سجاد العسكري
لا نغالي عندما نتصفح تاريخ الامة الاسلامية لنجد سجل حافل , لشمس ساطعة ارادو كسوفها , من اعمتهم ضوء سطوعها , فتستوقفنا شخصية عظيمة بعد الرسول الاكرم "ص" , وتلميذه الاول , وقد وصفه الكثيرين عبر التاريخ ؛ ولكن لنرى وصف حبر الامة له ابن عباس في لسان العرب لأبن منظورمادة "حيا": (وكان علي امير المؤمنين يشبه القمر الزاهر , والاسد الهادر, والفرات الزاخر, والربيع الباكر , اشبه من القمر ضوءه وبهائه , ومن الاسد شجاعته ومضاءه, والفرات جوده وسخاءه, والربيع خصبه وحياءه), نعم انه علي العالي , وكل ما اكتبه دونك سيدي , ولقد وصف امير المؤمنين عليه السلام بـ(الفتى) وهو من الصفات التي خص بها , وخصوصا في واقعة احد عندما نادى جبرئيل (لا فتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار ) , واقعا القران الكريم ذكر الفتى في عدة سور:قال تعالى (اذا اوى الفتية الى الكهف ) و(انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى) ومن المعروف ان اصحاب الكهف كانوا فتية شبان صدقوا ربهم وامتثلوا امره ,وخوفهم على ايمانهم من الكفار , فزادهم عز وجل هدى وثبات , وكذلك قوله تعالى (سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم) وكان نبي الله ابرهيم عليه السلام ذو حجة بالغة واجه عبادة الاصنام بقوة وايمان وشجاعة بالاضافة لابتكار حجة ,الهدف منها تحفيز تفكير عموم الناس انذاك على ما يعبدون من اصنام يصنعونها بايديهم .., اما في الجاهلية ايضا كانت تطلق الفتى على افراد القبيلة الذين يجمعوا صفات عدة كالكرم والنجدة او العقل والفصاحة وغيرها من الصفات التي تعد من الصفات المحمودة, وعموما نستطيع ان نستخلص من كل ماذكر , بان الفتى هي تطلق على صفات عدة وغالبا ماتكون (القوة +الشجاعة + الايمان +الابتكار ) , ولا غرابة في ان علي عليه السلام يمتلك ما لا يوصف , وقد اكدته الكثير من المصادر التاريخية لجميع المسلمين من فضل وشرف , ومقام عظيم على لسان الرسول الامين, فقوة وشجاعة علي شهد لها القاصي والداني منذ الايام الاولى للدعوة الانسانية الاسلامية , فهو من نام في فراش النبي "ص" , وهو بطل جميع الغزوات ومنها الاحزاب وتصدى لعمر بن ود , ويوم غزوة خيبر والتصدي لفرسانهم , وكسر بابها ...فهكذا تجلت شجاعته وقوته في الحروب بين يدي النبي الاكرم "ص" , وهو فتى يافعا في مقتبل العمر حتى قال كلمته المشهورة (والله لو اجتمعت العرب على قتالي لما وليت عنها مدبرا), ومن تجليات ايمان على قوله: (والله لو انكشف لي الغطاء مازدت الا يقينا) , وعندما ضرب على راسه بالسيف استبشر بلقاء الله عز وجل وقال ) فزت ورب الكعبة) , وكان ينبوع الحكمة والمعرفة ,ومن ودائع خزائن علوم علي عليه السلام :كان جالسا على نهر الفرات وبيده قضيب حديد فضرب به على صفحة الماء , وقال: (لو شئت لجعلت لكم من الماء نورا ونارا) فاليوم العلم يكتشف بان الماء يحتوي على طاقة تولد النور (الكهرباء) , ونار(طاقة حرارية )..., وفي التفاتة اخرى لعلي عليه السلام في دعاء الصباح الوارد عنه(واتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه..)وهو يشير الى انه ليس في السماء جرم ثابت , انما كل شيء يتحرك ويدور في فلكه الذي سيره الله فيه وكما يشير الى ظاهرة توزيع الكواكب في ابراج وفق مقادير محسوبة كما ابراج المجموعة الشمسية ..., وكيف لا نتبعه وهو يحمل الرحمة التي انزلت على رسول الله في قوله تعالى (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) وعلي نفس محمد رسول الله "ص" , لذا نجده في كل الحروب يتحاشى سفك الدماء , وطالما كانت وصيته لأنصاره (لا تبدأوهم بقتال), بل كان يحاورهم ويعظهم لعلهم يعودوا من ضلالتهم وغيهم ؟!! ما اعظمك يا علي ؟ وما انصفك الا محبوك واولي الالباب؟ فهو في كل ماجرى عليه من ظلم وهجمات , ولكنه لم يترك الاخرين سدى بل كان لهم ناصح ومرشد وموجه هكذا هو على عليه السلام , فان هذا الفتى وضع لنا خريطة ممزوجة بعقيدة وعمل تكون هي محور حركتنا الانسانية اذ قال(العجز افة , والصبر شجاعة , والزهد ثروة , والورع جنة , ونعم القرين الرضى) فسلام عليك مني سيدي , يا محير الالباب , وفتى الاسلام بلا منازع.
https://telegram.me/buratha