الصفحة الإسلامية

حقد أعداء آل البيت بشاعة لا توصف

4604 2017-08-26

صفحات التاريخ الاسلامي سوداء برائحة الدم المظلوم لما جنته يد غدر أبناء الطلقاء منذ بزوغ شمس الاسلام وحتى يومنا هذا، من تآمر وحيل ومكر وخداع وتضليل وتزييف وتزوير لحجب رحمة ورأفة ونبل وعظمة الرسالة السماوية السماح الاسلام المحمدي الأصيل؛ ليتنقل الصراع بين الباطل والحق والظلام والنور والمحبة والعنف من جيل الى جيل، أبناء وأحفاد وأتباع وأنصار حاملين فكرة تكفير الآخر حسب تفسيرهم المعوج لروايات وأحاديث أبتدعها فكر الغدر والخيانة والفرقة والنفاق في صفوف الأمة لاجاء بها أمر ولا نزل بها وحي . 

حمل أبناء الطلقاء ومن تبعهم كراهية لاتوصف عندما وقف على دور الامامة من بعد الرسالة المحمدية حيث أوصى بذلك الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم وبايعت الأمة بكبار قياداتها وصحابتها وخلفائها الراشدين الامام علي عليه السلام؛ وأن الإمامة كالنبوة موهبة إلهيّة يَمنحُها الله سبحانه لِمَنْ هو أهل لها من عباده المصطفين الاخيار الأبرار دون غيرهم، ولا دخل للعمر في ذلك . 

من يستبعد نبوّة وإمامة الطفل الصغير أو يتصورها غير ممكنة فإنه قد خلط بين الأمور الالهيّة والشؤون العاديّة ، وتصورها بشكل واحد ، بينما الواقع ليس كذلك ، فالامامة والنبوة مرتبطة كل منهما بارادة الله عز وجل ، وهو يمنحها للعباد الذين يعلم ـ بعلمه اللامحدود ـ أهليّـتهم لهذا المقام الرفيع ، قال تعالى : ( يا يحيى خُذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً ) مريم 12 ، وقال تعالى : ( قالوا كيف نكلم مَن كان في المهد صبياً * قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً ) مريم 29 ـ 30 . 

برهن الامام الجواد (ع) بمواهبه وعبقرياته، وملكاته العلمية الهائلة وقدرته على تقلد أمور الامامة والزعامة الدينية بعد استشهاد أبيه الامام الرضا (ع) وكان عمره الشريف لا يتجاوز السبع سنين.. حيث عاش حياته متجهاً صوب العلم فرفع مناره، وأرسى أصوله وقواعده، فأستغل مدّة حياته في التدريس ونشر المعارف والآداب الاسلامية، واحتفّ به جمهور كبير من العلماء والرواة ينهلون منه العلوم الإسلامية من علم الكلام والفلسفة، وعلم الفقه، والتفسير؛ ما أربك السلطة العباسية الجائرة كما هو الحال على طول تاريخ هذه الأمة المتشتة والمتفرقة حيث الخوف والفزع ينتابان الحكومات الطاغية والمتفرعنة من وعي وحنكة وحكمة واستقلالية أتباع وأنصار ومحبي أهل بيت النبوة والرسالة عليهم السلام وما الأنظمة الوهابية الحاقدة الحاكمة في السعودية والبحرين والامارات وأخواتها المتوارثة للسلطة ودورهم السيادي في إراقة دماء الأمة وتدمير البلاد وقتل العباد على شاكلة أسلافها أبناء الطلقاء، إلا نموذجاً في عصرنا الحالي لما كان يحمله أبناء الطلقاء من حقد على بيت النبوة والرسالة السماوية ومساعيهم في تحريفها ودفع البشرية نحو "الاسلاموفوبيا" منذ اللحظة الأولى لطلوع فجر رسالة السماء السمحاء . 

ساهم الامام محمد بن علي الجواد (ع) والذي نعيش اليوم التاسع والعشرين من ذي القعدة ذكرى استشهاده المفجع على يد مثلث شوم الاغتيال كما يرويه المؤرخ علي بن الحسين المسعودي: "وجعلوا - المعتصم بن هارون، وجعفر بن المأمون، وأخته أم الفضل - سُمّاً في شيء من عنب رازقي، وكان يعجب الامام الجواد (ع) العنب الرازقي، فلمَّا أكلَ(ع) منه نَدمَتْ، وجعَلَتْ تبكي"، وبقي جسده الطاهر ثلاثة ايام على سطح المنزل كما بقي جسد جده الامام الحسين عليه السلام عرياناً في صحراء الطف لثلاثة ايام ليعيد التاريخ نفسه؛ وذلك سنة عشرين ومائتين، بعد أن قاسى الامام أبو جعفر (ع) من المعتصم ما قاسى (عيون المعجزات: 122 ـ 123، وبحار الأنوار 50: 99 | 12، ورواية الطبري في دلائل الإمامة: 388 ـ 390، واختصاص الشيخ المفيد: 102، ومناقب آل أبي طالب 4: 382 ـ 383)؛ خلال مدة امامته التي لم تدم أكثر من سبعة عشر عاماً في إغناء معالم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وحفظ تراثها، فأحتف به جمهور كبير من العلماء والرواة وهم يأخذون منه العلوم الإسلامية؛ حيث عدّ الشيخ الطوسي نحو مائة من الثقات والرواة من تلامذة الامام الجواد (ع) الذين تتلمذوا على يده، علم الكلام والفلسفة والفقه والتفسير و... نذكر بعضاً منهم ممن روى علماء الرجال والمحققون عنهم-: 

الف ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي: صنف كتباً كثيرة بلغت أكثر من تسعين كتاباً. 

ب ـ علي بن مهزيار الأهوازي: له اكثر من ثلاثة وثلاثين كتاباً. 

ج ـ صفوان بن يحيى: له كتب كثيرة، وله مسائل عن الكاظم (عليه السلام). 

د ـ أحمد بن محمد بن أبي نصر: كان عظيم المنزلة، له كتاب الجامع، وكتاب النوادر. 

jameelzaheri@gmail.com 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك