الصفحة الإسلامية

تعزية وكالة أنباء براثا في ذكرى شهادة السيدة الزهراء(عليها السلام)...

14064 06:57:48 2016-03-12

تتوالى الأيام ، وتتقادم الليالي ، وفاطمة الزهراء عليها السلام قمر يشع ، ولا يبلى بهاؤه ..إنها كلمة طيبة ترددها شفاه المؤمنين، ومنهاج يقتدي به الصالحين ..إنها شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .بل هي حاضرة في ضمائر المؤمنين في كل عصر ومصر ،كما هي حاضرة في ضمائر الأحرار والحرائر من أبناء آدم وبنات حواء .ذلك لأنها نموذج الحق ، وقمة الإيمان ، ورمز تحدي الظلم ومواجهة الطغيان ..

في الذكرى المفجِّعة لرحيل حبيبة قلب أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وقرينة الوصيّ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وأمّ الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة عليها السلام الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء...ذكرى الفاجعة الفاطمية الأليمة والمصيبة العـَظيمة شهادة السيدة الصديقة الشهيدة المظلومة المغصوب حقها والمظلوم بعلها والمكسور ضلعها فاطمة الزهراء بضعة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مولاتنا الزهراء (عليها السلام)

 

وببالغ الحزن والأسى وعظيم الألم والشجى ترفع أسرة تحرير وكالة أنباء براثا أحر التعازي إلى مقام سيدنا ومولانا نبي الأمة الصادق الأمين محمد أبن عبد الله (صلى الله عليه وآله) وإلى مولانا أمير المؤمنين أسد الله الغالب أبي الحسنين (عليه السلام) وإلى مقام الإمامين الشهيدين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (عليهما السلام) وإلى الأئمة المعصومين من ولد الحسين (عليهم السلام) وإلى سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان إمام الإنس والجان الحجة المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف أرواحنا لمقدمه الفداء والى مراجعنا العظام لا سيما الإمام المفدى السيد السيستاني "مد ظله" و الى علمائنا الأعلام وجميع المسلمين والمسلمات والى شيعة أهل البيت عليهم السلام

 ونسأله تعالى أن لا تعاد هذه الذكرى علينا إلا ونحن في رحاب الطلعة البهية والغرة الحميدة للآخذ بالثأر عجل الله فرجه الشريف..

وتذوب المفردات وتنصهر لتنحت في ظلامة اُمّ أبيها أشجى المعلّقات وأروع ما نقول.كيف لا وهي حليلة المرتضى وبهجة قلب الرسول.يا من لرضاك تلوح تباشير رضى الإله فكيف وإن غضبت أيّتها البتول.

سيّدتي ويا سيّدة الكونين :

إليكِ نبثّ غصص الحزن والأسى.

إليكِ نعلن صحيفة الحبّ والولى.

وما شكوانا إلاّ من قومٍ تجاهلوا حقّك وتناسوا منزلتك.

وعْـدُ الإلـــهِ ومَـنْ سَيَمْـــلأُ أرضَــهُ

بالعَـدلِ بعـدَ الظُّلـــمِ إذْ يغشَـاهـــا

وسَيـــأخُذُ الثَّـــاراتِ ممَّــن أسَّسوا

ظُلـمَ البتـــولِ ومَن رَضُـــوا بأذاهـــا

سَيـــرَونَ يــومَ الحشرِ قبلَ أوانِــهِ

وسَيَدخُلـــونَ النَّــارَ قبــلَ جزاهَـــا

فيتُــمُّ قولُ اللـّـهِ فيـــهِ ** وَأشْـــرَقَتْ**

وتعُـــودُ بسمـــةُ فَاطـــمٍ لــرُباهَـــا

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وسهل مخرجهم والعن اعدائهم الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا<!--[endif]-->

فاطمة الزهراء هي بنت محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وخديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

ولدت من أكرم أبوين عرفهما التاريخ البشري، ولم يكن لأحد في تاريخ الإنسانية ما لأبيها من الآثار التي غيّرت وجه التاريخ، ودفعت بالإنسان أشواطاً بعيدةً نحو الأمام في بضع سنوات معدودات، ولم يحدّث التاريخ عن اُمٍّ كاُمّها وقد وهبت كلّ ما لديها لزوجها العظيم ومبدئه الحكيم، مقابل ما أعطاها من هداية ونور.

* في ظلّ هذين الأبوين العظيمين درجت فاطمة البتول، ونشأت في دار يغمرها حنان أبيها الذي حمل عبء النبوّة وتحمّل في سبيله ما تنوء به الجبال، فأنّى اتجّه وأين ذهب كان يرى قريشاً وغلمانها له بالمرصاد، وفاطمة الزهراء عليها السلام على صغر سنّها ترى كلّ ذلك، وتساهم مع اُمّها في التخفيف من وقع ذلك في نفسه فكانت تتلوّى من الألم لما كان يلقى من فادح الأذى وتتجرّع ما كان يكابده المسلمون الأوّلون من اضطهاد مرير.

* لقد عاشت السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام محن تبليغ الرسالة الإلهية منذ نعومة أظفارها، وحوصرت مع أبيها واُمّها وسائر بني هاشم في الشِعب ولم تبلغ ـ في بدء الحصار ـ من العمر سوى سنتين.

وما أن رفع الحصار بعد سنوات ثلاث عجاف، حتى واجهت محنة وفاة اُمّها الحنون وعمّ أبيها وهي في بداية عامها السادس، فكانت سلوة أبيها في تحمّل الأعباء ومواجهة الصعوبات والشدائد، تؤنسه في وحدته وتؤازره على ما يلمّ به من طغاة قريش وعتاتهم.

وهاجرت مع ابن عمّها والفواطم، الى المدينة المنوّرة في الثامنة من عمرها الشريف، وبقيت إلى جنب أبيها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله حتى اقترنت بالإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام فكوّنت أشرف بيت في الإسلام بعد بيت رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أصبحت الوعاء الطاهر للسلالة النبوية الطاهرة والكوثر المعطاء لعترة رسول الله صلى الله عليه وآله الميامين.

* لقد قدّمت الزهراء عليها السلام أروع مثل للزوجة النموذج وللاُمومة العالية، في أحرج لحظات التاريخ الإسلامي الذي كان يريد أن يختطّ طريق الخلود والعلى في بيئة جاهلية وأعراف قَبَلية، ترفض إنسانية المرأة وتعدّ البنت عاراً وشناراً، فكان على مثل الزهراء ـ وهي بنت الرسالة المحمّدية الغرّاء ووليدة النهضة الإلهية الفريدة ـ أن تضرب بسلوكها الفردي والزوجي والاجتماعي مثلاً حقيقياً وعملياً يجسّد مفاهيم الرسالة وقِيَمها تجسيداً واقعيّاً.

وقد أثبتت الزهراء للعالم الإنساني أجمع أنّها الإنسان الكامل الذي استطاع أن يحمل طابع الاُنوثة، فيكون آية إلهية كبرى على قدرة الله البالغة وإبداعه العجيب، إذ أعطى للزهراء فاطمة أوفر حظ من العظمة وأوفى نصيب من الجلالة والبهاء.

* أنجبت الزهراء البتول لعليٍّ المرتضى: سيّدي شباب أهل الجنّة وابنيّ رسول الله "الحسن والحسين" الإمامين العظيمين، والسيّدتين الكريمتين "زينب الكبرى واُمّ كلثوم" المجاهدتين الصابرتين، وأسقطت خامس أبنائها " المحسن" بعد وفاة أبيها في أحداث الاعتداء على بيتها بيت الرسالة، فكان أوّل قُربان أهدته هذه الاُمّ المجاهدة الشهيدة بعد أبيها من أجل صيانة رسالة أبيها من التردّي والانحراف.

* لقد شاركت الزهراء عليها السلام أباها وبعلها صلوات الله عليهما في أحرج اللحظات وفي أنواع الأزمات، فنصرت الإسلام بجهودها وجهادها وبيانها وتربيتها لأهل بيت الرسالة الذين استودعهم الرسول صلى الله عليه وآله مهمة نصرة الإسلام بعد وفاته، فكانت أوّل أهل بيته لحوقاً به بعد جهاد مرير، توزّع في سوح الجهاد مع المشركين والقضاء على خُططِ ومؤامراتِ المنافقين، وتجلّى في تثقيف نساء المسلمين كما تجلّى في الوقوف أمام المنحرفين، فكانت بحقّ رمزَ البطولة والجهاد والصبر والشهادة والتضحية والايثار، حتى فاقت في كلّ هذه المعاني سادات الأوّلين والآخرين في أقصر فترة زمنية يمكن أن يقطعها الإنسان نحو أعلى قمم الكمال الشاهقة.

فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّةً وهي تحمل كلَّ أوسمة الشرف والسمو وعليها حلل الكرامة.

.................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك