الصفحة الإسلامية

لــذة الــذكــر عند العباس (عليه السلام)

2075 2018-10-22

امل الياسري

يحكى عن أحد الموالين لأحد أصحابه أنه قال: عليك بخمس  ذكر الله، ثم ذكر الله،  ثم ذكر الله، ثم ذكر الله  ،ثم ذكر الله،  فقلت هذه واحدة، فقال لي: بل خمس فقلت كيف؟ فقال: الأولى فتح، فلقد مَنَّ البارئ عز وجل على أهل البيت (عليهم صلواته تعالى) بمنزلة عظيمة، فذكروا الله كثيراً إبتغاء مرضاته، فكانت الشهادة جلَّ ما يتمنونه، وأحد أُسُود البيت العلوي قمر بني هاشم، أبو الفضل العباس (عليه السلام)، فجاء نصر الله والفتح.

الثانية شرح حيث مثلت ولادة أبي الفضل العباس (عليه السلام)، أول مأتم لما سيجري عليه هو وأخوه الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، رغم أنهما فرحينِ ببيعهما الذي بايعاه لله ولرسوله، لكن والده الإمام علي بن أبي طالب شرح بالتفصيل، معنى الأخوة والوفاء والذوبان في عشق كلمتين تجتمعان معه، بكونهما من صلب أمير المؤمنين ويعسوب الدين، وهما الحسين وزينب (عليهما السلام) فبات رأسه المخضب بالدماء، وعينه والسهم نابت فيها، وكفاه المحتضنتين للراية نِعمَ الفداء والشرح.

 الثالثة طرح حين رمى الماء من كفيه، وذكر عطش النساء والأطفال، وإرتجز ليقول يا نفس من بعد الحسين هوني، وبعده لا كنتِ أن تكوني، هذا الحسين وارد المنون، وتشربين بارد المعين، تالله ما هذا فعال ديني، ولقد ضاق صدر أبي الفضل العباس بالمنافقين المحطيين بالخيام، ومشرعة الفرات ومنعوه من الوصول لنهر العلقمي، وأراد أخذ الثأر منهم، فدمدم عليهم كالليث الغضبان وكالشهاب الثاقب، ليكون العمود الحاقد، والسهم المسموم، والقربة الفارغة، واللواء الذي إحتضنه، عنوان القضية في الطرح. 

الرابعة إمتحان وجرح، حيث صاح الإمام الحسين (عليه السلام)، بعد إستشهاد أخيه ابي الفضل العباس وهو بين يديه، وحمله لينادي: الآن إنكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي، وهمَّ بذكر الله كثيراً ليصل خيمته، فما كان من العقيلة زينب إلا تلقي بنفسها عليه، لتطلب منه حق الكفالة التي وعدها إياه، فكان رحيل حامل لواء معسكر الحسين، وكافل العيال والنساء أبي الفضل العباس، إمتحاناً عظيماً إبتلى به أهل البيت العلوي في عاشوراء، وكم عظيم هو ذلك الجرح!

الخامسة رضا ومنح، فلقد إستشهد أبو الفضل العباس (عليه السلام) بعد أن لهج لسانه بالشهادة، وفرحة اللقاء بجده وأبيه وأخيه، وذاق طعم الهيام والجمال فرضي الله عنه، وإرتضوا له هذه الفعال الهاشمية الخالدة، في إيقاظ الأمة من سباتها ومواجهة الظالمين والفاسدين، فمُنِحَ باباً من الفضل والرفعة والشأن، واليقين بإستجابة الدعاء تحت قبته وفي حضرته، فلنا كل الرضا بثواب زيارته، وفيض مكانته، ولذة ذكر حاجتك عند باب الحوائج، فكانت مواقفه وبطولاته مزيجاً من الرضا والمنح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك