الصفحة الإسلامية

مستقبل كربلاء بيد مَنْ!

2200 2018-09-09

أمل الياسري
مخطئ مَنْ يتصور أن غياب الجسم يعني غياباً للإسم، فخارج أقفاص اللغة تترجم دماء القضية الحسينية ملحمة، لن تمحى ليوم يبعثون، حيث بثت كربلاء المقدسة آهاتها، في كل صوب وحدب، لتنتج ألماً خالداً يبني الإنسان بكرامة وحرية، والإمام سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)، رجل الطوائف والعواطف كفيما وأينما كانت، ولقد وضع بحكمة إلهية فجر نهايات حكيمة، فأراد للأمة أن تدرك الفرق بين الحرية والعبودية، وبين الفوضى والتغيير، والإصلاح والإفساد، وبين الرذيلة والفضيلة، فأي رجل هذا؟!
حرية ممزوجة بالدماء، كان لا بد لها من وزير لنشرها للعالم، لتكون القضية الكربلائية شاهداً، على قصة إنتصار الدم على السيف، وبما أن الإمام علي زين العابدين، كان مريضاً أيام واقعة الطف، ولأهمية بقائه على قيد الحياة، لئلا تخلو الأرض من نسل محمد، فقد إنبرت لبوة بني طالب زينب العقيلة (عليها السلام)، للقيام بإعلان مظلومية أخيها الحسين، فقد قضت مضاجع البيت الأموي بخطبتها العصماء، وأعلنت ثورة ضد الطاغية، ومرغت أنوف أزلامه في وحل الهزيمة والخسران. 
مشهد واقعة الطف الأليمة، بدا مستقبله بيد أم المصائب زينب الحوراء، فكانت بحق أنموذجاً فريداً، في الدفاع عن الدين، والنبوة، والولاية لمحمد وآل محمد، فقد ركز الدعي إبن الدعي، بين إثنتين (السلة والذلة)، ولكنها أردفت هتافها بصرخة مدوية، في مجلس يزيد عليه اللعنة، على أن ثورة تقودها عالمة غير مُعلَمة، وفاهمة غير مُفهَمة، يعني أن القضية إنتقلت من الأرض الى السماء، في عليين وبين يد مليك مقتدر، فقُدَّر أن كل أرض كربلاء، وكل يوم عاشوراء.
هي بنت خير نساء العالمين من الأولين والآخرين، أمها فاطمة الزهراء، وجدتها خديجة الكبرى(عليهما السلام)، تعلمت الصبر والحكمة، في مواجهة المارقين على الدين، وتحملتا أعباء الرسالة، تارة مع النبي المختار (صلواته تعالى عليه) وأخرى مع علي خليفة المسلمين (عليه السلام)، لذا فقد عاشت العقيلة الحوراء حياة البلاء القليل، بأن فارقت أمها وهي لم تزل فتاة صغيرة فتيتمت، والبلاء المتوسط برفقة أبيها، وهي ترى الأمة مخالفة لأمر نبيها فصبرت، أما البلاء المطلق الذي إختير لها فهو مستقبل كربلاء! 
الحسين (عليه السلام) سر إنتصاراتنا، وعاشوراء تعني إحياء عقيدة التصدي للحاكم الجائر، والعقائد المنحرفة، وهذا ما دفع السيدة الحوراء (عليها السلام)، للدفاع عن بيضة الإسلام، فحققت إنتصاراً إصلاحياً، وأخلاقياً، وعقائدياً، مضت آثاره حتى يومنا هذا، ولحين خروج مهدينا المنتظر (عجل الباريء فرجه الشريف)، لذلك كان وما يزال خطاب القباب الذهبية جارياً يحكي للعشاق، عظمة كربلاء وقصة الوفاء والإباء، فالحسين، والعباس، وزينب (عليهم السلام) لا تحتضنهم أرض الطف فحسب، ولكنهم رموز مقدسة وردت عناوينهم في آية (كهيعص)!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك