أقام مركز رعاية الشباب التابع لقسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة موكب عزاء طلبة جامعات ومعاهد العراق الموحد بنسخته الثالثة، وانطلق الموكب الذي شهد مشاركة أكثر من 4000 طالب جامعي من 34 جامعة ومعهد ومن مختلف الاديان والطوائف من شارع قبلة العباس عليه السلام مرورا بمرقده الشريف ومنطقة ما بين الحرمين الشريفين مرددين شعارات حسينية لتعزية الإمام الحسين عليه السلام مستذكرين الواقعة الأليمة في يوم عاشوراء وحاملين الأعلام العراقية لتوحيد الصفوف تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام)، ليستقر العزاء في صحن الامام الحسين” (عليه السلام) الذي تعالت فيه أصوات الطلبة الصادحة بحب الحسين (عليه السلام) وتجديد البيعة والسير على نهج آل بيت النبوة (عليهم السلام)”.
ونقل مراسل وكالة نون ان ما يميز نسخته العام حضور المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة (الشيخ عبد المهدي الكربلائي) واعتلائه للمنبر الحسيني لإلقاء كلمته التي قال فيها: “ان هذه المسيرات هي مسيرات الولاء للطلبة الجامعيين الى مرقد سيد الشهداء عليه السلام ليعبروا عن ولائهم للأمام الحسين(عليه السلام)، وان هكذا مسيرات نفتخر بها لأنكم طلبة علم وعند مجيئكم الى مرقد سيد الشهداء وبهذا الأيدي التي تكتبون بها دروسكم وترفعونها وتلطمون الصدور حزنا على مصاب سيد الشهداء، وحينما نرى حناجر الطلبة والأساتذة في الجامعات تصدح بالولاء للأمام الحسين عليه السلام هو من دواعي سرورنا وفخرنا.
وأضاف ” إننا نجد بعض الطلبة قد عبروا عن عميق ولائهم لثورة الإمام الحسين عليه السلام فاسترخصوا أرواحهم ودمائهم في القتال في جبهات القتال ضد عصابات داعش الإجرامي ونفتخر أكثر حينما نرى طالبا قد قطعت يده اليمنى هذه اليد التي يكتب بها دروسه اليد التي تلطم حزنا بهذا اليد يقاتل فتقطع يده في هذا القتال وهذا هو معنى الولاء المطلوب للأمام الحسين عليه السلام حينما تكون يده يد علم ويد قتال لان المعركة اليوم هي معركة الحق ضد الباطل ورسالة الإمام الحسين عليه السلام هي أن نكون أينما كان الحق ضد الباطل، إذ نجد هذه الشريحة الواعية تتزن بمادي الإمام الحسين عليه السلام وكل طالب من الطلبة المشاركين في هذا المسيرات نجده طالبا حسيني الولاء.
وختم حديثه ان مشاركتكم اليوم في هذا العزاء هو تعبير عن ولائكم وان هويتكم هي حسينية وهي تمثل مبادئ الإمام الحسين وفكره ومنهجه وسيرته، إذ نتمنى ان يكون تطبيقا لهذه المبادئ في الجامعات وكذلك في الفكر والأخلاق والتعامل.
فيما تحدث رئيس الجامعة المستنصرية الدكتور (فلاح الاسدي):تستذكر اليوم كافة الجامعات العراقية وطلبتها واقعة الطف الأليمة واستشهاد الامام الحسين وقبلة الأحرار عليه السلام وان هذا المشاركة هي استجابة واضحة من قبل الطلبة والأساتذة للمبادئ الثابتة التي نادى بها الإمام الحسين عليه السلام وكذلك تجديد للبيعة وتخليد هذا المصاب على مر العصور والأزمنة لتبقى راية الحق خفاقة في سماء الحرية لنتعلم منها الدروس والعبر.
من جهته قال الأستاذ المساعد الدكتور من جامعة بابل (صفاء الحفيظ): ان هذا المسيرة والحشود الشبابية الطلابية من مختلف جامعات العراق ومن مختلف الأطياف ما هو الا تذكير للعالم بالجريمة البشعة التي ابكت الشيوخ والنساء والشباب وحتى الاطفال وهي قتل الحسين عليه السلام. رسالتنا اليوم في هذا المسيرة هي ان شريحة الشباب يقفون مساندين كل إبطال الحشد الشعبي والجيش العراقي في ساحات القتال وهم على استعداد تام لمواجهه أي خطر في المستقبل.
ومن جانب آخر قال مقرر قسم الفقه وأصوله في جامعة اهل البيت عليهم السلام سماحة الشيخ (مازن التميمي): “ان مواكب العزاء للطلبة في كل عام تأتي نصرة للإمام الحسين عليه السلام لان الإمام جاء الى كربلاء للاصطلاح وهذا الإصلاح فيه عدة مفاهيم وأسس ومباني وهذا المباني غير مختصة في التشيع بل اختصت بالإسلام، وان حضور هؤلاء الطلبة من الشباب الاكاديمي هو تجديد البيعة للإمام الحسين عليه السلام معاهديه على ان تقدمنا في دراستنا وتفوقنا مرهون بهذه المبادئ ذات الأبعاد الإنسانية المبنية على العقل والمنطق لذلك لابد ان نحملها الى جميع العالم لأنها مواكب مهمة ولابد ان تستمر”.
هذا وقد سبق انطلاق الموكب محاضرة توعوية وعقائدية تفضل بإلقائها فضيلة الشيخ (علي القرعاوي) استثمارا لتوافد الأعداد الكبيرة من الشباب لإحياء هذه الذكرى الأليمة، يذكر ان عزاء الطلبة الموحد اخذ بالتزايد هذا العام نظرا لمشاركة أقسام وكليات جديدة لم تشارك في السنوات الماضية.