الصفحة الإسلامية

شريفة بنت الحسن

11336 2019-02-14

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/42


أحد أهم عوامل بقاء الإسلام، هو القضية الحسينية في كربلاء، ورغم أنه قدمت تضحيات ملحمية بهذه الواقعة الأليمة، إلا إن الدور الرسالي الذي لعبه أطفال البيت الهاشمي كان كبيراً، ليحفظ لنا مسيرة سبايا كربلاء من الكوفة الى الشام، وما إعتراهم من ظلم وجور وعنف بحق الطفولة والمرأة، فأجسادهم البرئية وثيقة ناطقة بالدم، ومن الأطفال الذين ماتوا بطريق السبي، طفلة تدعى (شريفة) فيا ترى مَنْ هي؟
ما روي عن هذه الطفلة، إنها باتت عليلة بعد واقعة الطف، وكانت دائمة البكاء على عمها الإمام الحسين (عليه السلام)، وهي ترى رأسه أمام ركب السبايا، في قلوب يعتصرها الألم، وينبضها الحزن العميق، ويتقاطرها الدمع الدفين، ولم تتحمل مشاق السفر والعطش، والتعذيب والقمع، الذي لاقوه من أزلام يزيد عليه اللعنة، فدفنت في منطقة (أبي غرق) التابعة لمدينة الحلة مركز محافظة بابل، فسلام عليها حيثما رقدت. 
رغم ما يثار من إختلافات حول عمر هذه العلوية الطاهرة، إلا إن المتوارد لدينا أنها ريحانة من رياحين أهل البيت (عليهم السلام) ولها من الكرامات كثير وكثير، ويتبع نسبها الى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، وإن كانت ترجع الى بضعة عشر ظهراً منه، إلا أنه من المؤكد أنها عاصرت أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ونهلت من علومهم، ومناقبهم، وكراماتهم، وفضائلهم الكريمة حتى عرفت بطبيبة العلويين. 
مهما يكن من أمر هذه الطفلة العلوية الطاهرة، والروايات المنقولة عنها وعن ولادتها وحياتها، فإن مَنْ يزورها ينهل من كراماتها، حتى ذاع صيتها للقاصي والداني، وسميت بطبيبة المعلولين، ومؤكد أن مرجعها العلوي يعود لكريم آل البيت، الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، فمدرسته تتخرج منها كل يوم مخلوقات نورانية، ولم تكن بحاجة الى دعم وأجنحة لتظهر على الملأ، فبعضهم ذرية من بعض لبيت النبوة ومعدن الرسالة.
الطفلة العلوية (شريفة) حولت القيود الى رموز للحرية، ورفض الضيم، والتحدي، هذا إن عاصرت فاجعة كربلاء يومها، وإن كانت في غير زمانها، فهي أولى من غيرها بأن تكون سليلة الألم والأسى، وسنجد أن نساء البيت العلوي بغض النظر عن أعمارهن، قد لعبنَ دوراً مهماً في تخليد ثورة الصمود والإباء، فسلام عليها كيفما كان بعدها عن ظهر جدها الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك