قرابته بالمعصوم
ابن النبي محمّد (صلى الله عليه وآله)، وأخو السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وخال الإمامينِ الحسن والحسين(عليهما السلام).
اسمه ونسبه
إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب.
أُمّه
مارية بنت شمعون القبطية.
ولادته
ولد في ذي الحجّة 8ﻫ بالمدينة المنوّرة.
مراسيم ولادته
خرجت قابلته سلمى ـ إحدى جواري رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ إلى زوجها أبي رافع فأخبرته بأنّ السيّدة مارية قد ولدت غلاماً، فجاء أبو رافع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مبشّراً، فسمّاه(صلى الله عليه وآله) إبراهيم، وعق عنه يوم سابعه، وحلق رأسه وتصدّق بزنة شعره فضّة على المساكين، وأمر بدفن شعره في الأرض(1).
مرضعته
تنافست نساء الأنصار أيّهن ترضعه، فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أُمّ بردة الأنصارية، خولة بنت المنذر بن زيد، وزوجها البراء بن أوس، وكان (صلى الله عليه وآله) يأتي أُمّ بردة فيقيل عندها، ويؤتى بإبراهيم، ولكن تُوفّي دون السنتين فأتمّ الله رضاعه في الجنّة.
مات فداء للحسين (عليه السلام)
قال ابن عباس: «كنتُ عند النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي (عليهما السلام)، وهو تارةً يقبّل هذا، وتارةً يقبّل هذا، إذ هبط جبرائيل بوحي من ربّ العالمين، فلمّا سُرِّي عنه قال(صلى الله عليه وآله): أتاني جبرائيل من ربّي فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرأُ عليك السلام ويقول: لستُ أجمعهما فافْدِ أحدهما بصاحبه.
فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى إبراهيم فبكى، وقال: إنّ إبراهيم أُمّه أمةٌ ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأُمّ الحسين فاطمةٌ، وأبوه علي ابن عمّي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمّي وحزنتُ أنا عليه، وأنا أُوثر حزني على حزنهما، يا جبرئيل، يقبض إبراهيم فديته بالحسين. قال: فقُبض بعد ثلاث.
فكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الحسين مقبلاً قبّله وضمّه إلى صدره، ورشف ثناياه وقال (صلى الله عليه وآله): فديتُ مَن فَديتُه بابني إبراهيم»(2).
قول النبي (صلى الله عليه وآله) عند موت ولده
قالت أسماء بنت يزيد الأنصارية: «لمّا تُوفّي ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إبراهيم، بكى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال له المعزّى: أنت أحقّ من عظّم الله حقّه، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، ولولا أنّه وعد صادق، وموعود جامع، وأنّ الآخر تابع الأوّل، لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل ممّا وجدنا، وإنّا بك لمحزنون»(3).
وفاته
تُوفّي في 18 رجب 10ﻫ، وقيل: 10 ربيع الأوّل 10ﻫ بالمدينة المنوّرة، وقام الإمام علي (عليه السلام) بتجهيزه، ودُفن في مقبرة البقيع، وقبره معروف يُزار.
زيارته
ورد في زيارته: «أشهد أنّك قد اختار الله لك دار أنعامه قبل أن يكتب عليك أحكامه، أو يكلّفك حلاله وحرامه، فنقلك إليه طيّباً زاكياً مرضياً طاهراً من كلّ نجس، مقدّساً من كلّ دنس، وبوّأك جنّة المأوى، ورفعك إلى درجات العلى، وصلّى الله عليك صلاة يقرّ بها عين رسوله، ويبلغه بها أكبر مأمولة… .
اللّهم إنّي أسألك بحقّ محمّد صفيّك، وإبراهيم نجل نبيّك، أن تجعل سعيي بهم مشكوراً، وذنبي بهم مغفوراً، وحياتي بهم سعيدة، وعافيتي بهم حميدة، وحوائجي بهم مقضية، وأفعالي بهم مرضية، وأُموري بهم مسعودة، وشؤوني بهم محمودة…»(4).
ــــــــــــــــــــــــــ
اُنظر: الطبقات الكبرى 1/135.
مناقب آل أبي طالب 3/234.
سنن ابن ماجة 1/506 ح1589.
المزار للمشهدي: 92.
https://telegram.me/buratha