلقاء القنابل الحارقة التي قتلت العديد من رجال الشرطة خلال احتجاجات ضد الحكومة في القطيف في 2011 و2013.
لكن حزب الله في لبنان قالت في بيان إن النمر "طالب بالحقوق المهدورة لأبناء شعب مظلوم".
وأضاف البيان أن السلطات السعودية قامت "بوضعهم مع مجموعات من العصابات الإرهابية التي روّعت الآمنين وارتكبت الجرائم بحق المدنيين وذلك في محاولة لخلط نصاعة حق الشيخ النمر ورفاقه بإجرام باطل الإرهابيين."
وفي بيروت قال أبو علي الدمشقي وهو صاحب متجر شيعي إنه يأمل أن تكون وفاة النمر إيذانا "بالنصر على أسرة آل سعود لأن هذه هي بداية النهاية إن شاء الله".
وفي إيران انضم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الى جوقة المنددين بالإعدام في إيران وخارجها بنشر رسالة يشيد فيها بالنمر.
وحمل حساب خامنئي على تويتر صورة تقارن بين السعودية وتنظيم الدولة الإسلامية في إشارة إلى أن الجانبين يقومان بإعدام المعارضين في حين اتهم مسؤولون إيرانيون آخرون المملكة بدعم الإرهاب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري "تساند الحكومة السعودية الإرهابيين والمتطرفين التكفيريين بينما تعدم وتقمع المنتقدين داخل البلاد."
* دعوات لقطع العلاقات
وقد تضر موجة الإدانات بجهود السعودية لتشكيل تحالف إسلامي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأعلنت الرياض عن هذا التحالف الشهر الماضي لكنه لم يضم أيا من القوى الشيعية.
ودعا أعضاء بالبرلمان في العراق ذي الأغلبية الشيعية الحكومة لقطع العلاقات مع السعودية بعد يوم واحد من إعادة فتح سفارة المملكة في بغداد التي ظلت مغلقة منذ 1990.
وقال رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إن إعدام النمر "سيطيح بالنظام السعودي" بينما قال عضو آخر بالبرلمان إن ما حدث ستستفيد منه الدولة الإسلامية.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين الماضي إنها مستعدة لإجراء مباحثات مع السعودية بعد أشهر من التوتر المتصاعد لكن فرص التقارب تبددت فيما يبدو الآن بعد أن اصطف المسؤولون ورجال الدين لإدانة المملكة.
https://telegram.me/buratha