الصفحة الإسلامية

كلمة المنبر الحسيني، ومحورية الحداثة‎ / محمد الشذر

2476 07:09:29 2016-05-07

محمد الشذر

لا شك ان عجلة الحياة في تطور مستمر، وان اساليبها تتغير بين تراجع تارة، وتقدم تارة اخرى، واستحداث لمنهج جديد، واقصاء لآخر، ونظرا للتطور الحاصل في عالم الامم والشعوب، فستجد ان الجيل الصاعد يقع في شباك التناشز الاجتماعي، وخصوصا في المجتمع الشرقي المحافظ، والذي اصبحت تصدر اليه الايديولوجيات التي تصبوا للإطاحة به من كل حدب وصوب، فهو يقف بين عاداته وتقاليده التي تدعوه للمحافظة واحترام القيم، والسير بمنهجية ابائه وفق العقل والمنطق والادب.

امام المحافظة والعودة للتراث واحياء الصفات الحميدة والجميلة، يظهر قسم اخر، يدعوه الى التطور والحداثة، وتحت عنوان بأن كل قديم قد بلى، وان التحجر سبب تخلف الشعوب، وبسبب قلة التجربة الحياتية التي يمتلكها هذا الجيل، وقلة معرفته بتبعات ما يتلى عليه من النسق الجديد، ولان طبيعة الانسان تحب التطلع والاكتشاف، وتجربة كل ما هو جديد، تراه قد انساق من حيث لا يشعر نحو من اراد له الضياع، فأنطلق بدون تمحيص ودراسة ومقارنة، للانفتاح على افق جديد.

تحدٍ صعب يحتاج الى كفاح مستمر، ورسم لخطى بناء سليم، ومحاربة كل ما يريد بأسم التطور والحداثة، قتل الدين، والانقضاض على القيم والمبادئ، وجرف الجيل والناشئة الى تيارات تنصله عن العرف، والدين والمبادئ السامية، ومن هنا يأتي دور الوعظ والارشاد، والتوجيه والتدعيم، وشرح الاسس الصحيحة، وتفعيل دور العقل والتمحيص، والمقارنة، ورسم الخطى لتطور علمي، واجتماعي، يرتقي بالإنسان نحو مراتب التطور المنشود، وفق الشريعة السمحاء والتي طالبت بذلك مسبقا.

المنبر الحسيني هو اداة بناء، ورسالة توجيه، وورقة وعظ وارشاد، ونسق تقويم لحياة المجتمع، هو دفة حكم، ودكة عدل، هو عقل بناء لشخص سديد، ومعلم فيض اسري، ونهج تركيب مجتمعي قويم، هو مجهر الكشف عن الحقائق، ومبضع التشريح، وإخضاعها للنقاش والتحليل، وآلة عزل الرديء عن الجيد، ومحل تمحيص لمجريات امور الافراد، والدولة، ومقارن الاحداث، ووضع الحلول، وتعميم النتائج، فمن ذلك المنبر قد اخرج العظماء الناس من الاستعباد الى الحرية.

المنبر الحسيني هو صرخة حق وسط براثن الجور، ليقوم بإحقاق الحق، وهو صوت يصدح عبر السنين لينهج سبيل الصلاح والفلاح، ومسايرة التطور وفق المبادئ السامية والرصينة، والتي تحافظ على هيكلية الدين والعرف والمجتمع والاخلاق، وبالتالي تقضى على كل ما يؤدي الى الانحلال، والانحطاط الفكري، والاخلاقي ارساءا واحياءا لرسالة سيد الكائنات محمد "صلى الله عليه واله وسلم"، فمن ذلك المنبر تم اسقاط الحكومات، وتغيير الشرائع المظلمة، وبكلمات ذلك المنبر تم تنبيه الناس من الغفلة الى واقعهم الاليم ليقوموه.

عدائية المنبر اليوم تتكاثر يوم بعد اخر، ومهامه تتشعب، نظرا للتطور الحاصل، فالشبكات العنكبوتية، ووسائل الاعلام التلفزيوينة، وغيرها قد اخذت مأخذها، وكل يطرق على الوتر الذي يرى القيم والمبادئ تتنافى مع ما يدعوا اليه، فشرع العداء له، حتى راح يستخدم البعض ممن يطلقون على انفسهم دعاته، وهمه ضرب المؤسسة الدينية لا غير،
المنبر سيبقى شعلة تضيء الطريق ليستهدي بنورها الاخرون، ولو كره المبغضون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك