الصفحة الإسلامية

لماذا سُمّيت أمّ البنين(عليه السلام) بهذا الاسم؟ ومَن الذي أسماها؟؟

11912 2016-03-23

لم تكنْ أمّ البنين(عليها السلام) قد فرضت على زوجها أن يعطيها قصراً منيفاً.. أو يمنحها عيشاً رغيداً.. ولا يُسكنها بيتاً مخمليّاً؛ لأنّه أمير المؤمنين وخليفة رسول ربّ العالمين.. بل طلبت منه أن لا يُناديها باسمها المتطابق مع اسم القدّيسة الأولى سيّدة البيت والكون فاطمة الزهراء(عليها السلام).

فأطلَقَ عليها لقب (أمّ البنين)؛ لكي لا ترتسم ملامح الحزن الدفين فوق شفاه وعيون أبناء زوجها علي أمير المؤمنين(عليه السلام)..
وكانت أمّ البنين(سلام الله عليها) في غاية الأدب والأخلاق، فقد قالت لعليّ أمير المؤمنين(عليه السلام)، لا تسمِّني فاطمة!، لأنّ الحسن والحسين وزينب وأمّ كلثوم(عليهم السلام) يتذكّرون أمّهم ويتأثّرون بذلك. لذا لقّبها (سلام الله عليه) بـ(أمّ البنين) -على ما جرت عليه العادة عند العرب من الكنى-، لا باعتبار الانطباق الخارجيّ بل باعتبار الانتخاب، والله رزَقَها بعد ذلك بأربعة أولاد (مثل بدور الدجى) فصاروا مفخرة البشرية إلى يوم القيامة.
قمّة الوفاء أن نلمس في أريج ذاتها هذا الإحساس القيّم، فكانت نعم الصدر الحاضن لهذه المسيرة العظيمة، وكانت نعم الفكر.
شأنها في كلّ موسم ترعى الصناديد الذين تدّخرهم لنصرة المظلوم، فكانت تسقيهم بألفاظ قدسيّة.. وترعاهم بألفاظ إنسانية.. وترسم في أفقهم معاني التعابير الدينية..
لم تكن سيّدةَ بيتٍ فحسب، بل سيّدةَ رجال وسيّدةَ أمّةٍ ومستقبل، والى الآن ظلّ يشعّ اسمها.. ولم يتمكّن طاعون النسيان أن يلتهم أطراف ذكراها، ولا يعيق مقدارها، وظلّت شامخةً ترفع بكلّ الأزمنة لواء الصمود والخلود والذكر الحميد.
وظلّت مثالاً للوفاء والإخلاص لامتداد الرسالة، لا تريد سوى أن يمرّ ذكر الحسين سامياً ومعافى من الأذى، ولا تريد إلّا أن يرد الى سمعها أنّ الحسين قد أتى مكلّلاً بالحفاوة والنجائب، ولم تشغل بالها يوماً بأبنائها دون الحسين..
كانت أنفاس علي بن أبي طالب(عليه السلام) تراودها.. وصورته تشمخ بعينيها، وهكذا عاشت وعطاؤها غير محدود.. ورحلت وعطاؤها لا يُحدّ.. وبقيت باباً من أبواب العطاء الوافر، وصوتاً يلبّي رغم المدى النداء.. وبلسماً للمُلِمّات والبلاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك