تعزية وكالة أنباء براثا بذكرى استشهاد الإمام الحسين السجاد عليه
أسائلي أين حلّ الجود والكرم ** عندي بيان إذا طلا به قدموا
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ** والبيت يعرفه والحلّ والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلّهم ** هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم
هذا الذي أحمد المختار والده ** صلّى عليه إلهي ما جرى القلمل
ويعلم الركن من قد جاء يلثمه ** لخرّ يلثمّ منه ما وطئ القدم
هذا علي رسول الله والده ** أمست بنور هداه تهتدي الأُمم
هذا ابن سيّدة النسوان فاطمة ** وابن الوصي الذي في سيفه نقم
إذا رأته قريش قال قائلها ** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته ** ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
وليس قولك مَن هذا بضائره ** العرب تعرف من أنكرت والعجم
يُنمي إلى ذروة العزّ التي قصرت ** عن نيلها عرب الإسلام والعجم
يُغضي حياءً ويُغضَى من مهابته ** فما يكلّم إلّا حين يبتسم
ينجاب نور الدجى عن نور غرّته ** كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
بكفّه خيزران ريحه عَبِقٌ ** من كفّ أروعَ في عِرنينه شَمَم
ما قال لا قطّ إلّا في تشهّده ** لولا التشهّد كانت لاؤُهُ نعم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ** بجدّه أنبياء الله قد خُتموا
بمناسبة حلول ذكرى استشهاد رابع أئمة المسلمين وسيد الساجدين الامام علي بن الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) في الخامس والعشرين من محرم الحرام..
نتقدم بواجب العزاء لمقام بقية الله من العترة الطاهرة مولانا الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه ) وعلمائنا الأعلام ، ومراجعنا العظام، لاسيما الإمام المفدى السيد السيستاني دام ظله الوارف، والى الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.. والى وشيعة أهل البيت عليهم السلام، ونخص بالتعزية المقاتلين المجاهدين الرابضين على خطوط المواجهة مع النواصب، مدافعين عن عراق أهل البيت عليهم السلام.
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام):-
أعطينا ستا وفضّلنا بسبع :-
أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين.
وفضّلنا بأن منّا النبيّ المختار ومنّا الصدّيق ومنّا الطيّار ومنّا أسدالله وأسد رسوله ومنّا سيّدة النساء ومنّا سبطا هذه الأمة ومنا مهدي هذه الأمة.
عظم الله لكم الآجر ايها الموالين المنتظرين وأحسن لكم المثوبة
سائلين المولى عزوجل بأن يرزقنا و إياكم في الدنيا زيارته و في الآخرة شفاعته..
لهفي عليه يئن في أغلاله ... بين العدى ويقاد بالأصفاد
مضنى وجامعة الحديد بنحره ... غل يعاني منه شر قياد
تحدو به الأضغان من بلد الى ... بلد وتسلمه الى الأحقاد
حتى قضى سما وملأ فؤاده ... ألم تحز مداه كل فؤاد .
الإمام زين العابدين (عليه السلام) في سطور
الاسم: علي (عليه السلام).
الأب: الإمام الحسين (عليه السلام).
لأم: شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى،وقيل: إن اسمها (شهربانو).
الكنية: أبو محمد، والخاص: أبو الحسن، ويقال: أبو القاسم.
الألقاب: زين العابدين، سيد الساجدين، سيد العابدين، الزكي، الأمين، السجاد، ذو الثفنات.
نقش الخاتم:
وما توفيقي إلا بالله.مكان الولادة: المدينة المنورة.زمان الولادة: يوم الخميس 15 جمادى الآخرة، وقيل: يوم الخميس لتسع خلون من شعبان، سنة 38 للهجرة، قبل وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) بسنتين. وقيل: سنة 37، وقيل: سنة 36، فبقي مع جده أمير المؤمنين (عليه السلام) أربع سنين ومع عمه الحسن (عليه السلام) عشر سنين ومع أبيه عشر سنين. وقيل: مع جده سنتين ومع عمه اثنتي عشرة سنة، ومع أبيه ثلاث عشر سنة.العمر: 57 عاماً.زمان الشهادة: 25/ محرم/ 95 هـ، وقيل: سنة 94 هـ.
مكان الشهادة:
المدينة المنورة.القاتل: هشام بن عبد الملك حيث سمّه بأمر الوليد بن عبد الملك.المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة مع عمه الإمام الحسن(عليه السلام) ، حيث مزاره الآن.
اغتياله بالسم
كان الإمام يتمتع بشعبية هائلة، فقد تحدث الناس - بإعجاب - عن علمه وفقهه وعبادته، وعجبت الأندية بالتحدث عن صبره، وسائر ملكاته، وقد احتل قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، والسعيد من يتشرف بمقابلته والاستماع إلى حديثه، وقد شق ذلك على الأمويين، وأقضّ مضاجعهم وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك، فقد روى الزهري أنه قال: (لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا) وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسه للإمام ونفذ عامله ذلك، وقد تفاعل السم في بدن الإمام، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها، وبقي حفنة من الأيام على فراش المرض يبث شكواه إلى الله تعالى، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان، وقد تزاحم الناس على عيادته، وهو (عليه السلام) يحمد الله، ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية.وصاياه لولده الباقر:وعهد الإمام زين العابدين إلى ولده الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) بوصاياه،
وكان مما أوصاه به ما يلي:
1- أنه أوصاه بناقته، فقال له: إني حججت على ناقتي هذه عشرين حجة لم أقرعها بسوط، فإذا نفقت فادفنها، لا تأكل لحمها السباع، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة، وبارك في نسله ونفذ الإمام الباقر ذلك.2
- أنه أوصاه بهذه الوصية القيمة التي تكشف عن الجوانب المشرقة من نزعات أهل البيت (عليهم السلام) فقد قال له: (يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، فقد قال لي: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله)
3- أنه أوصاه أن يتولى بنفسه غسله وتكفينه وسائر شؤونه حتى يواريه في مقره الأخير.إلى جنة المأوى.
وثقل حال الإمام، واشتد به المرض، وأخذ يعاني آلاماً مرهقة، فقد تفاعل السم مع جميع أجزاء بدنه، وأخبر الإمام أهله أنه في غلس الليل البهيم سوف ينتقل إلى الفردوس الأعلى، وأغمي عليه ثلاث مرات، فلما أفاق قرأ سورة الفاتحة وسورة (إنا فتحنا)
ثم قال (عليه السلام): (الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين).وارتفعت روحه العظيمة إلى خالقها كما ترتفع أرواح الأنبياء والمرسلين، تحفها بإجلال وإكبار ملائكة الله، وألطاف الله وتحياته.لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى خالقها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها وعبادتها وتجردها من كل نزعة من نزعات الهوى.
تجهيزه:
وقام الإمام أبو جعفر الباقر بتجهيز جثمان أبيه، فغسل جسده الطاهر، وقد رأى الناس مواضع سجوده كأنها مبارك الإبل من كثرة سجوده لله تعالى، ونظروا إلى عاتقه كأنه مبارك الإبل، فسألوا الباقر عن ذلك، فقال أنه من أثر الجراب الذي كان يحمله على عاتقه، ويضع فيه الطعام، ويوزعه على الفقراء والمحرومين وبعد الفراغ من غسله أدرجه في أكفانه، وصلى عليه الصلاة المكتوبة.
تشييعه:
وجرى للإمام تشييع حافل لم تشهد يثرب له نظيراً فقد شيعه البر والفاجر، والتفت الجماهير حول النعش العظيم والهين جازعين في بكاء وخشوع، وإحساس عميق بالخسارة الكبرى، فقد فقدوا بموته الخير الكثير، وفقدوا تلك الروحانية التي لم يخلق لها مثيل لقد عقلت الألسنة، وطاشت العقول بموت الإمام، فازدحم أهالي يثرب على الجثمان المقدس فالسعيد من يحظى بحمله، ومن الغريب أن سعيد بن المسيب أحد الفقهاء السبعة في المدينة لم يفز بتشييع الإمام والصلاة عليه، وقد أنكر عليه ذلك حشرم مولى أشجع، فأجابه سعيد: أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح.
وهو اعتذار مهلهل فإن حضور تشييع جنازة الإمام (عليه السلام) الذي يحمل هدي الأنبياء من أفضل الطاعات وأحبها عند الله تعالى.في مقره الأخير:وجيء بالجثمان الطاهر وسط هالة من التكبير والتحميد إلى بقيع الغرقد، فحفروا له قبراً بجوار قبر عمه الزكي الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنزل الإمام الباقر (عليه السلام) جثمان أبيه فواراه في مقره الأخير، وقد وارى معه العلم والبر والتقوى، ووارى معه روحانية الأنبياء والمتقين.وبعد الفراغ من دفنه هرع الناس نحو الإمام الباقر، وهم يرفعون إليه تعازيهم الحارة، ويشاركونه في لوعته وأساه، والإمام مع أخوته وسائر بني هاشم يشكرونهم على مشاركتهم في الخطب الفادح الجلل، والمصاب العظيم!!.
https://telegram.me/buratha