الصفحة الإسلامية

نساءٌعاصرنَ الأئمةَ ويعشنَ أبدا/1!

3547 2018-09-23

حُبابةُ الوالبيةُ أنموذجاً...
أمل الياسري
أن تكون جزءاً من حيثيات القضية الحسينية، فذاك يعني أنك تتميز بصفات العبادة الخالصة، والعقيدة الصادقة لله عز وجل، وبالتالي فأنت جزء من القضية المهدوية العالمية، وبما أن المجتمع الإنساني رجالاً ونساء، هم مَنْ يحيون هذه القضايا المقدسة، كان هناك عدد من النسوة العالمات الفاضلات، اللواتي عاصرنَ مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، ومنهم حُبابة الوالبية، فطوبى لنساء بلغنَ درجة عالية من الجهاد، للوقوف بوجه الطغاة.
ورد في كتاب إثبات الهداة، الجزء الثالث صفحة (575 )، عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبي عبد الله الباقر (عليه السلام) يقول: (يكون مع القائم ثلاث عشرة إمرأة، قلت: وما يصنع بهن؟ قال: يداوين الجرحى، ويقمن على المرضى، كما كُنَ مع رسول الله، فقلت: فسمهنَّ لي؟ قال: القنواء بنت رشيد، وسمية، وأم أيمن، وزبيدة، وحبابة، وصبانة، وأم خالد الأحمسية، وأم سعيد الحنفية، وأم خالد الجهنية).
حُبابة الوالبية أم الندى، بنت جعفر من بني أسد، تعرف بصاحبة الحصاة التي ختمها أمير المؤمنين، وإعتبرت من دلائل الإمامة، لأنها عاصرت علي بن أبي طالب، وحتى الإمام الرضا (عليهم السلام)، وبشرّها بأنها من المكرورات القائمات مع الحجة المنتظر(عج)، وقد ذكرها الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله: كانت عابدة زاهدة، ومن أهل النجاة، ومن الملازمات لزيارة الإمام الحسين، يوم بايع المنافقون إبن معاوية يزيد عليهما اللعنة.
توفيق إلهي بارع وحياة أبدية، هو ما كتب لهذه السيدة الجليلة، فقد دأبت على زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في حياته، وجاهرت بفضائله في المجالس ومحافل النساء، وإنتصرت لقضيته المقدسة، وواظبت على زيارته والبكاء على مصيبته بعد وفاته، ومواساة أهل بيته (عليهم السلام) حيث لا يخفى لما للزيارة من أهمية، وما فيها من تحمل للمصاعب ومقابلة الأخطار، أيام الأمويين والعباسيين، إنها كرامة ما بعدها كرامة! 
نساء خالدات بتأريخهن، بذلنَ الأرواح والمهج لنصرة الحق، لم تخف قط من زيارتها للإمام الحسين (عليه السلام)،عندما كان الناس يفدون الى معاوية، لأنها إمرأة شديدة الأيمان بمنهج محمد وآل محمد، فكان جهادها قولاً وفعلاً، لتحظى بهذه المنزلة العظيمة، بأن تظهر أيام خروج الحجة المنتظر (أرواحنا لمقدمه الفداء) لينهض بشعار: يا لثارات الحسين، فيقمنَ هؤلاء النسوة الفاضلات معه، وهي منزلة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم. 
إمرأة من الشيعة الحقيقيين المخلصين، واكبت محنة الحسين، وحملت قضيته مع نساء البيت العلوي، فنشرت مظلوميته وقصة إنتصاره بأرجاء المعمورة، خاصة إذا ما علمنا أنها عاشت (113) سنة، وعاصرت سبعاً من الأئمة الأطهار، وذلك جعلها مؤهلة لأن تكون من ضمن 313 ،الذين يقومون مع صاحب العصر المنتظر، حيث يصبح همها الوحيد نصرة إمام زمانها، فكانت تقرأ دائماً وأبداً الأية الكريمة:" يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة".
لم يكن الحسين (عليه السلام) وحيداً في معركة الطف، بل كان بجانبه الشيخ، والشاب، والطفل، والرجل، والمرأة، وحتى بعد إستشهاد أصحابه وأنصاره وبنيه، باتت المرأة أحد أجهزة الإعلام الرسالي لنصرة القضية الحسينية، وكشف قبح فعل الطاغوت الأموي، ولهذا كانت حبابة الوالبية إحداهن، خاصة وأنها عاشت عهد الإمام الحسين (عليه السلام)، وعاصرت تضحياته العظيمة، فسلاماً لكِ وطوبى لكِ أيتها المكرورة السعيدة، يا صاحبة المنزلة الرفيعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك