مازن البعيجي ||
( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة ١٢٤ .
هذا التهديد والوعيد الإلهي الخطير وهو يبين مرتبة ومنزلة "قوم" في الحياة الدنيا سماهم "الظالمون" أؤلك الذين "يظلمون" أنفسهم غيرهم بأي مستويات "الظلم" ودرجاته ، وهو - الظلم - تعبيراً عن "فشل" الإنسان في القدرة على الإلتزام بالمنهج "الإلهي او الأخلاق" التي استهدفها القرآن لتكون ملكات حقيقية ثابتة في السر والعلن!!!
ولكن بقيت منطقة "الظلم" مرافقة للأنسان الغير "مكتمل" وعيهُ وبصيرتهُ ودينهُ وأيمانهُ وهو يخدع نفسهُ بعدل فقط هو يراه وشيطانهُ يسول له أنهُ العدل المطلق! الأمر الذي يكشف عن تردي ويكشف عن جهل مركب يحتاج الإنسان معهُ الوقوف الفوري لمراقبة ومحاسبة وتدقيق ما هو عليه من "ظلم" حيث ورد عن مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام 《 إنَّما يحتاج إلى الظُّلم الضَّعيف 》 .
والتمسك بمنهج الظلم يكشف عن خلل في فهم "الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني" القائم على نبذ كل أشكال الظلم وبكل درجاته صغيرها والكبير!
( لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ) الأعراف ٤١ .
ومن هنا لن تنمو لنا روح وجوانح مجاهدة لها القدرة على خوض معركة الشيطان والصبر على تحمل كل استفزازات النفس وضيق الصدر الذي هو دائما يردنا مورد الحامية ويسقطنا في أبسط إختبار غيرنا لا يقع به لعدله وسهل عندهُ اجتيازه!!!
«واللّه لئن أبيت على حسك السعدان مسهداً، واجرُّ في الأغلال مصفداً، أحب اليّ من أن القى اللّه ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع الى البلى قفولها، ويطول في الثرى حلولها»
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..