عمار عليوي الفلاحي
ما إن توارى الأمينِ بجدثِ المدينةِ ، وارَتِ بأحقادها فِكرهِ وحضارتهِ الأمةِ، لتحجبِ أنوار نهجهِ المتبلجةِ، بسحبِ غمامِها المتلبدِ حسداً وطمعاً، وكأن الرسول الهادي جاء فقط للعرب والإسلام، وان كانت الجزيرة موطىء قدمه المباركة
ولَعلَ إختزال شخصِ (النبي الإكرمِ مُحمدٍ صلى الله تعالى عليهِ والهِ وسلم) بِفئةٍ دون غيرها، يدرجُ ضمنَ إطار التضيقِ في زاويةِ النظرِ،في أفقِ الرسالةِ للإلهيةِ الرحيب، الذي مازال صداها يترددُ في جنباتِ التأريخ.
وهذا مايتسنى إدراكهِ لعوامِ الناس، من خلالِ النص" القرآني الكريم "بمامؤداه " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" كون المرادِ بَينٍ، كبيانِ قرص الشمسِ بضحى النهارِ، نعوذ بالرحمن أن نتصدى لتفسير كلام الله الكريم وبيان مراده، لكن الحكمة الإلهيةِ ، أقتضت أن" يكونَ "القرآنِ الكريم" مشتملاً على المحكمِ والمبين، وكلمةِ (للعالمين المباركة)أضفت صفة الشموليةِ للرحمةِ الإلهية المكتنفةِ لرسالة النبي الإكرم،
لكنما تلك القيمِ الساميةِ، أنحدر بها متقمصيِ الخلافة، أبان إستشهاد النبي الإكرم ، بعد إنحرافهم بوصلةِ القيادةِ المحمديةِالأصيلةِ، عن إتجاهات القيادةِ المعصومةِ، مما أوجد شرخٍ بين أهدافِ النبي الخاتمِ، وبين ما قَدِمَت عليهِ سراقِ السقيفةِ ووارثيهم من الأمويين مروراً بحكامِ بني العباس، ولاأقل من تضعيفهم موقف الأمة بعد الهادي، حيث كانت الدولة الإسلامية آنذاك تترك فسطاسِ الحرب، إكراماً لحمامة باضت فوق هرمهِ أيام النبي، إلى أن أوصلو القواد من بعده الأمة الى مستوياتِ إنسانية ركيكةٍ، حيث كانو يختصرون فتوحاتهم على الأماكن الغيرِ مؤثرةٍ في بلاد الروم وغيرهم ، أي القرى الضعيفة ، التي اهلها لاحول لهم ولاقوة، ولاتشكل أي تأثير على مراكز ثقل أعداء الإسلام ، كمراكز قيادات العدو وهلكوا بها الحرث والنسل، مما يخالف عالمية أهداف المصطفى الإنسانية.
ولايختلفُ حالِ الأمسِ عن اليوم،من تضعيفِ دور الرسالةِ أمام الإمم، لكن بطريق مغايرٍ عن سابقهِ، مثملاً آنياً، بدور الوعاظِ والفقهاءِ المخالفين لمفهوم "من كنت مولاه فعليِ مولاه"تارةٍ، فالغرب أطلع على كتب الفكر التيمي و جملةٍ من تأريخ المذاهبِ الإسلاميةِ ذاتِ تمثيل خارجي للإسلام ، فوجدت فيهِ إن "النبي الاكرم حاشاه"يتبول واقفاً، ويفقدُ توازنهُ عند المنون، وغيرها من المنغصاتِ، التي شجعت الدنيماركي اللعين أن يتطاول على شخصهِ المبارك، وأخرى ما أباحت بهِ سريرة الحقد للحكومات المسلمةِ، من رعايةٍ للإرهاب، وإشعال فتيل الحروب القاهرةِ فيما بينها، والتنكيل بالشعوب الإسلامية المسالمةِ كالشعب الإيراني والتشمت بمحنتهِ ، التي حيكت بأيادي اليهود،
فالعزاء عليكَ مستديمٍ، كلما شَرقتْ شمسٍ وشمسٍ عانقت حمرٌ المغيب، ياقمر المدينةِ المحاقَ نورهِ، وعلى نهجكَ الوضاء الذي حرفتهُ السقيفةٍ، عن قطب رحاها البطين الأنزعِ، فسلاماً عليكَ أبي الزهراء يوم متَ ويوم ولدت ويوم تبعثُ حياً،
https://telegram.me/buratha