ساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/20
أمل الياسري
عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم، أخت عبدالله أبو النبي من أمه وأبيه، إتصفت بالشجاعة وصدق الحديث، دخلت الإسلام في بدايات الدعوة الإسلامية، ولقد كانت وسيلة إعلامية مهمة، أدخلت الرعب في قلوب المشركين أيام غزوة بدر الكبرى، فقد تنبأت بما سيكون يوم إلتقى الجمعان، وذكرت بأن الفئة المؤمنة القليلة، مع إبن أخيها المصطفى المختار، ستغلب جيش الكفر والشرك لا محالة، وقصّت رؤيتها لأخيها العباس، الذي رواها بدوره للوليد بن عتبة، حتى بلغ أبي جهل خبرها.
(آما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم، بزعم عاتكة أن محمداً سيتربص بنا، فإن يكُ حقاً ما تقول فسيكون، وإن تمضِ ولم يكن من ذلك شيءٌ ، سنكتب عليكم كتاباً، أنكم أكذب أهل بيت من العرب)وهذا رد أبي جهل عندما بلغته رؤيا عمة النبي، ومرت ثلاثة أيام، حتى صرخ ضمضم بن عمرو من بطن وادي مكة، إن أنفروا أموالكم مع أبي سفيان، قد عرض عليها محمد مع أصحابه، فاللطيمة اللطيمة أرى أن تدركوها، فصدقت رؤيتها.
ما حدث بالأمس حدث اليوم، والفرق أن أموال أحفاد أبي سفيان وهند آكلة الأكباد، باتت الآن إعلاماً مأجوراً، ليتحدث العالم عن خبر يمس شرف العراقيات، وإساءة لكرامة العراقيين، وهذا ليس بغريب على بني أمية، لكن عاتكة بُعثت من جديد، لتقص رؤياها ولتخبر العالم، بأنه ما من بيت من بيوت الجاهلية الأموية، إلا وقد منح إخته أو إبنته (الحورية المجاهدة) للدواعش، في طريقة جهاد بشعة، متخذين من الدين والمذهب ألعوبة بأيديهم، ألا فلعنة الله على الظالمين.
عاتكة في العراق تعلنها مدوية: اللطيمة اللطيمة، أموالكم السحت، وإعلامكم القذر، وذؤبانكم الجبناء، لن يطول مقامهم، ولن تتجرأ صحيفة متطرفة كالشرق الأوسط بتقريرها الملفق في العام الماضي، أن تنال من عظمة الشعائر الحسينية، فقد أرعبت نساء الأنصار، في الزيارة الأربعينية ملوك التكفير، وهنَّ يستذكرنَ جدتهنَّ عاتكة بنت عبد المطلب، التي فرحت بنصر إبن أخيها، ومبارزة إبن عمها علي بن أبي طالب يوم بدر، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذنه تعالى، وستكون أربعينية الحسين غيثاً علينا ومطراً عليهم.
رسالة السماء لا تتجزأ، ولا يمكننا تقييم الثورة الحسينية بمعزل عن النساء، فمَنْ دفعت بإبنها، وزوجها، وأخيها، صوب الشهادة دفاعاً عن الأرض، والعرض، والمقدسات، تلبية لنداء المرجعية الدينية، تأبى إلا أن تكون عاملاً فاعلاً، في تعرية المجرمين، وفضح الظالمين، والداعمين للإرهاب، لذا شهدت المسيرة المليونية الحاشدة هذا العام، مشاركة نساء من مختلف البلدان وبأسماء مختلفة:(عاتكة، وزينب، وخديجة، ورقية، وليلى، وصفية، وسكينة، وفاطمة)، فمشروع الحسين مشروع لبناء الإنسان، رجلاً كان أم إمرأة، فتعساً لكم، ولسفيانكم، ولصحيفتكم.
https://telegram.me/buratha