بقلم |مجاهد منعثر منشد
يصادف ذكرى استشهاد الثائر المصلوب أبي الحسين زيد الشهيد بن الإمام السجاد علي بن الحسين (عليهم السلام) في 3صفر من كل عام.
والذي يقع مزاره المقدس في محافظة بابل ـ قرية الكفل ـ التي تبعد عن الكوفة المقدسة 30 كيلو متر.
الثائر المصلوب ابي الحسين زيد الشهيد بن الامام السجاد علي بن الامام سيدالشهداء أبي عبد الله الحسين بن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليهم جميعا).
أمه
اسمها حوراء أو جيداء، وهي أمَةٌ اشتراها أبو أسحاق المختار الثقفي ،ووجدها طهاره وعفّيفة ، فأهداها للإمام السّجاد (عليه السلام) ، فتزوّجها في عام الاهداء سنة 67 هـ ،فأنجبت زيدا.
ولادته
وُلد بالمدينة بعد طلوع الفجر سنة ست وستين أو سبع وستين من الهجرة.
تسميته
سماه النّبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) قبل ولادة أبيه زين العابدين (عليه السلام) وهناك خبر عن أهل البيت (عليهم السلام) ورواية في حديث حذيفة بن اليمان قال ((نظر النّبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى زيد بن حارثة فقال: المظلوم من أهل بيتي سميُّ هذا ، والمقتول في الله تعالى والمصلوب سميُّ هذا ، وأشار إلى زيد بن حارثة ثم قال أُدنُ منِّي يا زيد ، زادك الله حبا عندي ، فأنت سميُّ الحبيب من ولدي.
أشقاؤه
1.الإمام محمد الباقر (عليه السّلام).
الحسين الأصغر
عبد الله الباهر
عمر الأشرف
علي (وهو شقيق زيد من أمه وأبيه).
أعقابه
1.الحسين ذو الدمعة في سر السلسلة العلوية أمه أم ولد
2.يحيى الشهيد أمُّه ريطة بنت أبي هاشم ،
ومن خطابات أبيه زيد اليه:
أُبـنيّ إمّـا أهـلكنّ فـلا تكنْ دنِـسَ الفِعال مُبيَّض الأثوابِ
واحـذر مُـصاحبة اللئيم فإنّما شَـين الكريم فسولة الأصحابِ
ولـقد بلوتُ الناس ثم خَبَرتُهم وخبرت ما وصلوا من الأحبابِ
فـإذا القرابة لا تُقرّب صاحباً وإذا الـمودّة أقـرب الأنسابِ
عيسى في سر السلسلة العلوية أمه أم ولد نوبية اسمها سكن.، محمد في عمدة الطالب أمه أم ولد من السند.
(حديث الائمة عنه)
ـ قال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) بإكبار ومودة لأخيه زيد لقد أنجبت أمٌ ولدتك يا زيد ، اللّهم اشدد أزري بزيد. وروي إنّ زيداً عليه السّلام دخل على الإمام الباقر فضرب الإمام على كتفه وقال هذا سيِّد بني هاشم ، إذا دعاكم فأجيبوه ، وإذا استنصركم فانصروه.
ـ قال الإمام الصّادق مؤبّنا عمّه لمّا علم بخبر استشهاده (رحمه الله) ، أما انّه كان مؤمنا ، وكان عارفا ، وكان عالما ، وكان صدوقا ، أما انّه لو ظفر لوفى ، أما انّه لو ملك لعرف كيف يضعها. وقال أيضا إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، عند الله احتسب عمّي ، انّه كان نعم العم ، إنّ عمّي كان رجلا لدنيانا وآخرتنا ، مضـى و الله شـهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليّ والحسين ، مضى والله شهيدا. وقال أيضا كان والله سيّدا ، والله ما ترك فينا لدنيانا ولا لآخرتنا مثله.
ـ روي إنّ الإمّام الرّضا قال للمأمون عن زيد ، فانّه من علماء آل محمد (صلى الله عليه وآله) غضب لله عزّ وجل فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله ، وقد حدّثني أبي موسى انه سمع أباه جعفر يقول ” رحم الله عمّي زيدا انّه دعا إلى الرّضا من آل محمّد ، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ، وقد استشاره في خروجه ، فقال: إن رضيت أن تكون المقتول بالكناسة فشأنك ، فلما انّصرف قال جعفر ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه.
(لفبه بحليف القران)
قال أبو الجارود: قدمت المدينة فجعلت كلما أسأل عن زيد قيل لي: ذاك حليف القرآن، ذاك أسطوانة المسجد، من كثرة صلاته. ويقول أبو حنيفة حينما يُسئل عنه: هو حليف القرآن منقطع القرين.
وكان كلامه يشبه كلام جدّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، بلاغةً وفصاحة، فلا بِدعَ إِذاً إنْ عدّه الجاحظ من خطباء بني هاشم، ووصفه أبو اسحاق السبيعي والأعمش بأنه أفصح أهل بيته لِساناً وأكثرهم بياناً ،وناخذ من خطبة ماتحدث به أبو الجارود قال: خطب زيد بن عليّ عليه السّلام أصحابه حين الخروج فقال: « الحمدلله الذي منّ علينا بالبصيرة، وجعل لنا قلوباً عاقلة وأسماعاً واعية، قد أفلح مَن جعل الخير شعاره والحقّ دِثاره، وصلّى الله على خير خلقه الذي جاء بالصدق من عند ربّه وصدّق به الصادق [محمّد]؛ وعلى آله الطاهرين من عترته وأُسرته، والمنتجبين من أهل بيته.
أيّها الناس، العَجَل العَجَل قبل حُلول الاجل، وانقطاع الأمل، فوراً.. كم طالب لا يفوته هارب إلاّ هرب منه إليه، ففِرّوا إلى الله بطاعته، واستجيروا بثوابه من عقابه، فقد أسمعكم وبصّركم ودعاكم إليه وأنذركم، وأنتم اليوم حجّة على مَن بعدكم، إن الله يقول: ليتفقّهوا في الدِّينِ وليُنذروا قومَهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يَحذرون. ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات أولئك لهم عذاب عظيم. عِبادَ الله، إنّا ندعوكم إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نُشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً مِن دون الله سبحانه وتعالى، إنّ الله دمّر قوماً اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله.
عباد الله، كأنّ الدنيا إذا انقطعت وتقضّت لم تكن، وكأنّ ما هو كائن قد نزل، وكأن ما هو زائل قد رحل، فسارعوا في الخيرات واكتسبوا المعروف تكونوا مِن الله بسبيل، فإنّ من سارع في الشر واكتسب المنكر ليس من الله في شيء.
أنا اليوم أتكلّم وتسمعون ولا تنصرون، وغداً بين أظهركم هامة فتندمون، ولكن الله ينصرني إذا ردّني إليه، فهو الحاكم بينا وبين قومنا بالحق، فمن سمع دعوتنا وأناب إلى سبيلنا وجاهد بنفسه نفسه ومَن يليه من أهل الباطل لادّعائهم الدنيا الزائلة الآفلة على الآخرة الباقية، فالله من أولئك بريء؛ وهو يحكم بيننا وبينهم. إذا لقيتم قوماً فادعوهم إلى أمركم؛ فإن يُستجبْ لكم برجلٍ واحد خيرٌ مما طلعت عليه الشمس من ذهب وفضة؛ وعليكم بسيرة أمير المؤمنين عليه السّلام بالبصرة؛ لا تتبعوا مُدبراً؛ ولا تُجهزوا على جريح؛ ولا تفتحوا باباً مغلقاً، والله على ما نقول وكيل.
عبادَ الله، لا تقاتلوا عدوكم على الشكّ فتضلّوا عن سبيل الله، ولكن البصيرة ثمّ القتال؛ فإنّ الله يجازي عن اليقين أفضل جزاء يجزي به على حقّ؛ إنّه مَن قتل نفساً يشكّ في ضلالتها كمن قتل نفساً بغير حق. عبادالله البصيرة ثمّ البصيرة.
قال أبو الجارود: قلت له: يا بن رسول الله، الرجل يبذل نفسه على غير بصيرة؛ قال: نعم، أكثر مَن ترى عشقت قلوبهم الدنيا والطمع أرداهم إلا القليل، والذين لا يحضرون الدنيا على قلوبهم ولا لها يسعون أولئك مني وأنا منهم.
لقد عاش ونشأ زيد (عليه السلام) في حجر و كنف والده زين العابدين (عليه السلام) خمسة عشر عاماً أو يزيد وبعد استشهاد والده عام 95 هـ كفله أخوه الإمام الباقر (عليه السلام) فهو ربيب الباقر (عليه السلام)، عاش في رحاب عطفه وحنانه بعد استشهاد أبيه واغترف العلم والتقوى من نبعه الفياض.
وتخرج في معرفة العلوم على يد السجاد (عليه السّلام) وعلى الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام)، ومنهم أخذ لطائف المعارف وأسرار الاحكام، فافحم العلماء واكابر المناظرين من سائر الملل والأديان.
و بلغ درجة علمية راقية ،يقول الشيخ المفيد: كان عين إخوته بعد أبي جعفر (عليه السلام) وأفضلهم، وكان ورعاً، عابداً فقيهاً، سخياً، شجاعاً، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويطلب بثارات الحسين (عليه السلام) (1)..
و يقول أبو حنيفة (شاهدت زيد بن عليّ كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقَه منه ولا أسرع جواباً ولا أبيَن قولاً)(2).
ويشهد لذلك كلّه حديث أبي غسان الازدي قال: قدم زيد بن عليّ الشام أيّام هشام بن عبدالملك؛ فما رأيت رجلاً أعلم بكتاب الله منه؛ ولقد حبسه هشام خمسة أشهر وهو يقص علينا ـ ونحن معه في الحبس ـ تفسير سورة الحمد وسورة البقرة هذّ ذلك هذّاً. (3).
وبعد ان كان زيدا عالما ومفسرا ومحدثا وعاصر بعض الاحداث مع أبيه الامام زين العابدين ،فضلا عن الاحداث الصاخبة في المدينة.
وبعد شهادة الامام زين العابدين (عليه السلام) تداول زيد مع الامام الباقر (عليه السلام) مسألة القيام بثورة ضد الانحراف والطغيان ،فايده الامام (عليه السلام).
وكانت الاحداث بالكوفة عصيبة في عصر وحكم هشام الذي انتهج سياسة إغاظة الكوفيين اشد غيظ(4) ،فقد كان حكمه ثقيل الوطأة على الأمصار الإسلامية.
وبعد استشهاد الباقر (عليه السلام) كانت الكوفة مهيأة للثورة ،فأهلها هيأتهم الأحداث ، ونظمتهم تلك المراسلات التي جرت بينهم وبين زيد(5).
وبدأت مراسلات الكوفيين لزيد بشأن الثورة.وقد تحددت دعوته إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) ، وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين ، وإعطاء المحرومين ، وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواد ، ورد المظالم ، وإقفال المجمر ، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا وجهل حقنا (6).فجذبت دعوته أهل العلم والفقه والمتقين(7)
واستطاع زيد تنظيم اهل الكوفة بالقادسية ،فاخذ منهم المواعيد والمواثيق(8).فخرج زيد ليلة يوم الأربعاء ، أول ليلة من صفر سنة (122هـ/ 739م)(9).
وكان خروجه قبل موعد ساعة الصفر بسبب أجراءات والي الكوفة يوسف بن عمر ،فأمر نائبه الحكم بن الصلت(10) بجمع أهل الكوفة جميعًا يوم الثلاثاء آخر محرم (أي قبل الموعد بيوم) في الجامع الكبير لأداء صلاة جامعة ، ثم اخذ يتوعد من يتخلف بالقتل ، إذ نادى المنادي: أيما رجل من العرب والموالي أدركناه في رحبة المسجد فقد برئت منه الذمة (11 ) ، وأرسل الشرطة لجمع الناس بالجامع، فدخل أهل الكوفـة المسجد ، من ثم بنيت عليه الأبواب(12). وبذلك يكون يوسف قد استطاع وبنجاح عزل اغلب رجال الثورة عن قائدهم زيد. ولم يبقى مع زيد من اهل الكوفة سوى سوى مائتين وثمانية عشر رجلاً(13)
اشتبك زيد وقواته مع الأمويين في معارك عدة ، شملت شوارع الكوفة وأزقتها ، أسفرت عن صمود قواته ، والسيطرة التامة على معظم هذه الشوارع والأزقة(14).
و استطاع رجال زيد رغم قلة عددهم ان يتصدوا لهجمات البعوث التي كان يرسلها يوسف بن عمر من الحيرة(15) ، وتمكنوا ايضاً من إيقاع سبعين قتيلاً في صفوف الشاميين(16) ، إلا ان يوسف عدل من استراتيجية مهاجمة قوات زيد ، وذلك بإرسال قوة معظمها من الرماة ، اتخذوا أماكنهم محاصرين لقوات زيد ، واخذوا يمطرونهم طوال الليل بالسهام(17) ، حتى تمكن احد الرماة من إصابة زيد برأسه ، فنقل على اثر ذلك ، وحين انتزع الطبيب السهم مات زيد شهيداً(18).
ودفن زيد في حفرة من طين ، ثم أجري عليها الماء حتى لا يعثر عليه أحد(19) من قبل اصحابه، وكان ذلك في أوائل صفر سنة (122هـ/ 739م)(20).
واخبر الغلام السندي عن الموضع الذي دفن فيه زيد والي الكوفة يوسف بن عمر (21) ، فبعث يوسف نائبه الصلت بن الحكم إلى قبر زيد ، فاستخرج رفاتـه وبعثـها إلى يوسف ، فأمر بقطع الرأس وصلبه مع كبار أصحابه(22).
وبعث يوسف بن عمر برأس زيد إلى هشام بن عبد الملك ، فأمر هشام بنصبه على باب مدينة دمشق ، ثم أمر بإرساله إلى المدينة(23)
حيث نصب عند قبر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يوما وليلة(24) ، وبعد ذلك أرسل إلى مصر ، فطيف به في الشوارع ، ثم أمر بتعليقه(25) ، فقام أهل مصر بسرقة الرأس ثم دفنوه (26) ، اما جسد زيد فقد ظل مصلوبا حتى أيام الوليد بن يزيد (125 – 126هـ/ 743 – 744م) ، إذ كتب إلى يوسف بن عمر: فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فاحرقه وانسفه في اليم نسفاً (27).
و ان صنيع يوسف بن عمر وسيده في جثمان زيد بن علي هو عين صنيع عبيد الله بن زياد وسيده في جثمان جده الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)(28).
الكرمات الخاصة بعد استشهاده.
1.بعد أن دفن من قبل اصحابه بجدول مياه العباسية وكان الواشي عن مكان دفنه لوالي الكوفة غلام سندي أخرج الجسد وحمل على جمل لقصر الامارة بالكوفة ،فقاموا بنحر راسه الشريف وطيف به من بلد الى بلد وصولا للشام ،فعندما وصل مصر قام اهلها النجباء بخطف الراس المقدس ليلا ودفنه سرا.
أما الجسد الطاهر فأمر والي الكوفة بصلبه عريانا على جذع نخلة والخشبة ووجهوا وجهة الى جهة الفرات ،وبقدرة الله استدارت الخشبة الى جهة القبلة ،ففعلوا ذلك مرارا والخشبة تستدير لجهة القبلة.(29).
واقبل رجلان من بني ضبة ويد كل منهما في يد صاحبه حتى قاما بحذاء الخشبة فضرب احدهما بيده على الخشبة وهو يقول: { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تُقطع أيديهم و أرجلهم من خِلافٍ } فذهب لينحي يده فانتثرت فيها الأكلة ورفع على شقِّه فمات.
وإن رجلا مـرَّ على خـشبته فوضع إصبعه عـليها وقـال: هـذا جزاء الفاسـق ابن الفاسق ، فغاصت إصـبعه في كفِّه.
2.بقدرة الله في اليوم الاول من صلبه عريانا جاءت العنكبوت ليلا تنسج على عورته فتسترها (30).
وياتي جنود والي الكوفة صباحا ،فيشاهدوا النسج ويقوموا بازالته بالرماح ،فتاتي العنكبوت ليلا وتنسج مره اخرى.
3.وبعد مدة من الزمن وعدم انتهاء العنكبوت من عملها والاعداء يستمرون بهتك النسيج بالرماح ،يقول ابو الفرج في مقاتل الطالبيين:ـ فارتخى بطنه من قدامه وظهره من خلفه حتّى سترت عورته من القبل والدبر.
4.يقول الشيخ الطوسي في أماليه: قدم الكوفة رجل من بلنجر بعد قتل زيد فقال: إلا ترون إلى هذا الفاسق ابن الفاسق كيف قتله الله فلم يلبث أن رماه الله بقرحتين في عينيه فمس الله بهما بصره ، فقال أبو زط الكوفي: احذروا أن تتعرضوا لأهل هذا البيت إلا بخير.
5.مرت على خشبته امرأة فرأته عريانا فرمت عليه خمارها ، فالتاث بمشيئة الله تعالى وستره فصعدوا له وحلوه (31).
6.يحدث شبيب بن غرقد قال قدمنا الكوفة من الحج فدخلنا الكناسة ليلا فلما كنا بالقرب من خشبة زيد أضاء الليل ، فلم نزل نسير نحوها فنفحت منها رائحة المسك ، فقلت لأصحابي: هكذا توجد رائحة المصلوبين ؟ وإذا بهاتف يقول: هكذا توجد رائحة أولاد النبيين ، الذين يقضون بالحقّ وبه يعدلون.
7.أن عزرمة أخا كناسة الاسدي جلس في مجمع الاسديين بالقرب من خشبة زيد ، فكان يلتقط حصيات ويرمي بها زيدا يصنع ذلك كل يوم ، يقول إسماعيل بن اليسع العامري: فوالله الذي لا اله غيره ما مات حتّى رأيت عينيه مرقودتين كأنهما زجاجتان خضراوان.
8.قال في كتاب كشف الغمة:عندما بلغ الامام الصادق (عليه السلام)قول الحكيم بن العباس الكلبي:
صلبا لكم زيدا على جذع نخلة….ولم ارى مهديا على الجذع يصلب
وقسم بعثمان عليا سفاهة…وعثمان خير من علي وأطيب
رفع الصادق يديه الى السماء وهما يرتعدان وقال ((اللهم أن كان عبدك كذابا فسلط عليه كلبك))
وأتفق أن ارسل الحكيم الى الكوفة فبينما هو يدور في سككها اذ افترسه الاسد ،فلما وصل خبره الى الامام الصادق (عليه السلام)خر لله تعالى ساجدا ،ثم قال ((الحمد لله أنجزنا ما وعدنا.
*ومن كرامات حليف القران في القرن العشرين
نهاية التسعينيات من القرن العشرين كان المشهد لزيد الشهيد في حالة أعمار كمرحلة أخيرة من قبل تبرعات أهل الخير.
فقام النظام البعثي في العراق بإرسال شخص من ديوان الرئاسة إلى أوقاف بابل ليتسلم منصب مدير أوقاف بابل.
وعند قدومه إلى مزار زيد بن علي التقى بسادن وخدمة المزار الشريف وكذلك المقاول الذي كان يشرف على عملية البناء ، فتركز لقاؤه بهم حول معرفة مصادر الأموال التي تصرف للبناء ، فأجابه الحاضرون بان الأموال كانت من بعض أهل الخير الذين تبرعوا بها لاعمار المزار ، فقال ماهي مشاركة الحكومة في العمل ، فقالوا له إنها تقوم بعملية الإشراف على العمل كاستحصال الموافقات وغيرها ، وأخيرا قال لهم من الآن يجب أن ترسلوا لي أي شخص يريد التبرع بالأموال لنقوم نحن بصرف الأموال والتنفيذ بهدف إيقاف وتأخير العمل في المزار ، عندها دخل المقاول إلى الحضرة المطهرة ودعا الله وخاطب زيداً بقوله ((سيدي إذا كنت تريد لهذا العمل أن يستمر فعليك أن تخلصني من هذا الشخص وإلا فسأحمل معداتي واترك المكان..)).
بعدها بقليل جاء احد خدمة المزار ودعا المدير الجديد لتناول طعام الغداء في بيته فقبل المدير الدعوة ، فلما وُضع الطعام بين يديه وقبل أن يبدأ بتناول الطعام فجأة اخذ يصرخ بصوتٍ عال ويقول بالعامّية ((اجاني.. اجاني..)) وفتح عينيه واخذ ينظر وكأن شخصاً واقفا على رأسه ثمّ ارتمى على الأرض فقام له الحاضرون وأرادوا تحريكه فلم يستطيعوا فنقلوه بسيارة مديرية الأوقاف إلى المستشفى في مدينة الحلة وعلى مسافة 10 كم تقريباً من الحلة وفجأة (احترقت السيارة التي تقلّه) فقاموا بنقله إلى سيارة أخرى فنقلته إلى المستشفى.
لم يستطع الأطباء تشخيص مرض المدير فبقي حتى الليل ومات فكانت حالته الغريبة تجبر الطبيب المعالج على القيام بتشريحه لمعرفة السبب وان كان أهله لم يوافقوا على ذلك ، ولما تم تشريحه وإجراء بعض الاختبارات تبين السبب وهو….. ((إنهم وجدوا اطلاقتين لحميتين في منطقة الصدر للمتوفى ، والأغرب من ذلك إنهما بلا مدخل ولا مخرج)) فأثار استغرابهم وتعجُّبهم من الأمر واستكتموا على الأمر.. متناسين مكانة الشهيد الخالد الذي حاولوا أن يوقفوا بناء مزاره الذي يؤمه الناس من كلّ حدب وصوب لا ليمجّدوا ضريحا أو ليتمسّحوا بفضة أو حديد بل ليأخذوا من أرواح هؤلاء العظماء قبسا يستضيئوا به في أنفاق هذه الدنيا المظلمة وليطلبوا حوائجهم من إحدى أبواب الحوائج التي جعلها الله تعالى لعباده..
شفاء ذوي الأمراض المستعصية بقدرة الله سبحانه وبركات زيد الشهيد وبعضها مدون وموثق لدى اعلام المزار حاليا.
(مزار زيد وزيارته)
قال السيد مهدي القزويني: ولزيد بن علي في موضع صلبه وحرقه من كناسة الكوفة قبر مشهور وعليه قبة وهو من المزارات المقصودة.
ويقول: الشيخ حرز الدين: (… مشهده عامر بالزائرين والوفود في ليالي الجمعات والمواسم الإسلامية، ويقع في الشرق الجنوبي لقرية الكفل، يبعد عن حدود الفرسخين عنه، وهذا المشهد هو موضع دفنه وإقباره).
(زيارة الشهيد زيد بن علي بن الحسين(عليهم السلام))
السَّلامُ على رَسُولِ اللهِ {صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وَسَلَّم} خَاتَمِ الأنْبِياءِ والمُرْسَلِينَ ، السَّلامُ عَلى أمِيرِ المُؤمِنِينَ عَليً بِنْ أَبِي طَالِبْ ، السَّلامُ عَلى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِين السَّلامُ عَلى الحَسَنِ والحُسَينِ سَيّديَّ شَبَابِ أهلَ الجَنَّّةِ ، السَّلامُ عَلى الأئِمةِ المَعْصُومِينَ مِنْ ذُرّيةِ الحُسينِ {عليه السلام} ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها السَّيدُ الزَكِي الوَلِي ، السَّلامُ عَليكَ يَاْ زَيدَ بِنْ عَلي أشْهَدُ أنَّّكَ قَدْ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ صَابِرَاً مُحْتَسِبَاً لَمْ تَأخُذْكَ فِي اللهِ لَومَةُ لائِمِ فِي نُصرَةِ شَرْعِ جَدِّكَ المُصْطَفى فأعَّلَنْتَ الدَّعْوةَ وحَارَبْتَ الفَجَرَةَ ، السَّلامُ عَلى مَنْ َسَْمَاهُ رَسُولُ اللهِ زَيداً قَبلَ وِلادَةِ أَبيهِ زَينِ العَابِدِينَ وَبَكَى لأِجلهِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ قَالَ فيهِ الإمَامُ الصَّادِقُ { عليه السلام } إنَّ عَمّي زَيداً كانَ مُؤمِنَاً ، وَعَالِمَاً ، وَصَدُوقاً مَضى هُو وَأَصْحَابَهُ شَهِيداً كالشُّهداءِ مَعَ أمِيرِ المُؤمنينَ وُصَلواتُ اللهِ عَلى رُوحِكَ الطّاهِرَةِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ أُصِيبَ بالسَّهْمِ فِي جَبْهَتِهِ فَكانَتْ فيهِ شَهادَتُهُ ، السَّلامُ عَلى رَأسِكَ المَصْلُوبِ في الشامِ وَفِي مَدينةِ رَسولِ الله {صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وَسَلَّم} ، السَّلامُ عَلى جَسَدِكَ المَصْلوبِ في الكُوفَةِ أَرْبَعَ سِنينَ وَقدْ ظَهَرَتْ مِنْهُ البَرَاهِينَ ، السَّلامُ عَلى مَنْ قالَ فِي حَقّهِ الإِمَامُ الصُّادِقُ { عليه السلام } إن عَمّيَ زيدٌ فِي الجَنَّةِ والشَّامِتُ في ِقَتْلِهِ شَرِيكٌ فِي دَمِهِ أتَيْتُكَ يَاْ مَوْلاي عَارِفاً بِجِهَادِكَ وحُرْمَتِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ الله مُؤمِنَاً بِمَا دَعَوتَ إليهِ مُحارباً لِمَنْ نَصَبَ العَداوَةَ لأهِلِ البيتِ {عَلِيْهُمُ السَّلامُ} اللهُمَّ الْعَنْ قَتَلةَ أمِيْرِ المؤمنينَ { عليه السلام } و ابنِهِ الحَسَنِ { عليه السلام } والْعَنْ العِصَابَةَ الَّتي قاتَلَتْ الحُسَيْنَ { عليه السلام } والْعَنْ قَتَلَةَ الأئِمَةِ المَعْصُومِينَ والْعَنْ قَتَلةَ زَيْدِ بِنْ عَلِي { عليه السلام } واخْزِهِمْ يَوْمَ النّشُورِ وَأصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ ولا تَغْفِرْ لَهُمْ أبداً… ياَ مَولايَ إنِّي وَقْفَتُ فِي مَقَامِي هَـذا أبتغِي رِضَا الله تَعالى بمُوالاتِي لَكُمْ والتَّوفِيقَ لِمَا دَعُوتُمْ إليهِ فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ اللهِ يا وَجِيهاً عِنْدَ اللهِ… اللهمَّ أتُوسَّلُ إليكَ بِحَقِ مُحَمَّدٍ وابْنَتِهِ الصدِّيقَةِ الزَهْرَاءِ وَوَصِِيهِ المُرْتَضَى وأبْنَائِهِ المَعْصُومِينَ وبِحَقِ وَلِيكَ زَيْدِ بِنْ عَلي أنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وآلٍ مُحَمَّدٍ وأنْ تَكْشُفَ كَرْبِي وَ أنْ تَقْضِي حَاجَتِي وَلا تُخَيبَ سَعيِي وَرَجَائِي مِنْ شَفَاعَةِ الأئِمَةِ الطَاهِرِينَ ٳنَّكَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ وصَلّى اللهُ عَلَى مُحَمَدٍ وَآلهِ الطّاهِرِينَ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) الاِرشاد: 268، ط النجف.
(2) الخطط المقريزية ج 4 ص 307.
(3) الهذّ سرعة القراءة.
(4) حسن ، ناجي ، ثورة زيد بن علي ، مطبعة الآداب (النجف – 1966م) ، ص72 – 76.
(5) الكليني ، الكافي ، ج1 ، ص356 ؛ ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج19 ، ص469.
(6) الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص172 ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج5 ، ص233. المجمر: ترك الجند في ثغر العدو. الفراهيدي ، العين ، ج6 ، ص122.
(7) ناجي ، ثورة زيد بن علي ، ص106 – 107.
(8) الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص173 ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج5 ، ص234.
(9) البلاذري ، انساب الأشراف ، ج2. ص530 ؛ الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص182 ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج5 ، ص243 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، مج5 ، ج9 ، ص343.
(10) بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بت متعب الثقفي ، استخلفه الحجاج بن يوسف الثقفي على البصرة سنة (75هـ) ، ولاه هشام بن عبد الملك ولاية خراسان سنة (123هـ) ، استجابة لطلب يوسف بن عمر. ينظر: ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج15 ، ص9 – 10 ؛ آل خليفة ، أمراء الكوفة وحكامها ، ج2 ، ص404 – 409.
(11) الأصفهاني ، مقاتل الطالبين ، ص91.
(12) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج19 ، ص472.
(13) البلاذري ، انساب الأشراف ، ج2 ، ص530 ؛ الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص181 – 182 ؛ الأصفهاني ، مقاتل الطالبين ، ص91 – 92 ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج5 ، ص244.
(14) الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص184 – 185.
(15) الأصفهاني ، مقاتل الطالبين ، ص91 ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج5 ، ص245.
(16) الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص185.
(17) الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص186 ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج5 ، ص245.
(18) البلاذري ، انساب الأشراف ، ج2 ، ص534 ؛ الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص186 ؛ ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، مج2 ، ج3 ، ص226.
(19) البلاذري ، انساب الأشراف ، ج2 ، ص534 ؛ الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص181 – 182 ؛ الأصفهاني ، مقاتل الطالبين ، ص95.
(20) الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص181 ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج5 ، ص243؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، مج5 ، ج9 ، ص343.
(21) البلاذري ، انساب الأشراف ، ج2 ، ص535 ؛ الصدوق ، الأمالي ، ص477 ؛ الطوسي ، الأمالي ، ص434.
(22) الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص187 – 188. وصلب معه(يقصد مع زيد) معاوية بن إسحاق ، وزياد الهندي ، ونصر بن خزيمة العبسي . الأصفهاني ، مقاتل الطالبيين ، ص95.
(23) الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص189 ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج5 ، ص246.
(24) البخاري ، سر السلسة العلوية ، ص59 ؛ ابن عنبة ، احمد بن علي الحسيني ، عمدة الطالب في أنساب بني طالب ، تصحيح: محمد حسين آل الطالقاني ، ط2 ، المطبعة الحيدرية (النجف – 1380هـ) ص258.
(25) الكندي ، محمد بن يوسف ألمضري ، الولاة وكتاب القضاة ، تصحيح: رفن كسن ، مطبعة الآباء اليسوعيين (بيروت – 1908م) ، ص81 ؛ ابن تغرى بردى ، جمال الدين أبي المحاسن يوسف الاتابكي ، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، مطبعة دار الكتب المصرية (القاهرة – 1929م) ، ج1 ، ص281..
(26) ابن خلكان ، شمس الدين احمد بن محمد بن أبي بكر ، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمن ، تحقيق: إحسان عباس ، دار صادر (بيروت – 1977م) ، ج5 ، ص123 ؛ ألقمي ، الكنى والألقاب ، ج1 ، ص232.
(27) الطبري ، تاريخ ، ج7 ، ص230. اليم: البحر الذي لا يدرك قعره. الفراهيدي ، العين ، ج8 ، ص431.
(28) المقرم ، زيد الشهيد ، ص169 ؛ أبو زهرة ، محمد ، الإمام زيد ، دار الفكر العربي(القاهرة – 1378هـ) ، ص59 ؛ مغنية ، الشيعة والحاكمون ، ص116.
(29) الدميري ، حياة الحيوان ،و تاريخ الشام ج6ص 25.
(30) تاريخ الخميس ج2ص 357 ،و تاريخ الشام ج6ص 25،و الصواعق المحرقة ص101.
(31) الحدائق الوردية.