حب الرئاسة غريزة تراود البشر ولها مساوئها على مدعيها بغير حق ، والرئاسة لها شروطها منها الحكمة والشجاعة والنسب ، وهنالك من يتجاهل هذه الشروط معتمدا على بطشه وخيانته وبدعه لان يكون المتسلط على رقاب القوم .
الامامة هذا المنصب الالهي سل عليها سيف ما سل في الاسلام على المشركين ، وكل من يدعيها يتحجج بحجج واهية ، فهناك من تشبث بالنسب وادعاها وهناك من ادعى علميته وادعاها والشواهد كثيرة .
الا العباس ابن امير المؤمنين عليهما السلام الذي لم يدعيها برغم ما يتمتع به من ميزات قيادية فذة من علمية وشجاعة ونسب ودرجة عالية من الايمان ، ولو قارنا موقفه مع الحسن والحسين عليهما السلام مع مواقف اخرى لشخصيات ادعت الرئاسة فاننا سنقف امام عظمة هذه الشخصية في الاسلام .
محمد ابن الحنفية اخوه وابن ابيه طالب بالامامة من الامام السجاد عليه السلام مدعيا نفس صفات الامام عندما اختلى بالامام السجاد عليه السلام قائلا له ( يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله(ص) دفع الوصية بعده إلى أمير المؤمنين، ثم إلى الحسن، ثم إلى الحسين صلوات الله عليهم، وقد قتل أبوك رضي الله عنه وصلى على روحه ولم يوص، وأنا عمك وصنو أبيك، وولادتي من علي، وأنا في سني وقدمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني في الوصية والإمامة ولا تحاجني، فقال له علي بن الحسين(ع): يا عم اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين، إن أبي يا عم صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله(ص) عندي، فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص لعمر وتشتت الحال، إن الله تبارك وتعالى جعل الوصية والإمامة في عقب الحسين(ع)، فإذا أردت أن تعلم ذلك فانظلق بنا إلى الحجر الأسود...... الى اخر الرواية ) و اخيرا اذعن واعتذر
وعبد الله الافطح ابن الامام الصادق عليه السلام ادعى الامامة وكون له فرقة تسمى بالفطحية ( لانه كان افطح القدمين) وسرعان ما تلاشت هذه الفرقة وكان ادعائه جاء بسبب نسبه فقط وليس علميته ، وجعفر ابن الامام الهادي عليه السلام هو الاخر ادعى الامامة وحرض على الحجة محمد ابن الحسن العسكري عليهما السلام وكان ما كان من قصته .
واما من ليس نسبه من رسول الله وادعى الامامة او الخلافة فانهم كثر ناهيكم عن خلفاء بني امية وخلفاء بني العباس فهنالك من اسس المذاهب حبا بالرياسة كما وصف احدهم الامام الصادق عليه السلام مع العلم انهم لا يمتلكون صفات ابي الفضل العباس عليه السلام .
هذه الاستشهادات تمنح منزلة وعلوا لابي الفضل العباس لا يضاهيه في ذلك احد فكيف بموقفه يوم الطف عندما جاهد بكل ما يملك في سبيل الاسلام ودفاعا عن الحسين عليه السلام ولم يفكر بان يجادل اخيه بالامامة بل كان يقدم له كل الطاعة والولاء هذا ناهيكم عن تربية امه له ولاخوته في طاعة الامام الحسين عليه السلام .
الم يمنيه الشمر ابن ذي الجوشن بالامان والمال لو ترك الحسين عليه السلام يوم عاشوراء ؟ فما كان جوابه؟ كان جوابه : لعنك الله ولعن أمانك تؤمننا وابن رسول الله لا أمان له وتأمرنا ان نـدخل في طاعـة اللعناء وأولاد اللعناء"، اقرا الجواب وتمعن جيدا بالظروف المحيطة به وستعلم قوة وصلابة ابي الفضل العباس في الايمان والشجاعة .
واما لقب العبد الصالح الذي وصفه به الامام الصادق عليه السلام في الزيارة سلام الله عليك ايها العبد الصالح ، وهذه المنزلة حتى كانت من دعوات الانبياء بان يحصلوا على منزلة العبد الصالح " وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ " فهذه المنزلة التي منحها الامام الصادق عليه السلام لعمه العباس لم تات من فراغ بل مما يعلم عن سيرة هذا البطل المقدام التي غيبها التاريخ عنا وستظهر ولو بعد حين فالحقيقة مهما غيبوها تبقى حقيقة
https://telegram.me/buratha