محمد الطالقاني
أبو طالب هو عم الرسول محمد (ص) و والد الإمام علي (ع) و هو أحد أبناء عبد المطلب.
تزوج بنت عمه فاطمة بنت أسد وكان لديهما أربع أولاد و ابنتين هم:
جعفر ابن أبي طالب وعقيل ابن أبي طالب وطالب ابن أبي طالب والامام علي ابن أبي طالب (ع) وفاختة بنت أبي طالب وجمانة بنت أبي طالب
عنه قال الرسول محمد (ص) ما معناه: عمي العزيز لقد ربيتني صغيراً و كفلتني يتيماً و أعنتني يافعاً فجزاك الله عني كل الخير.
أبو طالب كان يعد من الشخصيات المرموقة في مكة المكرمة و في قبيلة قريش. جاء عن علي ( عليه السلام ) أنه قال : إن أبي ساد الناس فقيرا وما ساد الناس وقريش فقير غيره من قبل .
لقد ساند بالقول و الفعل رسول الله محمد (ص) حتى أنه كان يقدمه على أولاده.عندما كان النبي محمد (ص) يتعرض للتهديد كان يدافع عنه بكل حزم و كان يستغل نفوذه ليرد عنه. عندما قوطع النبي محمد (ص) و ثلة من المؤمنين المخلصين اجتماعياً و اقتصادياً لم يساندهم إلا أبو طالب. كما أنه شهر سيفه عند الضرورة ليحمي رسول الله محمد (ص) حتى أن الكفار الحاقدين لم يجرؤا عندها على متابعة أذاهم و أسرعوا بالفرار لما رأوا هذا الرجل صاحب القدر العظيم هي مكة و قريش يقف إلى جانب رسول الله محمد (ص) ليحميه.
وقد ورد عن الامام الحسن العسكري (ع): أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسول الله (ص): إني قد أيدتك بشيعتين شيعة تنصرك سراً وشيعة تنصرك علانية فأما التي تنصرك سراً فسيدهم وأفضلهم عمك أبو طالب وأما التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي ابن أبي طالب (ع) ، ثم قال : وإن أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه. ومن ذلك الحديث من قول الإمام الصادق (ع) : إن جبرئيل (ع) أتى النبي (ص) فقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين .
وهكذا كان هذا السلوك كان فقط لحماية الرسول محمد (ص). في أول الدعوة الإسلامية كان وجود شخصية اجتماعية معترف بها في كل المنطقة ضروري. فلو أعلن أبو طالب في أول الدعوة الإسلامية إسلامه لباغته الكفار و نبذوه مما كان يعني فتح الطريق كاملاً للاضطهاد التام للرسول (ص).
لكن ابو طالب هو والد علي ابن أبي طالب (ع) مما جلب إليه عداء الحكام. فالأمويون و حكامهم المتسلطين ابتدعوا كثيراً من الطعن بأبي طالب بهدف إضعاف أصل الإمام علي (ع).
قال العلامة الحلبي في سيرته ما نصه : فذكر أن أبا طالب لما حضرته الوفاة جمع إليه وجهاء قريش ، (وبني هاشم) فأوصاهم ، وكان من وصيته أن قال : " يا معشر قريش ، أنتم صفوة الله من خلقه ، وقلب العرب ، فيكم المطاع ، وفيكم المقدام الشجاع ، والواسع الباع ، لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا إلا أحرزتموه ، ولا شرفا إلا أدركتموه ، فلكم بذلك على الناس الفضيلة ، ولهم به إليكم الوسيلة ، أوصيكم بتعظيم هذه البنية (أي الكعبة) فإن فيها مرضاة للرب وقواما للمعاش ، صلوا أرحامكم ولا تقطعوها ، فإن في صلة الرحم منسأة (أي فسحة) في الأجل وزيادة في العدد ، واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت القرون قبلكم ، أجيبوا الداعي ، وأعطوا السائل ، فإن فيهما شرف الحياة والممات ، وعليكم بصدق الحديث ، وأداء الأمانة فإن فيهما محبة في الخاص ، ومكرمة في العام ، وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الأمين في قريش والصديق في العرب ، وهو الجامع لكل ما أوصيكم به ، وقد جاء بأمر قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن ، وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب ، وأهل الوبر في الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته ، وصدقوا كلمته ، وعظموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ، ودورها خرابا ، وضعفاؤها أربابا ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأعطته قيادها ، دونكم يا معشر قريش ، كونوا الولاة ، ولحزبه حماة ، والله لا يسلك أحد منكم سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد.
https://telegram.me/buratha