الصفحة الإسلامية

الامام الصادق.. مكتشف ومشرع العلوم الحديثة

2544 2019-06-29

عاش الامام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام في عصر الاتجاهات غير المتجانسة فجمع (ع) بين المتفرقات وفرق بين المجتمعات، وكان (ع) مدرسة شاملة ومستوعبة لكل ما تحتاجه الأمة في حاضرها ومستقبلها ومعبّراً عن طموحها وتطلعاتها. 

منهله عذب لرواده، ومنتج لقصاده. يزدحم أهل الفضل في رحابه، ويشرفون بتقبيل أعتابه. والكل يرجعون بطاناً مرويّين يشهدون بقوة حجته وشدة عارضته، يذعنون له تسليماً واطمئناناً، ويعترفون بمرجعيته تقديراً واحتراماً. 

عاشر الامام أبا عبد الله (ع) خلال أيام حياته المباركة ملوكاً من بني أمية وبني العباس في حقبة من الزمن كان الصراع بينهما على أشده الى جانب انتفاضات العلويين والزيديين والقرامطة والزنج وسواهم من طالبي السلطة.. مما أتاح للامام (ع) ممارسة نشاطه التبليغي والتصحيحي ودوره العلمي والتربوي على أكمل وجه ويتمتع الاسلام الحنيف والمسلمون وعامة الناس بالمعارف الالهية والحكم النبوية والأسرار العلوية والحقائق الدينية والدنيوية. 

قصـده الطالبون من مختلف البلاد والأقاليم حتى اجـتمـع في مـحضره أربعة آلاف طالب علم، فألقى عليهم (ع) من غوامض الحكم وحقائق العلوم، وأظهر ما أخفى آباؤه وأجداده خوفا من فراعنة بني أمية، فشرع بترويج حقائق الشريعة المحمدية الاصيلة وإظهار أسرارها، وبيان رموزها ونشر أحكامها، حتى أشرقت شمس الهداية على البلاد، وسطع نور العلم على العباد، وكل أخذ على قدر ذوقه واستعداده واشتياقه من الحكمة والفقه والأخلاق وسائر العلوم مثل الجغرافيا وحتى الكيمياء ومن الجاذبية ودوران الأرض حتى علوم الخلايا والطب و... غيرها رغم انه (ع) في أواخر عمره حاصره المنصور العباسي من كل صوب وحدب وشدد عليه الضغط ولم يترك له مجالا للتدريس والتعليم، لكن الامام جعفر الصادق(ع) تمكن من اسدال أشعة معارفه على مشارق الأرض ومغاربها وأرسل عنوان التشيع الى شعوب الأمة وقبائلها، ومن هنا سميت الشيعة الاثنا عشرية بالجعفرية، وأصبح رئيسا للمذهب صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين وأبنائه الطاهرين وأصحابه المكملين وشيعته المقهورين أجمعين ما دامت السماوات والأرضين. 

أنصرف الامام جعفر الصادق (ع) عن الصراع السياسي المكشوف نحو بناء مقاومة علمية، وفكرية، وسلوكية، تحمل روح الثورة وتقاطع حكام الجور وسلاطين الظلم عبر طريق نشر الوعي العقائدي، والسياسي، والتفَقُّه في أحكام الشريعة المحمدية الأصيلة ومفاهيمها ويثبت لهم المعالم والاسس الشرعية والواضحة کقوله عليه السلام: "العامل بالظلم والمعين له والراضي به شرکاء ثلاثتهم"- اصول الکافي ج 2 . 

لم تكن علوم الامام جعفر الصادق (ع) محصورة بعلماء المسلمين بل تداولها واستفاد منها وتعالمها علماء وطلاب علوم سائر البلدان والاديان أكثر بكثير مما أهتم به المسلمون ولسوء الحظ رغم وقوفهم جميعاً من أن أهل البيت عليهم السلام هم خزان علم الله وورثة أنبيائه. 

لقصر المقام وضيق الوقت نكتفي هنا في الاشارة الى ما كتبه جلة من علماء العلوم الحديثة والمعاصرة من الغربيين ضمن كتاب يحمل اسم "الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب" وهو عبارة عن مجموعة بحوث طرحت في عدة ملتقيات دولية علمية نظمتها جامعة "استراسبورغ" الفرنسية عام 1968، شارك فيها مئات العلماء من شرق الأرض وغربها استعرضت حياة الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) العلمية طرح خلالها خمسة وعشرون من أشهر العلماء والمستشرقين في جامعات فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا وأميركا ولبنان وايران وهم: 

1. البروفسور "آرمان آبل" استاذ جامعتي بروكسل، وكان في بلجيكا. 

2. البروفسور "جان أوبن" استاذ جامعة السوربون الفرنسية وله عدّة مؤلفات. 

3. البروفسور "روبرت برانشويتس" أستاذ بجامعة السوربون بباريس. 

4. البروفسور "كلود كاهن" رئيس قسم الدراسات التاريخية، وأستاذ جامعة سوربون. 

5. البروفسور" أنريكو جروللي" استاذ الدراسات الشرقية ونائب مدير المجمع العلمي الايطالي بروما. 

6. البروفسور"هنري كورين"رئيس كرسي الاسلاميات وأستاذ الدراسات الاسلامية للدراسات العليا بجامعة باريس. 

7. البروفسور "توفيق فهد " استاذ جامعة استراسبورغ الفرنسية. 

8. البروفسور" فرانشيسكو حبرائيلي" كبير اساتذة اللغة العربية وادبها بجامعة روما الايطالية. 

9. البروفسور "ريتشارد جرام ليخ" استاذ جامعة هامبورغ الألمانية. 

10. البروفسور "جرار لوكنت" استاذ قسم الدراسات الاسلامية ومعهد اللغات بباريس. 

11. الدكتورة "آن لامبيتون" مديرة معهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن البريطانية. 

12. البروفسورة "ايفون لينان دوبل فوند" مديرة معهد الأبحاث العلمية بباريس. 

13. البروفسور "ويلفريد مدلونك" استاذ جامعة شيكاغو الأميركية. 

14. البروفسور "هنري ماسة" مدير قسم الدراسات الشرقية واستاذها بجامعة استراسبورغ بفرنسا. 

15. البروفسور "جورج ويدا " استاذ جامعة ليون الفرنسية. 

16. الدكتور "سيد حسين نصر" استاذ جامعة طهران ورئيس الجمعية الفلسفية الايرانية. 

17. البروفسور "شارل بلا" استاذ جامعة سوربون الفرنسية. 

18. الامام المغيب السيد موسى الصدررئيس المجلس الاسلامي الأعلى في لبنان آنذاك. 

19. البروفسور "روبرت أرنالديز" استاذ جامعة ليون الفرنسية. 

20. البروفسور" ألياش" استاذ جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس – اميركا.. 

21. الدكتورة "دورن هينج كليف" استاذة جامعة لندن - بريطانيا. 

22. البروفسور "فرتيز يميير" استاذ جامعة بال السوسرية. 

23. البروفسور "حوزف مانوز" استاذ جامعة فريبورغ الالمانية. 

24. البروفسور "هانس رومر" . 

25. البروفسور "هانس مولر" استاذ جامعة فريبورغ الالمانية. 

أستنتجت الدراسات المقدمة للملتقيات نتائج كبيرة جداً لا يسع للمقال ذكرها، نذكر بعضاً منها حتى لا يظن ظان أن أهل البيت عليهم السلام أصبحوا أئمة في الفقه والصلاة والعبادة وحسب بل هم أصل العلم ومعدنه، ومن تلك النتائج: 

أولاً: الامام الصادق (ع) أول من قال بدوران الأرض حول الشمس. 

ثانياً: الامام الصادق (ع) أول من أشار إلى الأوكسجين. 

ثالثاً: الامام الصادق (ع) أول من أشار إلى الجاذبية. 

رابعاً: الامام الصادق (ع) أول من أشار إلى أن الأعراض لها جزئيات ( اللون، الطعم، الرائحة ). 

خامساً: الامام الصادق (ع) أول من فنّد نظرية العناصر الأربعة التي يذهب إليها أرسطو وصححها علمياً. 

ومن نظرياته (ع) في الطب التي توصل إليها قبل الآخرين هي "انتقال العدوى عن طريق الضوء، وليس عن طريق الهواء الملوث فقط". وله نظريات في الفيزياء والكيمياء والأحياء، والطب، والفلك والهيئة والبيئة و... غيرها، ولأهمية ما دار في تلك الندوات فقد تم ترجمة الدراسات وكذلك كتاب "الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب".. الى عدّة لغات. 

لا يروق لاعداء الرسول محمد (ص) وأهل بيته الميامين (ع) لذا قصد المنصور العباسي حياة الامام الصادق حوالي 17 مرة وأمر بإغتياله في أكثر من مكان في الحيرة وبغداد والكوفة ومكة وحتى المدينة كما نقل ذلك المفضل بن عمرو والسيد أبو القاسم علي بن طاووس في کتابه "نهج الدعوات"، حيث دعا المنصور قائد من قواده فقال: انطلق الى المدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمد وخذ رأسه ورأس أبنه موسى بن جعفر في مسيرك..(مهج الدعوات ص260)، كما وأمره بإحراق بيته (المناقب لابن شهر آشوب ج4 ص280 وبحار الأنوار ج47 ص2 رقم 4). 

استشهد الامام جعفر الصادق (ع) مساء يوم الاثنين (25) شهر شوال سنة (148) للهجرة وله من العمر (65) سنة، متأثراً بسم دسه إليه المنصور العباسي على يد عامله على المدينة، محمد بن سليمان ونحن اليوم نعيش هذه الذكرى الأليمة والفاجعة الكبيرة ندعو الله سبحانه وتعالى بهذه الدعوة المباركة: "اللهم اجعلنا من شيعة الامام جعفر الصادق (ع) كما أراد لنا مولانا أبا عبد الله (عليه السلام). 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك