الصفحة الإسلامية

زحفٌ مليونيُّ ورايةُ بُشِرت بالهزيمة!

1684 2018-11-04

أمل الياسري

مسيرة عشق حسيني، لأكبر حشد مدني، وتجمع سلمي، لبقاء وخلود قضية مقدسة، أُرُخت أحداثها منذ بدء الخليقة، في سِفر حافل بالعطاء والإبداع، ليعلن بداية الصراع الرهيب، بين الحق والباطل، والفساد والإصلاح، وما يقال عنها ملحمة زاخرة، بالشيفرات المستقبلية العميقة، عن أنصار الفضيلة والعقيدة، والغلبة لمعسكر الإمام الحسين (عليه السلام)، أما أزلام الرذيلة والفسق والفجور، في معسكر يزيد الطاغية، فأنهم مبشرون بالموت، وكأنهم أشباح رايات قاتمة، على تابوت أسود، يساقون لمقبرة نائية، وسيصلون فيها ناراً لظى!

يكره الحياة، هائم بين خراب الدنيا، وعمران الآخرة، لم تتشتت طاقاته الإيمانية الهائلة، في الثبات والصبر، فرحاً بكرامة الشهادة، ولم يستطع الأعداء إبتكار شيء، أكثر وجعاً، وألماً، وحرقة، أكثر من مصرع أحمر، لحز الرأس المقدس، للإمام الحسين (عليه السلام)، أمام العقيلة المخدرة، المدهوشة من جرأة المجرمين، والسماح للخيول الأعوجية، بتكسير الصدر السليب، ولكن العزاء الزينبي، كان يقول: هون عليّ أن ما نزل بعين الله، فتقبل هذا القربان، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد، أي منقلب ينقلبون!

أقدام وتراب كلاهما مقدسان، وزائرون ينشدون معلقة، يستحق تدوينها على أستار الكعبة، تميز القضية عن غيرها، لتقدم إنجازاتها الغنية، في زمن أربعيني باعث للسعادة، يزحفون نحو كعبة الأحرار، حيث حكايات الدماء والدموع، لتصرخ الأجساد: إننا مَنْ نكتب التأريخ، لا أنتم أيها الأوغاد المارقون، ليصف لنا العدد الأربعين، عظمة مسيرة ولدت من رحم الإباء، وتفرز قراراً يقول: الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم، والشجاع لا يموت إلا مرة واحدة، وبعدها يمتلك حياة لا نهاية لها أبداً!

ما الذي دفع بملايين السائرين الى الزحف، وإطلاق النداء المدوي بالمظلومية؟ والسر في الجواب، إنها قوة المبدأ، والعقيدة، والموقف، التي لا ولن تسمح لمرتزقة يزيد عليهم اللعنة، بمحو المسيرة الخالدة، حيث أذهلت العالم في إكرامها للسائرين، كرامة للحسين، وتكريمها لزائري قبة الحسين، وكرمها غير المحدود، من أجل ديمومة سفرة الحسين، وبعد كل شيء، يكتبون لوحتهم المليونية، دون دعاية أو ترويج، فالثأر، والحزن، والحرية، تطرزها الأقدام الزاحفة، والعيون الباكية، والضمائر الحرى، والصدور العبرى، لتدون ملحمة الأربعين!

زحف مليوني صانع للأمن والأمان، رغم تهديدات الخوارج والتكفيرين، لكن خارطة الحياة تتغير في الأربعين، فعندما يعلق أحد الزوار، على كرم المواكب الحسينية، ندرك أن هذا الوصف قليل جداً، لأسطورة بحجم كربلاء، لأن الأمر الذي يتجدد دائماً في المسيرة، هو ولادة الأحرار، وتدفق الإصرار، وإعلان الإنتصار، وهمة الإستمرار، ومغادرة الدنيا لطلب الثأر، عبر قارة تلبس السواد، لتنهض الجبال بأوتادها، والمياه بقطراتها، وتصنع خيمة تجمع محبي الإمام الحسين (عليه السلام)، تحت نداء واحد: لبيك يا حسين!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك