قال الإمام علي (ع) في رثاء سيد النساء عليها السلام:
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد/دليل على أن لا يدوم خليل
ورد أن الإمام علي (ع) بعد أن دفن السيد فاطمة الزهراء (ع) وقف على القبر وأنشد أبيات حزينة ومشجية يبث فيها شكواه ويبدي حسراته على افتقادها.
ورد في الديوان المنسوب إلى الإمام علي (ع) أنه أنشد بعد وفاة فاطمة (عليها السلام) :
ألا هل إلى طول الحياة سبيل * وأنى وهذا الموت ليس يحول
وإني وإن أصبحت بالموت موقنا * فلي أمل من دون ذاك طويل
وللدهر ألوان تروح وتغتدي * وإن نفوسا بينهن تسيل
ومنزل حق لا معرج دونه * لكل امرئ منها إليه سبيل
قطعت بأيام التعزز ذكره * وكل عزيز ما هناك ذليل
أرى علل الدنيا علي كثيرة * وصاحبها حتى الممات عليل
وإني لمشتاق إلى من أحبه * فهل لي إلى من قد هويت سبيل
وإني وإن شطت بي الدار نازحا * وقد مات قبلي بالفراق جميل
فقد قال في الأمثال في البين * قائل أضربه يوم الفراق رحيل
لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد * دليل على أن لا يدوم خليل
وكيف هناك العيش من بعد * فقدهم لعمرك شئ ما إليه سبيل
سيعرض عن ذكري وتنسى * مودتي ويظهر بعدي للخليل عديل
وليس خليلي بالملول ولا الذي * إذا غبت يرضاه سواي بديل
ولكن خليلي من يدوم وصاله * ويحفظ سري قلبه ودخيل
إذا انقطعت يوما من العيش * مدتي فإن بكاء الباكيات قليل
يريد الفتى أن لا يموت حبيبه * وليس إلى ما يبتغيه سبيل
وليس جليلا رزء مال وفقده * ولكن رزء الأكرمين جليل
لذلك جنبي لا يؤاتيه مضجع * وفي القلب من حر الفراق غليل
ملاحظات: خبر (أنى) محذوف و (منزل) عطف على ألوان و (المعراج) محل الإقامة وشطت الدار ونزحت : بعدت ، والباء للتعدية ، والتضريب مبالغة في الضرب والبين : الفراق أي أضرب المثل الذي قاله القائل في يوم الفراق الذي هو رحيل ، و المثل قوله : لكل اجتماع ، وفاطم مرخم فاطمة لضرورة الشعر : والبديل : البدل ، ودخيل الرجل الذي يداخله في أموره ويختص به (لا يؤاتيه) أي لا يوافقه والغليل : العطش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ المجلسي، بحار الأنوار، ج43، ص217.
......
https://telegram.me/buratha