الصفحة الإسلامية

الامام علي بن الحسين وأدعيته في مواجهة الشجرة الملعونة

3285 2017-10-18

 

شدد الدين الاسلامي المحمدي الأصيل على دور الدعاء في تربية الانسان المسلم وتوعيته وتنوير فكره وهدايته نحو الصواب والطريق القويم وتعزيز ارادته وعزمه على مواجهة المصاعب والمصائب وردع الظلم والفرعنة والطغيان والتصدي للظلم والاحتلال والاستعمار والدعوة نحو التحرر والاستقلال . 

وقد اشار القرآن الكريم والاحاديث النبوية أن للدين مظهرا وجوهرا، فالعبادات كالصلاة والصيام والحج و.. مظهر الدين فيما يشكل الدعاء جوهر الدين وعماده القويم فهو اتصال الانسان بالله سبحانه وتعالى وحديثه الخاص مع البارئ المتعال ومناجاته مع ربه الكريم . 

من هذا المنطلق رسم الامام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهم السلام الذي نعيش هذه الايام ذكرى استشهاده المؤلم على يد الطاغية الأموي الجبار العنيد الظلوم الغشوم الوليد عبد الملك (المسعودي في مروج الذهب: ٣ / ٩٦)، القائل: "لا راحة لي وعليّ بن الحسين موجود في دار الدنيا" (رواه الزهري في كتاب حياة الامام زين العابدين: ٦٧٨)؛ معالم مدرسته الاسلامية ونهجه المقاوم للطغاة وفضح الظلم ونبذه والتصدي اليه على ضوء ما قاله والده الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء "هيهات منا الذلة" ولكن بأدعية عالية المضامين تستند كلها لوحي القرآن الحكيم وتعتبر بحق دائرة معارف عليا لجميع المعارف الالهية، ابتداءً من معرفة الله سبحانه وتعالى، وانتهاءً بتكريس الصفات الرسالية عند الانسان المسلم في التوحيد والعدالة والمساواة كما وردت في صحيفته السجادية في وقت كان العالم الاسلامي يمر بأصعب مراحله وحكم أعتى طغاته من بني أمية المجرمين. 

وكما هو الحال في عصرنا الحاضر وما تعانيه البلاد الاسلامية من إضطرابات نفاقية تكفيرية وهابية سلفية ينتهجها حكام النهج القبلي الوراثي سلالة الشجرة الملعونة في تكفير المسلمين وذبحهم وسلبهم ونهبهم وتكفيرهم كما حدث في عام 61 للهجرة حيث ذبحوا ريحانة الرسول (ص) وأهل بيته واصحابه الميامين المنتجبين، وسبوا أطفاله ونساءه ونهبوا وحرقوا خيامه في صحراء الطف بسلاح التكفير والخروج على الحاكم بفتاوى التزييف والتزوير، شهدت الحياة السياسية في عصر الامام السجاد (ع) ألوان من القلق والاضطراب، حيث خيم الذعر والخوف على الناس وفقدوا جميع أشكال الأمن والاستقرار، مما سبب تفكك المجتمع وشيوع الأزمات السياسية الحادة، واندلاع الثورات المتلاحقة. والسبب الأول والأخير في كل هذه الأحداث المؤلمة يعود الى طبيعة حكم أبناء هند آكلة الأكباد الجائر والمستبد والفساد الذي استشرى في البلاد من قبل الملوك والولاة. 

وقد اثار الامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) مسألة العصبية القبلية والطائفية والتكفيرية البالغة الحساسية حيث قال: "العصبيّة التي يأثم عليها صاحبها، أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من قومٍ آخرين"، وأراد (ع) من وراء ذلك مقارعة العصبية ومحاربتها بكل صورها المقيتة التي لا تزال تسري ويتوسع نطاقها في البلاد الاسلامية حيث نرى كيف يتفرعن الحكام ويطغون على ابناء جلدتهم بعد أن ينعتوهم بنعوت طائفية أو قومية أو قبلية وبافكار انحرافية تدفع المجتمع الاسلامي نحو التفرقة والنفاق والتحلل الفكري والمتطرف بحلة الدين وعبر وعاظ سلاطينهم المنحرفين مما أدى الى ظهور الفرق المنحرفة كالوهابية والسلفية لتدفع بالشاب المسلم نحو تكفير أخيه المسلم وهدر دمه بأبسط الصور. 

وقد عرف حكام الجور والطغاة أحفاد وأتباع وأنصار ذوات الرايات الحمر تلك الشجرة الملعونة على امتداد العصور، أن اجتماع الناس تحت مظلة أهل البيت (ع) وتمسكهم بنهجهم والتفافهم حول رايتهم الخفاقة عالياً لهو خطر كبير على سلطتهم ومساند حكمهم التي كسبوها بالظلم والتزييف والطغيان والانحراف وتشويه الصورة الحقيقية للاسلام المحمدي، فصبوا جل اهتمامهم في محاربة هذه المدرسة الوضاءة والمنيرة الصادقة فهدموا المساجد ودور العبادة في العراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها من بلاد المسلمين، للحؤول دون التفاف الناس على ذكر أهل البيت (ع) لأن "اجتماع الناس تحت هذه الراية الالهية راية أهل البيت عليهم السلام يوجب الوحدة والتكاتف..إن ذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام واحياء ذكرهم واستعراض المظالم التي مروا بها تخلق حركة ونهضة عالمية ،على مستوى العالم. فلا تحتقروا هذه المجالس" - الامام الخميني . 

وأخذ من حمل لواء "الداعية" و"مسند الفتاوى" ممن أضحوا مطية لأبليس والشيطان الأكبر وربيبته الكيان اللقيط وزعماء الجاهلية والقبلية والصنمية وسنده وعدته ممن يترأس النظام العربي على عاتقهم بان لن يتركوا للأمة الاسلامية ولا لشعوبها فرصة للراحة أو مجالاً للانسجام والتلاقي أو خيطاً من خيوط الأخوة الاسلامية التي جاءت من أجلها رسالة خاتم المرسلين وحبيب رب العالمين (ص) خلاصاً للبشرية من الظلام والشرك والجهالة والعبودية لغير الله سبحانه وتعالى، مشددين على إصرارهم إشغالها بالخلافات والنزاعات المهلكة التي تعمّها وتتخلّل كل صفوفها عن قضية المطالبة بالحقوق والاصلاح والتغيير المطلوب اسلامياً . 

وألبس الامام السجاد (ع) أدعيته حلة مقاومة للطغاة وفضح ظلمهم ونبذ نهجهم التكفيري القبلي والتصدي لسياستهم النفاقية إستناداً لوحي القرآن الحكيم، لتضحى الصحيفة السجادية بحق دائرة معارف عليا لجميع المعارف الالهية، ابتداءً من معرفة الله سبحانه وتعالى، وانتهاءً بتكريس الصفات الرسالية عند الانسان المسلم في التوحيد والعدالة والمساواة كما وردت في صحيفته السجادية في وقت كان العالم الاسلامي يمر بأصعب مراحله وحكم أعتى طغاته من بني أمية المجرمين. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك